نافذة على الصحافة

صفقة القرن في أعين الإعلام


الاعلام تايم _ صحافة


أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملامح ما يسمى «صفقة القرن» المزعومة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي تقوم على أسس «حل الدولتين بصورة واقعية» وعلى اعتبار القدس «عاصمة غير قابلة للتجزئة لإسرائيل»، مع الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين! على حين كشف البيت الأبيض أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح! وبعد دقائق من إعلان ترامب ملامح «صفقة القرن» خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له في رام اللـه نقل مقتطفات منها موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني رفض «صفقة القرن».  في السياق، أشارت وكالة "سيبوتنيك"، إلى أن نص "صفقة القرن" يكشف موقع "عاصمة الدولة الفلسطينية"، وهي القدس الشرقية، لكن نص الخطة يقضي بأن تكون على أطراف المدينة.


أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أنّ خطة الرئيس ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تقترح إعادة رسم الحدود بالضفة الغربية لضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور الأردن لإسرائيل. وأضافت أنّها ستوفر حكماً ذاتياً محدوداً للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على أن يتزايد الحكم الذاتي للفلسطينيين على مدى ثلاثة أعوام إذا وافقت القيادة الفلسطينية على تدابير سياسية جديدة، واتخذت خطوات أخرى في إطار المفاوضات مع إسرائيل، وتخلت عما وُصف بالعنف. وأكّدت أنّ السيادة المشروطة المنصوص عليها في الخطة بالنسبة للفلسطينيين بعيدة عن الهدف الدولي المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة بالكامل. وأوضحت أن جميع أحزاب اليمين التي يقودها نتنياهو، ولها 55 نائباً في الكنيست، تؤيد انتهاز الفرصة التي أتاحتها خطة ترامب، والشروع مباشرة بضم أراض في الضفة الغربية.


رأت صحيفة الغارديان البريطانية أنّ أزمة خطة السلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن" وحدت صفوف الفصائل الفلسطينية المتنافسة. وقالت يبدو أنّ الأزمة كانت سبباً في عرض نادر لوحدة الفصائل الفلسطينية المتنافسة، حماس في غزة، وفتح في الضفة الغربية المحتلة. وأضافت اتفق الفصيلان، العدوان منذ فترة طويلة، واللذان تقاتلا في حرب أهلية قصيرة في 2007 من أجل السيطرة على غزة، على عقد اجتماع طارئ في رام الله لمناقشة رد مشترك. ولفتت إلى أنّ القوى والفصائل الفلسطينية أعلنت سلسلة من التظاهرات ستنطلق في الوقت الذي سيعلن فيه ترامب عن خطته التي يرفضها الفلسطينيون مسبقا. وختمت أنّ الفلسطينيين هددوا بالانسحاب من اتفاق أوسلو الذي يحدد شكل العلاقة مع إسرائيل، في حال أعلن ترامب عن خطته.


أعرب المحلل عوديد غرانوت في صحيفة إسرائيل اليوم عن استغرابه من ما سماه "الصمت العربي المطبق" حيال صفقة القرن المزعومة، وأرجع ذلك إلى أسباب بينها تراجع اهتمام الأنظمة العربية بالقضية الفلسطينية لصالح ملفات أخرى كالصراع مع إيران والحرب في ليبيا. وأضاف أنّ صفقة القرن التي تسحب البساط من تحت المطلب العربي التقليدي بإقامة دولة فلسطينية على كل أراضي الضفة الغربية وعاصمتها القدس، كان متوقعاً أن تحدث ضجة كبيرة، وتخرج المتظاهرين في الدول العربية للشوارع "لكن أي من ذلك لم يحدث". ولفت إلى أنّ أحداث الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، وما تزال تبعاتها متواصلة صعدت قضايا باتت أكثر إلحاحاً على جدول أعمال الأنظمة العربية، “وتم دفع الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني إلى الزاوية”.

 

قال عريب الرنتاوي في "الدستور الأردنية": على السلطة أن تتبرأ من اتفاقاتها المبرمة مع إسرائيل، فقد مزقتها إسرائيل نُتفاً، وجاء ترامب ليشعل النار بما تبقى منها. لا مطرح لتنسيق أمني، حتى وإن أدى الأمر إلى استدراج إسرائيل لإنهاء السلطة، ولا قيمة لسلطة باتت العنوان الأبرز والأخير «للوهم والخداع». ولا حاجة لتجديد الاعتراف بإسرائيل، بعد أن سحبت إسرائيل وإدارة ترامب اعترافها بالحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين وممثلهم الوطني الشرعي الوحيد. وأضاف, التصدي لصفقة القرن وإسقاطها، هدف ممكن، سيما وأنها لم تجد القبول سوى من حفنة ذليلة من الحكومات العربية، كما زعم ترامب نفسه. لكن هذا الهدف بحاجة لتوظيف طاقات الشعب الفلسطينية بكاملها، ومغادرة مربعات الترهل والشيخوخة والانقسام.


أشار سري القدوة في "الدستور الأردنية" إلى أن المطلوب من الدول العربية التمسك بمبادرة السلام العربية كأساس للحل ورفض كل هذه المطروحات والعمل على أهمية التوجه دولياً وفضح أساليب الابتزاز والبلطجة والاحتيال السياسي والتهديد والوعيد والتوجه للعمل وفقاً لضمان تحقيق العدالة وتطبيق حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية التي تستند إلى إعلان استقلال دولة فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، حيث باتت تداعيات إعلان الإدارة الأمريكية لما يسمى بـصفقة القرن تتطلب ثبات ووضوح الموقف الفلسطيني الجامع وأيضاً الموقف العربي والعمل على ضرورة بلورة استراتيجية عربية موحدة ورفض هذه الصفقة، وبات من المهم اتخاذ اجراءات عربية شاملة وتجديد الموقف العربي الرافض لمحاولات المس بحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعيش بدولته المستقلة كباقي شعوب الأرض، واتخاذ الاجراءات العملية لمساندته في دفاعه عن حقه وتقرير مصيره على أرضه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=68530