تحقيقات وتقارير

منها "الانكشارية" و"العُزّاب" و"الآقنجي".. تعرف على "الباشبوزق" أقذر المرتزقة العثمانيين


الاعلام تايم


ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها آل عثمان على المرتزقة في معاركهم التخريبية لنهب ثروات الشعوب، كما يجري في الشمال السوري حيث المرتزقة الإرهابيين العاملين تحت إمرة جيش الاحتلال التركي وبلغ بهم الحد الى أن قال أحدهم قبل أيام: روحي فداء إعادة أمجاد الخلافة العثمانية..


ولايخفى على أحد جرائم الحرب والابادة التي تمارسها تلك المجموعات التي وصفت سلوكها تقارير أممية وإعلامية بأنها "جرائم حرب"، والغاية تمكين سلطان أنقرة أردوغان من تحقيق سياسة النهب والتسلط حيث يستطيع أن ينشر هؤلاء المرتزقة..


يحفل تاريخ العثمانيين بتسمية مجموعات المرتزقة يعتمدون عليها في إرهاب السكان وطردهم ومنها "الجيش الانكشاري" منذ بداية تأسيس الدولة العثمانية وهناك تسميات لمجموعات أخرى كـ"قوات العزب" (Azap) التي تكوّنت من ميليشيات من الفلاحين والشباب القرويين العازبين الذين تطوعوا كجنود مشاة غير نظاميين وحصلوا على رواتب أثناء فترات الحرب، و"قوات الآقنجي" (Akinji) المُصنفة كنوع من أنواع "وحدات الفرسان الخفيفة" التي اقتات أفرادها على الغارات والنهب.


أمّا الأخطر والأقذر بين تلك المجموعات فكانت فرق "الباشبوزق"، المعروفة أيضا بـ"باشي بوزوق" (bashi-bazouk)، والتي تكونت من جنود أجانب وأوكِلت إليها "أقذر" العمليات خلال فترات الحروب والثورات.


المؤرخون قالوا إن مرتزقة "الباشبوزق" تكونت من خليط من الأعراق، كـ"الألباني" و"الشركس". وبسبب عدم اعتمادهم كجنود رسميين، افتقر هؤلاء للزي العسكري الموحّد، فارتدوا في الغالب ثياباً مختلفة عن بعضهم البعض.


"الباشبوزق" حملوا أسلحة متعددة اختلفت بسبب اختلاف ثقافتهم والمناطق التي جاؤوا منها. من جهة ثانية، اضطر المرتزقة لجلب أسلحتهم معهم عند انضمامهم لـ"الباشبوزق"، وبسبب أجورهم الهزيلة افتقر مرتزقة "الباشبوزق" للانضباط حيث فشل العثمانيون في فرض النظام في صفوفهم.


الفرنسيون والبريطانيون غضبوا من تصرفاتهم بحرب القرم، مما اضطر العثمانيون إلى الاكتفاء بعد ذلك بإسناد مهام عسكرية ثانوية لـ"الباشبوزق" اقتصرت على الاستطلاع والتخريب. وقد تميّز هؤلاء بسلوك وصف بـ"المشين" فكسبوا سمعة سيئة كمثيرين للمشاكل والمتاعب، حيث عمدوا لدخول الأسواق لإثارة الفوضى داخلها وأسرفوا في شرب الخمر واتجهوا دائماً لإشهار أسلحتهم وإطلاق الرصاص بالجو مثيرين بذلك الرعب بين المدنيين.


يذكر أن حرب القرم قامت بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية في 1853، وانتهت في 1856م بتوقيع اتفاق باريس. ودخلت مصر و تونس وبريطانيا وفرنسا الحرب إلى جانب العثمانيين في 1854م التي كان قد أصابها الضعف.


العثمانيون استخدموا "الباشبوزق" في الحروب لمهاجمة المدنيين داخل المدن حيث نشر هؤلاء الخراب أينما حلّوا، فسرقوا ونهبوا الممتلكات وأحرقوا المنازل وابتزوا الأهالي وعمدوا لخطف الأطفال والنساء واغتصبوهم ونقلوا العديد منهم كعبيد نحو الأستانة. وارتبطت بهم العديد من جرائم الإبادة وجرائم الحرب، أبرزها مذبحة "باتاك" (Batak) في بلغاريا عام 1876 التي راح ضحيّتها نحو 7000 شخص عقب ثورة نيسان/أبريل، ومذبحة "فوسيا" (Phocaea) سنة 1914، إضافةً للعديد من الجرائم الأخرى في خضم حرب استقلال اليونان خلال عشرينيات القرن التاسع عشر.


"الباشبوزق" حصّلوا أموال طائلة من جراء تشغيلهم من العثمانيين عن طريق عمليات النهب والسلب والسرقة التي امتهنوها عند دخولهم للمدن بأمر من المسؤولين العثمانيين.. وأكد المؤرخون أن مهنة"الباشبوزق" جذبت عدداً هائلاً من المجرمين وقطاع الطرق الذين أقبلوا نحو الدولة العثمانية للانخراط في صفوفها والحصول على صبغة قانونية لممارسة مهامهم..


بعد هذه التفاصيل عن مرتزقة "آل عثمان" فهل هناك اختلاف بينها وبين مرتزقة أردوغان في سورية وليبيا وهم ينفذون بنودها بدقة حيث أشاعوا الخراب والقتل وأبشع الجرائم، أم أن الأمر هو سياسة عثمانية حبيسة الأدراج أخرجها أردوغان في سبيل إحياء أمجاد أجداده السلاطين، ونستطيع أن نقول: "الاردوغانية" جاءت لإحياء "العثمانية" البائدة.

 

اخترنا لكم عدد من اللوحات لفنانين أوروبيين تناولت مرتزقة الباشبوزق العثمانية...

 

لوحة للرسام البولندي شليبوسكي تجسد أحد أفراد الباشبوزق وهو يدخن

لوحة للرسام الفرنسي جان ليون جيروم لأحد أفراد الباشبوزق وهو يغني

لوحة للفنان جان ليون جيروم رسمت عام 1869 لأحد عناصر قوات الباشبوزق

لوحة للرسام البولندي شليبوسكي تجسد عددا من الباشبوزق عقب نهبهم لبعض الحيوانات

لوحة للرسام إيميل ليكونت فرنيه تجسد أحد أفراد الباشبوزق وهو بصدد عد كمية الذهب التي نهبها

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=68347