تحقيقات وتقارير

رسالة عاجلة للسوريين.. "يحسدونكم على صبركم الاستراتيجي".. ويتمنون "دفنه" قبل جني ثماره


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم


استراتيجية "إدارة الأزمات" وتكتيك "النهايات"، يتطلب "صبراً استراتيجيا".. فمن يبحث في أجواء الحروب يرى بأم العين أن هناك فترات من عمر الدول يتحول فيها الصبر من مجرد فضيلة إنسانية الى أهم أسلحة المواجهة وأعمدة البناء.


الصبر الاستراتيجي يعرّفه الباحثون بأنه الانتظار الواعي الفردي والجمعي لتحقيق هدف ثمين، يرى المستقبل ويتحرك نحوه متجاوزاً ومتحملاً مشقات الواقع وأوجاعه بخطوات مدروسة لحصد الهدف الأسمى.. وما أحوجنا في سورية أن يكون هذا الصبر أو "فن صناعة المستقبل"، مُعتَقداً، نلقي بثقل أحمالنا على عاتقه لنصل الى بر الأمان، دون أية تنازلات لمحور تجرد من بشريته، لتثمله آهات السوريين عندما صوّب سهامه تجاه لقمة عيشهم.. ضارباً عرض الحائط كل "القوانين الانسانية" التي كفلت حق الحياة والعيش الكريم، قائلاً: "من رغب عن أن يكون عبداً لدولارنا لا يستحق الحياة".


ممنوع أن ينتعش المواطن السوري
الدولة السورية، بكل مكوناتها وعت لما يحاك ضدها فالمنظومة المعادية رفعت تأهبها لأقصى حد في معاقبة الشعب السوري.. ممنوع إعادة الإعمار.. ممنوع أن يدخل الى سورية كل ما من شأنه أن يعيد بوصلة الحياة الطبيعية ونسيان معاناة الحرب الإرهابية التي أتت على أخضر ويابس الشعب السوري.. العبور من قانون"قيصر ترامب" المعدل، ومن "فظائع" التواصل الاجتماعي الخطة تعود، سنعيدها سيرتها الأولى.. لن نسمح للمواطن السوري أن يتنفس الصعداء.. تشديد العقوبات على قطاع الطاقة، والعقارات والمصارف، لن يكون هناك تنمية اقتصادية، ممنوع الاستثمار في سورية، ممنوع وصول النفط الى الموانئ السورية، ممنوع أن ينتعش المواطن السوري.


من يصدق العقوبات لا تطال لقمة عيش المواطن
محور التآمر على سورية كان يقول مع بداية الحرب الإرهابية على سورية إن العقوبات الاقتصادية تم انتقاؤها بذكاء حتى لا تؤثر على الشعب السوري، وهذا قول مجاف للحقيقة، "هلّا فكرتم مليّا".. من المستفيد؟.. من شائعات انتشرت كـ"النار في الهشيم" على صفحات ومواقع "قلبها على الشعب السوري" وهي تعيش في نعيم أنقرة ولندن وباريس والخليج..


الحكومة لم تنكر
غيض من فيض "الحملات" و"الهاشتاغات" و"الشعارات" التي تولت صفحات صفراء تدار في مدن وعواصم أوروبية، لتأليب المواطن السوري على حكومته، "الحكومة تريد تجويع الشعب".. "حكومتنا لا تلبي أبسط متطلباتنا"، (وكأن الحكومة تملك عصا موسى السحرية، أو كأنها لم تطالها تلك العقوبات، أو تملك الحل وتبخل به، أو حتى لو أتت حكومة أخرى سيكون بيدها مفتاح المستحيل وستحل الازمة في ليلة وضحاها)، الحكومة لم تنكر المطالب المعيشية المحقة التي سببتها العقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية، والاخطاء من بعض الادارات الفاشلة والفاسدة.


نحن نعاني.. ما علاقة قاطني فنادق إسطنبول ولندن والخليج؟
لا أحد ينفي وجود المعاناة التي لم تترك أحداً الا وطالته، الكل موجوع ويريد أن يحقق القدر الأدنى في الحصول على مستحقاته التي تعينه ليبقى في مدار الصبر الاستراتيجي، وكنا في تقارير سابقة نريد أن يصل صوت المواطن السوري وتساؤله لأصقاع المعمورة عندما جاء الأميركي والقطري والتونسي يطالبون بالحرية على الأراضي السورية، والآن نفس التساؤل اذا كان المواطن السوري يريد سلع نقصت من السوق، بفعل فاعل أو فاسد أو محتكر، أو عبدة الدولار، فما علاقة قاطني فنادق اسطنبول ولندن والخليج .


ما يثلج صدورهم نفاذ صبركم 
تدرك كل الجهات المعنية أن المعيشة ترهق المواطن الذي صمد طيلة سنوات الحرب، لكن عليه أن يعي أن الحرب لم تنته، وأن نفطنا وخبزنا وسكرنا ومقومات الحياة الاساسية لدينا مازالت في دائرة الاستهداف، هل نسيتم أن أميركا مازالت تحتل نفطكم وتشرعن لنفسها إحلال سرقته وبيعه. وهل تظنون أن محوراً بمئات المنظومات الاعلامية الضخمة، ومئات مليارات الدولارات، يقبل الهزيمة من شعب أصبح الصبر الاستراتيجي عقيدة حياة يومية يمارسها في سبيل الحصول على قوت يومه منذ بدأت الحرب بتدمير كل سبل عيشه، وبقي في وطنه رافضا العيش في مخيمات اللجوء (وما أدراك ما هي)، للتحنن عليه بحفنة من الدولارات والأرغفة، مقابل الولاء، الكل يعلم أنهم أخفقوا في العسكرة والسياسة وانتقلوا للمرحلة الاخطر، حرب اقتصادية تشعل نيرانها صفحات صفراء في أوروبا تؤلب المواطن على حكومته، على بلده، على رموز وطنه، وعينها على ما سمي زورا وبهتانا "ثورة".


في جلسة مصارحة الحكومة لن تتهاون
الحكومة السورية وفي جلسة مصارحة أمام البرلمان قالت إنها مستمرة بخطوات تشريعية وإجرائية وضبطية لدعم الليرة وضبط أي مخالف، وما المرسومين التشريعيين(3و4 لعام 2020) الصادرين عن الرئيس بشار الأسد إلا رسالة حقيقية لكل من تسول نفسه اللعب بالليرة.. مضيفة أنه عندما يكون هناك خطأ ما ناجماً عن السياسة النقدية أو الاقتصادية فإن انخفاض سعر الليرة يكون تدريجياً، لكن ما يحدث هو تلاعب ومضاربات، وهذا لا يعفينا من دورنا.. لن يكون هناك عبث لدى الوزارات المعنية بتنفيذ المرسومين، وتم وضع آلية دقيقة لكل من تسول له نفسه المساومة بتنفيذ هذه القرارات ما يؤدي إلى عودة قيمة الليرة تدريجياً.. وأقرت الحكومة أن جميع المبالغ التي ستطرح في العام الحالي هي فقط للمشاريع الإنتاجية والخدمية.


بـقولكم"الله يسامحه" تشاركون المتنفعين باستغلالكم
إعادة الثقة بين الحكومة والمواطن تحتاج إلى عمل مشترك، ففي الحروب لا يكون هناك إدارة موارد وإنما إدارة نقص موارد، وعلى المواطن أن ينسى ثقافة "الله يسامحه"، في دعوة صريحة لتعميم ثقافة الشكوى على كل المتنفّعين على حساب قوت المواطن، سواء أقل ذلك أم كثر.


إجراءات لابد منها
يقول خبراء اقتصاديون إن هناك خطوات لابد من العمل عليها كإجراءات يمكن أن تساهم في تفعيل التنمية الاقتصادية، وذلك عبر رسائل طمأنة وأمان لاستقطاب رؤوس الأموال المهاجرة وتفعيل القروض العقارية، مع تخفيض الدفعة الأولى لضبط جنون سوق العقارات، ومنح التسهيلات للصناعيين، وردع مافيات التهريب وكبار المضاربين في سوق العملة، ومحاسبة الفاسدين.


عناوين لابد منها
كثيرة هي العناوين التي لابد أن تؤخذ بالحسبان من قبيل "إدارة نقص الموارد وتدبير الاقتصاد المنزلي، والانخراط في المبادرات والحملات لتدعيم الصمود وتصقيل سنوات الصبر التسعة في مواجهة أعتى هجمات التاريخ..


عود على بدء.. لا أحد ينكر المعاناة ومع صدور المرسومين الرئاسيين القاضيين بتشديد العقوبة على كل من يتعامل بغير الليرة السورية، وكل من استهدف استقرارها.. بدأ المتلاعبون بالعودة أدراجهم الى أوكار حاكوا فيها المكائد لليرة السورية، وجلّ همهم تنفيذ مخططات "الشيطان ترامب" ومحوره للعبث بأمن وطنهم، ليكن بمعلوم الجميع أن التهديدات والعقوبات ليست جديدة على الشعب السوري، وتمتد لعشرات السنوات، وما للتصعيد في الحصار والحظر الاقتصادي، إلا غاية واحدة هي الانجرار خلف شعارات هدفها تفكيك الحاضنة الشعبية للدولة السورية، وإعادة سيناريو2011.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=68186