تحقيقات وتقارير

ماذا يوجد في حقائب النساء ؟


خاص - الاعلام

المرأة بدون حقيبة كوجبة العشاء التي لايعقبها طبق الحلو".. يقول خبراء.

لا يقتصر استخدام حقيبة اليد على حمل الأشياء الهامة التي تحتاجها المرأة خارج المنزل فحسب، بل إن الحقائب بمختلف أنواعها هي جزء لا يتجزأ من الأناقة والموضة، حيث يصفها خبراء الموضة بأنها "قطعة الحلوى التي توضع على الذراع".

لابد وأن تلائم حقيبة اليد لباس المرأة بالإضافة إلى حجمها ووزنها، في حين تفضل الفتيات الحقيبة الكبيرة لاستيعابها كل احتياجاتها الضرورية خلال العمل أو الجامعة، أما الحقيبة الصغيرة فتفضلنها السيدات في المناسبات الخاصة.

ما لا يعرفه الرجال.. أن حقائب النساء تحوي الكثير من عجائب الأشياء الطريفة التي لا تعلن عنها أي سيدة، كألعابها الصغيرة التي تحتفظ بها منذ الطفولة والتي لا يمكن أن تستغني عنها المرأة حتى بعد الزواج والأمومة، فالحقيبة يمكن أن تكشف بعضاً من جوانب شخصية المرأة كونها تحتوي على كل ما يلزمها خلال فترة تواجدها خارج المنزل، أو ما يلزم صديقاتها أيضاً، وهو الأمر الأكثر طرافة.

لكل حقيبة قصة جميلة ورواية تحكيها..

حقيبة نور تذكرنا دائماً أنها لا يمكن أن تفارق صورة أخيها الشهيد والأشياء البسيطة التي كان يحملها معه عندما استشهد دفاعاً عن الوطن في ظل الأزمة التي تعيشها سورية، وتقول "حقيبتي الآن أصبحت بعيدة كل البعد عن أدوات التجميل والحاجيات الأخرى التي تحملها الفتيات"، تصر نور على الإحتفاظ بآخر صورة وصلتها من أخيها في المحفظة الصغيرة، وفي الجيب الخلفي للصورة وضعت مصحفاً صغيراً كان يحمله الشهيد معه دائماً، بالإضافة إلى ثلاث مناديل ورقية كان يحملها معه في جيب سترته العسكرية قبيل وفاته ما تزال تعبق بطيب رائحته، وبضعة أوراق ثبوتية ما يزال قلب نور يخفق شوقاً كلما رأت اسم أخيها مدوناً على تلك الأوراق.

وإلى عالم آخر حيث حقيبة دينا المرتبة دائماً، فهي تهتم بأغراضها الشخصية كثيراً وتكره الفوضى في حقيبتها، من النادر أن تجدي غرضاً لا فائدة منه، وكل غرض يتوضّع في مكان مخصص له داخل الحقيبة التي تشبه إلى حد كبير مكتبها في مقر عملها من ناحية النظافة والترتيب.

بالعكس تماماً فإن حقيبة سوزان بمحتواها الفوضوي والممتع يمكنك أن تجدي فيها كل ما تتمنين، لدرجة أن سوزان تعترف أن حقيبتها أصبحت مقصد صديقاتها في حال كنّ بحاجة شيء ما وغالباً ما يجدن مطلبهن بين ما تسميه (الكراكيش)، بعض هذه الكراكيش موجودة في الحقيبة منذ زمن طويل، وتقول سوزان أنها عادة تنسى أمر وجود هذه الأغراض في الحقيبة ثم تفاجأ هي نفسها "بكراكيشها"، والمفارقة في هذا الأمر أن سوزان تنقل أغراضها غالباً من حقيبة لأخرى دفعة واحدة بكل ما فيها.

أما جودي فهي تحتاج إلى الكثير من الحاجيات، ولكن المهم عندها وجود أوراق المحاضرات الجامعية وربما بعض القرطاسية التي تحتل أغلب مساحة الحقيبة، ومن الضروري أن تكون حقيبة الطالبة الجامعية كبيرة بما يكفي لاحتواء قارورة ماء وأحياناً كيساً صغيراً يضم وجبة خفيفة، ولابد بحسب جودي من زيادة عدد المناديل الورقية ولوازم الماكياج والمعقمات التي تفرضها طبيعة التنقل في وسائل النقل العامة والتعرض لغبار الطريق والطقس الحار.

حقيبة لين مهيأة دائماً لأي طارئ يمكن أن يحصل، إنها كما تصفها لين ليست مجرد حقيبة، بل صيدلية متنقلة ومدرسة ومطعم وحديقة أطفال ومنزل صغير ومكتب وظيفي، تخبرنا بابتسامة راضية "من الطبيعي أن تجد في حقيبتي أغراضاً غريبة يتركها أطفالي أو يخبئونها سراً، ولا بد لي من حمل أدويتهم الضرورية دائماً وبعض قطع البسكويت والشوكولا من أجل إسكاتهم في أغلب الأحيان، وقد أحمل معي في حقيبتي الكبيرة لعبة صغيرة لتسلية أصغر أبنائي عند بكائه، بينما أحمل كتب ودفاتر مدرسة أكبر أولادي وحاجيات أساسية قد تتطلبها شؤون البيت باعتباري ربة منزل، بالإضافة إلى أوراق ومصنفات خاصة بوظيفتي وعملي".

وفي ظل الأزمة التي تعيشها سورية في الأعوام الثلاثة الأخيرة، لم يعد غريباً أن نشاهد حقائب يد نسائية تضم جيوباً معزولة وقابلة للطي، تضع فيها المرأة وسائل تدافع بها عن نفسها، حيث تؤكد السيدة (أم علي) مشاهدتها لمفارقات غريبة في حقائب ناعمة لفتيات وسيدات من أعمار مختلفة بحكم عملها في الجهات المختصة (كمفتشة شخصية) في عدة أماكن، وتضيف أنه لا يسمح لأي سيدة بإدخال وسائل الدفاع تلك إلى المباني العامة والمقرات الحكومية أو غير الحكومية، وقالت "هناك طرق مدروسة ودقيقة لتفتيش الحقائب، لا يتقنها أياً كان، تبدأ من تفتيش دقيق للجيوب المخفية وتنتهي بتفتيش نظرة العين وردة الفعل"، وأضافت "سبق أن منعت إدخال أشياء بسيطة تحملها بعض السيدات كالسكاكين والخناجر أو بخاخات الرذاذ الكيميائية الدفاعية"، وأردفت "هذه اعتبرها بسيطة بالمقارنة مع حقيبة تضم مسدس عيار 8 ملم، أو صاعق كهربائي منه ما هو على شكل عصا ومنه ما يأتي على أشكال أكثر تمويها كالجوالات مثلاً".

نهى قنص - المعتصم خربيط

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=6648