نافذة عالمية

أردوغان "رجل أوروبا المريض" حول برلمانه إلى ختمٍ لسلطته المستبدة


الاعلام تايم - وكالات

 

رجل أوروبا المريض هو اللقب الذي اشتهرت به الدولة العثمانية منذ منتصف القرن التاسع عشر. ويرجع سبب ذلك إلى الهزائم التي تكبدتها الدولة العثمانية من الدول الأوروبية وأفقدتها الكثير من أراضيها, فذهبت مهابتها ومكانتها بين الدول وأخذت الدول الأوروبية تخطط فيما بينها لاقتسام أملاكها الممتدة على ثلاث قارات. وأردوغان حفيد هذا الرجل العثماني المريض الذي يحاول أن يتظاهر بالقوة والجبروت، بات لا يدرك كيف يتصرف مع حلفاءه وأعداءه سواء في الداخل والخارج وبات  يخسرهم الواحد تلو الآخر ويصعد المشاكل ويحول مبدأه من  صفر مشاكل إلى آلاف مؤلفة من المشاكل وكان آخرها ردّه، على تعليقات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول احتضار «حلف شمال الأطلسي»، معتبراً أنها تعكس «فهماً مريضاً وضحلاً». وقال أردوغان مُوجّهاً كلامه إلى الرئيس الفرنسي: «يجب عليك أن تتأكد أولاً مما إذا كنت ميتاً إكلينيكياً».

 

وكان ماكرون قال في مقابلة أجرتها معه مجلة "ذي إيكونوميست" «(إننا) نشهد عدواناً من شريك في الحلف، تركيا، في منطقة مصالحنا فيها على المحكّ، من دون تنسيق»، معتبراً ذلك من مؤشرات «الموت الدماغي» الذي رأى أن «الأطلسي» يعانيه. وسيحضر الرئيسان التركي والفرنسي، اللذان تبادلا الانتقادات في شأن توغّل الجيش التركي في شمال شرق سورية، قمة «الأطلسي» المقررة في بريطانيا يوم الرابع من كانون الأول.

 

من جهته، أعلن قصر «الإليزيه»، أمس، أن الخارجية الفرنسية ستستدعي السفير التركي للحصول على تفسيرات لتصريحات أردوغان. وقالت الرئاسة الفرنسية إن «هذا ليس تصريحاً، إنها إهانات»، مضيفة أنه «سيتم استدعاء السفير الى الوزارة لكي يفسر ذلك». وتابعت أنه ليس هناك «تعليق حول الإهانات»، مشيرة إلى أن ماكرون ينتظر من أنقرة «ردوداً واضحة». ولفتت إلى أن «هناك مسألة العملية التركية في سورية وتداعياتها، واحتمال عودة داعش، لكن أيضاً هناك مسائل أخرى يجب الحصول على ردّ عليها من تركيا».

 

وحول العلاقات الأمريكية التركية ذكر ستيفن ماكانيرني في مجلة نيوزويك الأمريكية إلى أنه رغم استقبال ترامب لأردوغان مؤخراً، لم يَعُد لدى أردوغان سوى بضعة أصدقاء في واشنطن، ويبدو الكونغرس تحديداً، غاضباً من أردوغان بسبب شرائه نظاماً صاروخياً من روسيا، وتوغله في شمال شرق سورية.

 

واعتبر الكاتب أنّ النواب الأمريكيين محقون في معارضتهم توغل أردوغان في سورية، وكذلك تحوّله نحو روسيا، لكنْ، يجب عليهم التحدث بجرأة عن تراجع الديمقراطية في تركيا، فقد حوّل أردوغان تركيا من ديمقراطية غير مكتملة إلى دولة مستبدة، بما فيها تحويله البرلمان إلى ما يشبه ختماً لسلطته.

 

ولفت الكاتب إلى أنّ قمع أردوغان أدى إلى تضييق رسمي على تقارير حول سورية وروسيا وأمريكا، ممّا جعل الرأي العام التركي معرّضاً لتضليل إعلامي، كما يتم تكميم أفواه من يتحدثون عن توجهات أردوغان في السياسة الخارجية، ومنذ بداية تشرين الأول الماضي، سُجن المئات بسبب نشرهم كتابات عبر وسائط التواصل الاجتماعي تنتقد العملية العسكرية في سورية، فضلاً عن اعتقال السلطات التركية خلال السنوات الأربع الأخيرة، ما يزيد عن 100 ألف شخص بناء على تُهم ملفقة بالإرهاب، ومن هؤلاء المعتقلين محامون وصحفيون وأكاديميون وقادة مجتمع مدني – وهم نفس الأشخاص الذين كانوا فعّالين في تقدم تركيا نحو الديمقراطية.

 

وفي مثال آخر عن سياسة الإبتزاز التي تحاول تركيا ممارستها ضد أوروبا وروسيا، تحدثت صحيفة فزغلياد الروسية حول وقوف أنقرة ضد خطة الناتو حماية دول البلطيق وبولندا من الخطر الروسي، وتوقع أن يتاجر أردوغان بهذه الورقة. وقالت رفضت تركيا دعم خطة الناتو لحماية دول البلطيق وبولندا "في حال وقوع هجوم روسي".وتابعت أن أنقرة وضعت أمام الناتو شرطاً قاسياً: تصنيف وحدات حماية الشعب الكردية العاملة في شمال سورية منظمة إرهابية.

ونقلت الصحيفة عن مدير الأبحاث في منتدى فالداي فيدور لوكيانوف أن الناتو ينتقد خطط تركيا، بل يهدد بفرض عقوبات. وفي مواجهة مثل هذه المعارضة من الحلفاء، قررت تركيا استخدام الأدوات المتاحة لها.

 

وتابع أنقرة ليست مهتمة كثيراً بما تشعر به البلدان الأخرى، وخاصة الصغيرة منها، وتركيا لا ترى تهديداً من روسيا. وتوقع لوكيانوف أن يتم التوصل في النهاية إلى حل وسط. فـ"سوف يلطف حلف الناتو موقفه من كردستان، وستدعم تركيا خطة الناتو لحماية بولندا ودول البلطيق من" التهديد الروسي" مقابل ذلك.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=66272