تحقيقات وتقارير

"ليرتنا عزتنا".. حالة شعبية صحيحة وتعبير رمزي.. وعلينا الحذر من المتسلقين


الاعلام تايم - خاص

انطلقت منذ أيام حملة "ليرتنا عزتنا" وما لبث أن بدأت الحملة حتى بدأ أصحاب المحال التجارية، على اختلاف سلعهم، بالانضمام لها دعما لليرة السورية التي تعتبر بالنسبة لجميع السوريين العملة الاغلى على قلوبهم رغم كل ماحصل من تقلبات بقيمتها بسبب ما شهدته البلاد من أحداث، واستهداف أحادي جائر لاقتصادها.


حالة شعبية صحيحة
الخبير الاقتصادي ومدير حملات دعم الليرة السورية عامر ديب قال في وقت سابق لإذاعة ميلودي حول الحملة "ليرتنا عزنا" إن "الحملة حالة شعبية صحيحة ووقوف الشعب إلى جانب ليرته السورية أمر رائع جداً، لكن هناك بعض المتسلقين ممن يسعون لاستغلال أي حدث إيجابي لتمرير مصالح تضر بالليرة السورية والاقتصاد الوطني"، مبيناً أن "أي بائع يطلب من المواطن الذهاب للمصرف المركزي للحصول على فئة الليرة يتوجب حينها على المواطن إبلاغ وزارة الداخلية على الفور لأن ذلك يخالف المراسيم التشريعية."


بلا جدوى على المدى البعيد.. والحل الضرب بيد من حديد
فيما اعتبر الخبير الاقتصادي دكتور حيان سلمان في تصريح مماثل أن "الحراك الاجتماعي الحاصل "ليرتنا عزنا" هو عبارة عن صرخة أطلقها الشعب السوري تضامناً مع حكومته ضد الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له البلاد، مشيراً أنه انطلاقاً من الفكر الاقتصادي يجب دائماً أن تباع السلعة وفق معادلة أساسية وهي سعر التكلفة إضافةً إلى هامش الربح، فالحملة ليس لها جدوى اقتصادية على المدى البعيد ولنكن واقعيين لا يمكن الاستمرار فيها وإنما هي تعبير رمزي ومحاولة لإعادة قيمة لليرة السورية.


وأوضح سلمان أن: "المبادرات السابقة كانت مبادرات عفوية رمزية ولكن الحل يتوقف على أن يتم الضرب بيد من حديد على كل من يتلاعب بالليرة خاصة بعد صدور المرسومين 3و4.

 

يذكر أن الليرة السورية بدأ العمل بها عام 1948 بعد انفصال مصرف سورية ولبنان الذي كان يصدر الليرة السورية _اللبنانية، كما و يعود تاريخها الأول لعام 1919 حيث كانت تعادل 20 فرنك فرنسي وفي عام 1941 ارتبطت الليرة بالجنيه الاسترليني وتحول الارتباط للدولار بعد 1947.


تم إدراج اسم الجمهورية السورية وتوقيع حاكم مصرف سورية المركزي وتوقيع وزير المالية في البدايات في إصداري 1953 و1957 ثم تم اعتماد توقيع وزير الاقتصاد فيما بعد على العملة من فئة الليرة.


للمصرف الكلمة الفصل
مصرف سورية المركزي أوضح في بيان سابق "إشارة الى ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن إيقاف التداول بالنقود المعدنية من فئة /1/ ليرة سورية؛ أنه تم سحب النقود المعدنية من فئة /1/ ليرة سورية لإصدار عام 1991 فقط مع الإبقاء على الإصدارين لعامي 1994و1996 في التداول، مع الاحتفاظ بقوة الإبراء القانونية للعملة المعدنية فئة /1/ ليرة سورية حيث إن الليرة السورية هي وحدة النقد الأساسية للعملة الوطنية".


فقد صدر القرار /3332/ بتاريخ 19/12/2013 عن السيد رئيس مجلس الوزراء، الذي نص على اعتبار النقود المعدنية من فئة /1/ ليرة سورية إصدار عام 1991 مسحوبة من التداول والمحددة مواصفاتها والموضوعة في التداول بموجب قرار وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رقم /2227/ تاريخ 24/8/1992، حيث تم صدور قرار السحب بناءً على اقتراح من مجلس النقد والتسليف نتيجة وجود كميات كبيرة في التداول من النقود المعدنية فئة /1/ ليرة سورية في ذلك الوقت.


ويؤكد مصرف سورية المركزي على عدم تداول أي معلومات حول السياسة النقدية وما يتعلق بإجراءات مصرف سورية المركزي لا تصدر عنه عبر الموقع الالكتروني الرسمي وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؛ وعلى تطبيق المرسوم التشريعي رقم 4 تاريخ 18�12020 الصادر عن السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الذي حذر من مغبة التلاعب بسعر الصرف وترويج الشائعات والاكاذيب المتعلقة بالعملة الوطنية وشدد عقوبة المروجين لها.


أشكال مختلفة للحملة
وخلال جولة مراسل الاعلام تايم في مدينة دمشق وريفها لاحظ اختلاف طريقة انضمام التجار للحملة.. محمد صاحب أحد محلات الاحذية قال: لقد قمنا بعرض تخفيض بمبلغ مالي مقطوع عند شراء أي قطعة من المحل للشخص الذي يملك ليرة سورية، مشيراً الى أن الهدف الأساسي من الاشتراك بالحملة هو دعم ليرتنا الغالية التي بسبب الظروف فقدت جزء من قيمتها ولكن بفضل مساعي الحكومة والتجار سنعمل جميعا لإعادة إحياء القيمة المفقودة لليرة.


مدير تنفيذي في أحد المعاهد التدريبية قال: "رغبنا بدعم ليرتنا السورية على طريقتنا الخاصة حيث قدمنا مجموعة من الدورات التدريبية المهنية ضمن مركزنا بليرة سورية واحدة وقمنا بتحديد فترة معينة للتسجيل.


وفي ريف دمشق كان للسيدات نصيبا للاستفادة والإفادة من الحملة حيث قدم كوافير عرضا لجميع الزبائن بأن يكون قص الشعر والسيشوار بليرة سورية واحدة ولمدة يومين متتاليين.


كما كان لمحال الاطعمة نصيب في الحملة حيث قدم أحد محلات السندويش عرض ان يكون قيمة كل سندويشة بليرة سورية شريطة توفر هذه القطعة المعدنية من فئة الليرة.


عود على بدء.. الحملة حالة شعبية صحيحة ووقوف الشعب إلى جانب ليرته السورية أمر رائع جداً، لكن بعض المتسلقين يسعون لاستغلال أي حدث إيجابي لتمرير مصالح تضر بالليرة السورية والاقتصاد الوطني.. علينا أن نكون حذرين.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=68539