تحقيقات وتقارير

"انكشاريو تركيا" في ليبيا تاريخ حافل بالخيانة والدماء.. ووقود لإحياء أمجاد "الباب العالي"..


الاعلام تايم _ خاص


"سيكونون وقود لحرب جاءت لإرضاء غرور أردوغان"، آلاف المقاتلين الذين كانوا أدوات لحرب على سورية.. بنفس المغريات "الدولارات والنساء".. "الجهاد_جهاد النكاح" في ليبيا 2019 هو نفسه "الجهاد" في سورية 2011.. أردوغان يريد الصلاة في ليبيا كما أرادها في دمشق..


الولاة العثمانيون بالبزة العثمانية إياها والنفس الشهوانية للقتل ولرؤية الدماء ولنهب ثروات الشعوب.. مئات التقارير الإعلامية تحدثت عن دوافع أردوغان العدوانية في سورية وليبيا، والمستخلص هو إعادة إحياء أمجاد السلطنة العثمانية وتنصيبه سلطاناً الى الأبد.


ولاة طرابلس العثمانيون.."لا يسمعون بامرأة جميلة إلا اغتصبوها من زوجها"
يعتبر تاريخ العثمانيين في ليبيا، واحداً من أغرب وأعنف تواريخ الاستعمار، نظراً لما تضمنه من اضطراب وصراع على السلطة والعنف، وفق ما ورد في أهم الكتب التي تناولت المرحلة العثمانية في ليبيا، ومنها(ولاة طرابلس، من الفتح العربي إلى نهاية العهد التركي).


الكتاب تحدث بداية عن تاريخ الولاة العثمانيين الذين حكموا طرابلس الغرب، قائلاً رغم أن العثمانيين قد سلّموا ليبيا لإيطاليا، عبر اتفاقية (أوشي-لوزان 1912)، إلا أن من مفارقات الحكم العثماني لهذا البلد، أن أول والٍ عينوه لطرابلس، كان من أصل إيطالي، وهو مراد آغا، وفق الكتاب.


وفي رواياته لأيام الاستبداد التركي في ليبيا يقول الكتاب"وهكذا يستبد الترك بطرابلس".. المواطن الليبي الذي كان يعجز عن دفع الضريبة للعثمانيين، كان يحمل على ظهر جمل أو يجرّ مكتوفاً بذيل حصان، ثم يساق إلى السجن. أما إذا "أفلت من هذا العذاب" وفرّ من جنود الوالي، ففي هذا الحالة يقوم الجنود بإلزام جاره هو، بدفع ما عليه من ضريبة! وبلغ فيهم الظلم، أنهم "لا يسمعون بامرأة جميلة إلا اغتصبوها من زوجها".


إرادة "الوالي العثماني" فوق كل إرادة
وأضاف الكتاب أن 72 والياً تركياً، تولّوا طرابلس الغرب، قضى 70% منهم بالقتل أو الانتحار. ويقول عن عهود الحكام الأتراك لطرابلس: "ابتدأ العهد التركي سنة 1551 ميلادية، ويتسم هذا العهد بالظلم والفوضى وسلب الأموال وعدم التقيد بأي شريعة إلا ما تمليه إرادة الوالي".


"التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخيار"
أما كتاب(التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخيار) فقد أورد حوادث كثيرة من عنف العثمانيين بحق أهل ليبيا، ولم يسرد الكتابان وهما أهم مراجع تاريخ ليبيا في عهد الاستبداد التركي، فظائع الولاة وما فعلوه بأهل طرابلس، وحسب، بل نبّها إلى الآلية "المتعسفة" التي كان يحكم بها الأتراك ذلك البلد، حيث "كان يؤتى بصاحب المقهى من مقهاه، وبالخياط من حانوته، وينادى به والياً على طرابلس. وهذا قليل من كثير مما عانته طرابلس في العهد التركي، حتى جاء الاحتلال الإيطالي وهي لا تملك من مقومات الحياة شئياً".


كعادتهم.. الأتراك يخونون أهل الود.. سلموا رقاب "مقاتليهم" الليبيين للمستعمر الإيطالي؟
إيطاليا، كغيرها من دول الاستعمار الأوروبي أرادت حصتها من ممتلكات العثمانيين "رجل أوروبا المريض" آنذاك، ومنذ مؤتمر برلين 1878 صعّدت من لهجتها وطالبت بالحصول على ليبيا التي كانت حينها قابعة تحت سلطة الباب العالي، وبمؤامرات سرية حصلت على ما تريد بعد اتفاق مع فرنسا وبريطانيا، والامبراطورية الروسية.


أرسلت إيطاليا إنذارا للعثمانيين 1911 طالبت من خلاله بخروج القوات العثمانية من ليبيا، وتسليمها زمام الأمور بها أو تحمّل عواقب الحرب، ومع بداية الحرب، قصفت البحرية الإيطالية مدينة طرابلس مطلع تشرين الأول من العام ذاته، وسيطرت عليها ثم واجهت مقاومة شرسة من المقاومين الليبيين الذين شنوا بمساعدة الأتراك هجمات كبّدت الإيطاليين خسائر جسيمة.


حاولت العديد من القوى العالمية التدخل لإنهاء النزاع العثماني الإيطالي وجلس الطرفان لطاولة المفاوضات لينتج عنها اتفاق "أوشي لوزان". ولعدم التوصل الى اتفاق يرضي الطرفين، أعلنت روما الحرب على الأتراك من جديد، كما استعدت كل من صربيا واليونان وبلغاريا لعمل مماثل، ممهدين بذلك لبداية حرب البلقان الأولى، وخوفا من هذه الحرب التي لاحت في الأفق، سلّم الأتراك ليبيا لإيطاليا، وتخلّوا عن الليبيين وتركوهم بمفردهم في مواجهة الإيطاليين.


العثمانيون خانوا الليبيين، ونقلوهم من استبداد قتل الالاف منهم الى استعمار لم يرحمهم بل زادهم أوجاعاً وأسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى قدّرت بمئات الآلاف.. واليوم يعود التاريخ بسلطان عثماني جديد يريد إعادة إحياء مجد "الباب العالي" على جثث الليبيين والمرتزقة الإرهابيين من السوريين والعرب والأجانب الذين نظمهم في تنظيمات مسلحة تقاتل بإمرته، ودعمهم بكل الوسائل ليكونوا جيشاً انكشارياً عثمانياً جديداً ينتقلون ويقاتلون بحسب رغبة "الباب العالي".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=67293