مجتمع

البرود العاطفي.. الأسباب والحلول


الاعلام تايم - خاص

 

يصعب إنكار الدور المهم للعاطفة في حياة الأفراد، بغض النظر عن جنسهم أو حتى أعمارهم؛ فلقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات أن البشر يشعرون بأحد العواطف أو الأحاسيس في 90% من الأوقات، وتُعد العواطف الإيجابية أكثر شيوعاً من العواطف السلبية بمقدار 2.5 ضعف تقريباً، ولا يخفى عن أحد أن للعاطفة دورٌ مهمٌ في تعزيز الدافعية الضرورية لاتخاذ القرارات والأفعال الحياتية، لكن أحيانًا يُصاب بعض الأفراد بحالة من البرود أو الخدر العاطفي الذي يظهر على شكل كبح للعواطف والأحاسيس وانخفاض مستوى التعابير والاستجابات العاطفية، وعلى الرغم من إمكانية أن يكون سبب حدوث ذلك راجعاً إلى رغبة الرجل في حظر أو إيقاف الشعور بالأحاسيس السلبية، إلا أن الحظر قد يشمل الأحاسيس الإيجابية، والمتع أو الرفاهية الشخصية، والحياة الاجتماعية، وربما القدرات الذاتية الخاصة بحل المشاكل والمعضلات الحياتية أيضاً، وهذا بدوره سيؤدي إلى ما يعرف بالبرود العاطفي.


يعرف البرود العاطفي بأنه انعدام الشهوة الجنسية عند أحد الزوجين أو كليهما، فلا تصبح كما كانت من قبل، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل المترتبة عليها بين الأزواج، حيث تُبنى الأسرة على المحبة والود والحنان والتفاهُم وذلك للوصول إلى السعادة المطلوبة ولتحقيق الغاية والهدف من الزواج، كالاستقرار والعفاف وإنجاب الأطفال، فمحافظة الأزواج على العلاقة الزوجية من شأنها المحافظة على كل ذلك، ولكن في كثير من الأحيان تمر العلاقة الزوجية بفترة من الفتور والبرود العاطفي فيبتعد الزوجين عن بعضهما ويُصبح كُلٍ منهما غير راغب في ممارسة دوره العاطفي تجاه الزوج الآخر، الامر الذي يؤدي إلى ظهور الكثير من المشاكل بين الأزواج تنعكس سلباً على علاقتهم الزوجية وتهدد الكيان الأسري بالتفكك.


وللاستيضاح أكثر عن هذا الموضوع وعن أسبابة  تحدثنا إلى الدكتور جلال الدين شربا المتخصص بالأمراض النفسية والعصبية والذي أجابنا مشكوراً وتحدث بإسهاب عن الأسباب ووجه العديد من النصائح.


1  الوراثة:  ولا واحدة منكم ستصدق أن للوراثة دور في هذه القصة ولكن أقول لكم نعم لها دور وخصوصاً أن كثيرات عندهن برود حتى قبل الزواج ويستمر بعد الزواج بل ويستمر طول العمر.


٢التربية في الطفولة والمراهقة:  فمن أخطاء الأهل تصوير الجنس الآخر بانه بعبع خطير ويجب الحذر منه ويزرعون في عقول البنات الخوف من الرجال وتبقى هذه الأفكار المزروعة معشعشة في الاوعي عند الصبايا مما ينعكس خوفاً

 

٣ حالات الاعتداء والتحرش الجنسي وهذه معروفة بآثارها السلبية.


٤علاقة الأبوين السيئة وفقدان لغة العواطف بينهما مما يخلق نفورا في نفوس الأبناء ذكور وإناثا.


٥ اضطرابات هرمونية سواء قبل الزواج أولاده.


٦ عدم فهم إقامة علاقة عاطفية وجنسية مناسبة بين الشريكين.


٧ وجود علاقات سابقة فاشلة وسيئة في حياة الأنثى او الرجل مما ينعكس سلبا على القدرة على القيام بعلاقة جديدة ناجحة.


٨ وجود مشاكل عائلية وسوء فهم متواصل مما يؤدي الى خيبات نفسية كبيرة تؤدي الى فقدان الرغبة او القدرة على التواصل العاطفي والجسدي.


٩ غياب الصدق والصراحة في الجوانب العاطفية والجنسية وعدم السعي لإيجاد قواسم مشتركة وذلك خوفا من إساءة الفهم او خجلا نتجة تربية خاطئة.


١٠عدم وجود ثقافة جنسية عاطفية لدى كثير من الرجال والنساء تجعلهم يتعلمون كثير من اسرار الجسد وكيفية التعامل بذكاء مع هذا الجسد وايصال الرسائل العاطفية الصحيحة.


١١ وجود مشاكل حياتية تجعل من الشريكين غير قادرين على ممارسة علاقات عاطفية صحيحة ووفق ما يرغبون وخصوصا في ظل اوضاع معيشية قاسية كالتي يمر بها الكثيرون حاليا في سوريا نتيجه ظروف الأزمة الحالية.


١٢ وجود أمراض جسدية تعاني منها المرأة او الرجل مما بجعل اقامة علاقة جميلة ممتعة أمرا متعذرا.


١٣ لتفكير الخاطئ حول هذه العلاقة والذي يعتبره الكثيرون انه نوع من تأدية الواجب للحفاظ على استمرارية الزواج.


١٤ الانفتاح الحضاري والاقتصادي ووجود شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت جعل من السهل اقامة علاقات موازية يستطيع الشخص سواء رجل ام امرأة يحصل من خلالها على الإشباع العاطفي.


١٥ نصيحة هنا للسيدات لا تترددوا ابدا بالحديث مع أزواجكم عندما تجدون أن الشريك لا يقدم لكم الإشباع العاطفي والجنسي فهذا لن يسئ لعلاقتكم وحياتكم بل يؤدي الى تحسين هذه الحياة.


١٦ أيضا نصيحة للسيدات.. لا تعتقد واحدة منكم ان مجرد تأدية الواجب مع الشريك يكفي لا فهذا سيؤدي بكم مع الوقت الى التوتر والعصبية وقد يصل الامر بكم الى الاكتئاب.


١٧ عليكم أن تفهموا أن الرجل شريككم في العلاقة العاطفية سيكون اكثر سعادة معكم وسيصبح اكثر ثقة بنفسه عندما يعرف أن شريكته قد وصلت للإشباع العاطفي معه.


١٨ إن كثير من الخلافات الشديدة والتي كنت أصادفها في عيادتي ولم يكن هناك سبباً واضحا لها كانت تختفي وراء أزمات عاطفية لا أحد يجرأ على فتحها.


١٩ اعتنوا بأنفسكم جيدا واهتموا بإظهار الود والاهتمام ولغة المجاملة اللطيفة فهذه ستعود عليكم بكل جميل.


٢٠ لا تترددوا بطلب المساعدة في هذا المجال من طبيبك النفسي فهذا الموضوع علم خاص وأصبحت بعض الجامعات تدرسه كفرع مستقل لمدة سنتين او اربع سنوات.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=67190