مجتمع

دمشق في اليوم العالمي للمدن.. منارة الماضي والحاضر


الاعلام تايم _ خاص


"تغيير العالم_ " ابتكارات وحياة أفضل للأجيال القادمة ".. بهذه العبارة أرادت الأمم المتحدة أن يكون اليوم العالمي للمدن، الذي أقرته جمعيتها العامة يوم 31 تشرين الأول، بهدف  تعزيز رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية على مستوى العالم، والتعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية.


ومع انتشار الحروب في مساحات شاسعة من العالم.. يريد المجتمع الدولي تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة على الصعيد العالمي وتعزيز التعاون بين البلدان في تلبية الفرص والتصدي لتحديات التحضر في المدن، وذلك لكون أكثر من نصف سكان العالم الآن يعيشون في المدن، فهل يستطيع القائمون على إدارة هذا المجتمع الدولي أن يحققوا هذه الأهداف، وكثيرون من أولئك القادة يدعمون المجموعات المتطرفة لتخريب مدن في بلدان أخرى،  لتحقيق أجندات اقتصادية وسياسية في بلدانهم وعلى مستوى العالم.


تقول تقارير أممية من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان المدن عام 2050، ويعتبر التوسع العمراني واحدا من أكثر اتجاهات العالم تحولا. ويفرض التحضر العديد من تحديات الاستدامة المتعلقة بالإسكان والبيئة وتغير المناخ والبنية التحتية والخدمات الأساسية والأمن الغذائي والصحة والتعليم والوظائف اللائقة والسلامة والموارد الطبيعية. ويمكن للتحضر أن يقدم أيضا فرصا كبيرة وهو أداة حيوية للتنمية المستدامة إذا تم ذلك بشكل صحيح.


هذا ويسعى العالم أكمل لتحقيق التنمية المستدامة، سواء من خلال إعادة تصميم الطريقة التي يتم بها تخطيط المدن تطويرها وإدارتها. وذلك لما تعتبره المدن محركا وحاضنا للابتكارات والصناعة والتكنولوجيا وريادة الأعمال والإبداع؛ وخلق الرخاء وتعزيز التنمية الاجتماعية وتوفير فرص العمل.


ويراهن الكثيرون على أن هذه الحرب القائمة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة سيتم كسبها أو خسارتها في المدن. ولكي يحدث هذا، سيتعين على المدن مواصلة دفع الابتكار بطرق رائدة لتحقيق تأثير دائم في المجتمعات وضمان عدم ترك "أي شخص أو أي مكان خلف التقدم ". وفي الوقت نفسه، من الممكن أيضا أن يسهم الابتكار في عدم المساواة ولهذا يحتاج إلى أن يصاحب بسياسات تنظيمية اقتصادية واجتماعية مناسبة.


وفي ظل الحديث عن اليوم العالمي للمدن وفي ضوء هذه التحديات والصعوبات التي تواجه أغلب مدن العالم لا يسعنا إلا وأن نتغنى بمدينة دمشق هذه المدينة التي رفضت الموت رغم كل ما مر عليها من سنوات صعبة وعندما نذكر هذه المدينة فنحن نقصد مجموعة الأحياء القديمة في العاصمة السورية دمشق هذه المدينة العريقة المأهولة بالسكان منذ الأزل .


وفي العودة الى أحضان التاريخ نجد أن تأسيس أول تجمع بشري في دمشق وضواحيها يعود إلى تسعة أو عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، وحسب موقع اليونيسكو فإن تاريخ تأسيس دمشق كمدينة هو في الألفية الثالثة قبل الميلاد. وتعاقبت عليها خلال القرون عصور وممالك وأنماط حكم ودول مختلفة ترك كل منها أثراً في مكان ما من المدينة.


أما عن الحروف التي جمعت لتشكل اسم مدينة الياسمين فتختلف الروايات حول أصل ومعنى تسمية دمشق، فبعضها يرجح الأصول الآشورية للكلمة وتعني الأرض العامرة أو الأصول الآرامية وتعني الأرض المسقية، وأخرى تقول بأنها سميت “شام” نسبة لسام ابن نوح عليه السلام أو تيمنا بالقائد اليوناني دماس الذي كان له دور في تأسيس المدينة. بينما تعيد روايات أخرى تعيد الأصل إلى مصطلح أخر في اللغة العربية بمعنى أسرع، للدلالة على إسراع أبنائها في تشييدها، أو إلى أصول لاتينية حيث تعني كلمة “دُومَسْكَس” المسك المضاعف.


هذا وتضم مدينة دمشق القديمة مئات المواقع الأثرية والتاريخية والتي يعود كل منها لحقبة زمنية مختلفة كاليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية سواء من سورها الحجري الكبير وأبواب أثرية شيدت خلال العهدين اليوناني والروماني وبلغ عددها في أقصى الحالات عشرة أبواب وهي باب توما وباب الجابية وباب كيسان وباب السلام وباب الفرج وباب شرقي وباب الفراديس وباب الصغير وباب الجنيق وباب النصر. وهناك بعض الأبواب الأخرى والتي كانت أبواب أحياء بعينها وليست أبواباً للمدينة مثل باب السريجة وباب مصلى.


كما تتميزا لمدينة بوجود الوجه الأخر منها وهو الوجه الحديث المعاصر الذي يتميز بوجود المولات والأبنية الحديثة و بكل سهولة استطاعت مدينة الياسمين أن تجمع بين الماضي العريق.
العنوان المهم الذي اتخذته الأمم المتحدة شعارا لها في اليوم العالمي للمدن، يتحدث عن "تغيير العالم_ " ابتكارات وحياة أفضل للأجيال القادمة ".. هل يتحقق هذا بدعم بعض القائمين على الأمم المتحدة لمجموعات إرهابية أرادت تغيير الوجه الحقيقي للمدن الأهم في العالم الى ما وراء التاريخ..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=65195