أحوال البلد

في يوم الأرض.. انطلاق فعاليات ملتقى "من الجولان إلى القدس"


سانا – الإعلام :
بدأت اليوم الأحد فعاليات ملتقى يوم الأرض بعنوان "من الجولان إلى القدس"  الذي تقيمه مؤسسة القدس الدولية في فندق الشام بدمشق بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين بمناسبة الذكرى 38 ليوم الأرض.
وقالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في كلمة خلال افتتاح الملتقى: إن الجولان والقدس هما عينا هذه الأمة ومن واجب الجميع الدفاع عنهما مضيفة أن التشبث بالأرض والتضحية وترويتها بدماء الشهداء هي السبيل والخيار الوحيد أمامنا
وأشارت الدكتورة شعبان في كلمة اليوم خلال افتتاح ملتقى "يوم الأرض من الجولان إلى القدس" إلى أن من يدافع عن القدس والجولان من أي بلد عربي كان فهو يدافع عن ذاته وعروبته ودينه ومستقبله معتبرة أنه" لا منة لاحد على أحد فى ذلك فجميعنا مستهدفون والإسلام مستهدف واذا لم نؤمن ونشعر بهذا الأمر سيقضمون أرضنا قطعة قطعة ويقضمون كرامتنا وتاريخنا وتراثنا".
ولفتت شعبان إلى أن الجميع رأى كيف تستهدف سورية ولماذا تستهدف ولذلك نعود لذات المعادلة وهي" التشبث بالارض وبالمبادئ والتضحية وتروية الأرض بدماء الشهداء" كخيار وحيد لا بديل عنه للدفاع عن هذه الأرض والعيش بها أو الموت على ترابها لأن العيش دون كرامة ودون وطن لا يساوى شيئا بل الموت هو الأفضل من هذا العيش.
وأكدت شعبان أن "كل من يعتدى على سورية سيدحر" مشيرة إلى أن "هذه الأرض قدم اليها مئات الغزاة على مدى عشرات الآلاف من السنين الا أنهم كلهم دحروا وبقينا نحن لأننا مؤمنون بأرضنا".
وأوضحت شعبان أن الحرب التى تشن على سورية ليست "حربا طائفية ولا مذهبية ولا إقليمية بل هي حرب على أرضنا ومن أجل السيطرة عليها" مشيرة إلى أن المخططات الصهيونية تخطط لمئة عام إلى الأمام والرد الوحيد على هذه المخططات هو الثبات والمقاومة والتضحية والشهادة فى سبيل كل شبر من الأرض.
واعتبرت شعبان " أننا اليوم أمام مفترق تاريخي وأن تشبثنا بأرضنا والتضحية من أجلها هو اكثر ضرورة وحاجة ملحة اكثر من أي وقت مضى" لافتة إلى أن "الأرض هي الشرط الأساسي لوجود الإنسان ودون الأرض لا وجود للإنسان وأن الأرض بكل ما تختزنه وما تمثله وما تنتجه هي الشرط الأول لوجود الحضارة البشرية".
وقالت الدكتورة شعبان "علينا فهم الارض بمفهوم عميق وشامل أنها شرط أساسي لحياتنا ووجودنا وبنظرة سياسية فى تاريخ البشرية نجد أن الصراعات برمتها تدور حول الارض فلماذا أبيدت شعوب أصلية في الأمريكيتين وفي كندا واستراليا.. كله من أجل الاستيلاء على أراضيهم ومن اجل السبب نفسه قامت الصهيونية بكل هذه المجازر في تاريخنا من أجل الأرض الفلسطينية ومن أجل الأرض العربية التي تحتلها وأن هذه المؤامرات والتواطؤ والدماء التي تسفك من أجل أرضنا الطيبة الطاهرة".
وأكدت شعبان أن "الفلسطينيين لم يخطئوا حين اعتبروا أن وجودهم على أرضهم هو الوجود الوحيد والحقيقي" مشيرة إلى أنه "لا يمكن أن ننسى صورة المرأة الفلسطينية التى عانقت شجرة الزيتون لمنع جرافات الاحتلال الإسرائيلي من اقتلاع شجرتها لأنها لا تريد الحياة دون شجرتها لأنها تعلم أنها دون شجرة الزيتون ودون هذه الأرض التي تنتمى إليها لا وجود لها أو لا معنى لوجودها الجسدي".
ونوهت الدكتورة شعبان بتمسك العرب والسوريين بأرضهم في الجولان المحتل مذكرة بما قاله الرئيس الخالد حافظ الأسد "لن نتخلى عن ذرة تراب من الجولان "لأن الكرامة والأرض كل لا يتجزأ واذا بدأ الانسان بالتفكير بالتخلى عن جزء من الأرض فهو يتخلى عن كرامته.
واعتبرت شعبان أنه ليس من الغريب رؤية القوى العالمية وعلى رأسها الصهيونية تتكالب على أراضينا وعلى فلسطين وعلى كل شبر من هذه الأرض العربية لانها مهبط للديانات السماوية الثلاث ولأنها تقع في قلب العالم وتقدم للإنسانية تاريخا عمره عشرات الآلاف من السنين مشيرة إلى أن "هذه الأرض ومن عليها يمثلون الغنى الثقافى والروحى والتاريخي".
وشددت الدكتورة شعبان على أن الصراع العربي الصهيوني هو البوصلة لكل ما يجرى على هذه الأرض العربية من المحيط إلى الخليج مبينة أنه "لا يمكن لنا أن نجيد التحليل إلا إذا آمنا أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وأن استهداف الفلسطينيين هو الدرجة الأولى والخطوة الأولى لاستهداف كل العرب".

من جانبه أكد الدكتور طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن سبب التآمر على الشعب السوري هو تمسكه بقضية فلسطين وإيمانه بتحرير أراضيها المحتلة لذلك يريد الغرب وإسرائيل إضعاف سورية حتى "لا تبقى حربة في خاصرتهم ولا تقف في وجههم كالطود الشامخ".
واعتبر ناجي أن "الغرب يريد من الزعماء العرب والدول العربية التواطؤ معه لتصفية الحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني" ليخالفوا بذلك ما قاله القائد الخالد حافظ الأسد بأن "فلسطين قبل الجولان" وما يقوله السيد الرئيس بشار الأسد "بأننا لا يمكن أن نتخلى عن حق من حقوق الأمة العربية في فلسطين أو الجولان أو أي مكان من أرض العرب".
وأوضح ناجي أن الغرب يريد تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين ويرمي إلى تهويد القدس وسلب كامل حقوق الشعب الفلسطيني مستغلا انشغال سورية بالدفاع عن أرضها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها وانشغال بعض الدول العربية بالتآمر عليها.
وختم ناجي متوجها إلى الشعب السوري "نحن معكم وجزء منكم وطالما أنتم متمسكون بحقوق الشعب الفلسطيني والجولان نعاهدكم كشعب فلسطيني سنكون معكم دائما حتى نحرر الاراضي المحتلة في فلسطين وسورية ولبنان وكل أرض عربية ونعيد الحق والكرامة".

بدوره اعتبر الدكتور سفير الجراد المدير العام لمؤسسة القدس الدولية أن "يوم الأرض هو يوم الانتماء للهوية الوطنية العربية الأصيلة والولاء للمعاني الأخلاقية القيمية المعرفية الراقية" مؤكدا ضرورة تأصيل معنى الوطنية والانتماء والهوية.
ولفت الجراد إلى "أهمية كل من الجولان وفلسطين ورمزيتهما وقدسيتهما في نفوس أهلهما ووحدة مسارهما في النضال وذلك بالتصدي لمطامع إسرائيل" متمنيا تحرير الأراضي المغتصبة كي يجتمع أهلها فوق أراضيها.
وأوضح الدكتور معن صلاح الدين علي عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية محافظ القنيطرة أن "الأرض هي العطاء والكرامة والقدسية ومن أجلها تكون الشهادة والتضحية والفداء" مستشهداً بعبارة القائد الخالد حافظ الأسد "ليس قريباً من السماء من ليس قريباً وملتصقاً بالأرض".
وقال فرفور" علينا أن نحيي هذه الثقافة ونوءطرها بأطرها لندفع عنها الكذب والافتراء ولا أعتقد أن المفاوضات توصلنا إلى حل ونحن لسنا ضدها ولكننا خبرنا الإسرائيليين ومكرهم".
يشار إلى أن الملتقى عقد بمناسبة الذكرى الـ 38 ليوم الأرض تحت عنوان "يوم الأرض من الجولان إلى القدس" الذى تقيمه مؤسسة القدس الدولية في فندق الشام بدمشق بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين.

وتعود أحداث يوم الأرض الفلسطيني لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية العنصرية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبية سكانية تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل" وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين التي احتلت عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل علماً بأن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل، عِلماً بأن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48 – 72 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 .
وعلى أثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وفي تم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار /مارس احتجاجاً على سياسية المصادر وكالعادة كان الرد الإسرائيلي عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 30 آذار/ مارس انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=6750