وكالات - الإعلام :

حذر رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية في روسيا الجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف من أن ما يجري في فنزويلا الآن هو نفس ما جرى في يوغسلافيا نهاية التسعينيات، وانتقل بعد ذلك إلى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط ووصل مؤخراً إلى أوكرانيا حيث تعمل الولايات المتحدة على تطبيق السيناريو ذاته في كل هذه الحالات أي التخلص من أنظمة الحكم التي لا تتناسب مع السياسات الأمريكية عبر سيناريو الانقلاب.
وقال إيفاشوف في حديث لوكالة (ايتار تاس) الروسية تعليقاً على التصعيد حول الوضع في فنزويلا "لدى وزارة الدفاع الأمريكية فرق تدخل من الخبراء المدنيين يعملون مع المعارضة لزعزعة استقرار الوضع في تلك البلدان حيث يوجد للولايات المتحدة مصالحها الخاصة"، مضيفاً أن" الولايات المتحدة حددت فنزويلا كضحية تالية لأن كل دول أمريكا اللاتينية تنأى حالياً عن الولايات المتحدة وتحاول بناء حضارتها الخاصة" موضحاً أن "أمريكا اختارت كراكاس كهدف توجه له ضربة كي تحول دون العمليات التكاملية في إطار اتحاد دول أمريكا الجنوبية".
وأشار إيفاشوف إلى أن العداء لأمريكا هو المنصة الوحيدة التي تجمع بين أعراق أمريكا اللاتينية من إسبانيين وهنود حمر وأفرو أمريكيين.. وبهذا المعنى فإن فنزويلا كما كانت عليه كوبا من قبل هي البلد الجنوب أمريكي الوحيد الذي تلتف حوله دول أمريكا اللاتينية في رفض املاءات واشنطن.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو صرح الخميس الماضي أن "مؤسسات الدولة الأمريكية بما في ذلك وزارة الخارجية والاستخبارات المركزية تلعب بشكل دائم دور القوة المسيطرة والمتحكمة بالقوى الفنزويلية اليمينية التي تنفذ انقلاباً ضد الحكومة الدستورية".
وفي وقت سابق وجهت مصادر رسمية في كراكاس اتهامات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه يشجع على العنف في البلاد.. وقال وزير الخارجية الفنزويلي إلياس جاوا في هذا الشأن "في كل مرة نحاول فيها تقليص عدد الجرائم والحواجز التي يقيمها المحتجون يأتي وزير الخارجية جون كيري فتتفجر موجهة العنف من جديد".
من جانبه وجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو رداً شديد اللهجة على تصريحات كيري حول الوضع في فنزويلا.
ورأى إيفاشوف أن "السيناريو الجيوسياسي الذي تنفذه الولايات المتحدة حالياً في فنزويلا يتطابق بشكل مباشر مع الأحداث التي جرت مؤخراً في أوكرانيا عندما هددت المعارضة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بعد استيلائها بالقوة على المؤسسات الحكومية بملاحقته قضائياً عبر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي"، مؤكداً أن "سيناريو إبعاد الأنظمة غير المناسبة للولايات المتحدة عن السلطة وضع بأدق التفاصيل في كتيب من الديكتاتورية إلى الديمقراطية المنتشر على نطاق واسع في الإنترنت، والذي وجده في سورية باللغة العربية مبيناً أن هذا الكتيب صادر عن المعهد الأمريكي المسمى باسم اينشتاين وهو معهد لا علاقة له مطلقاً في الفيزياء بل يعمل في مجال منهجية الثورات الملونة ويصف هذا الكتيب في فقراته الـ198 بالتفصيل الخطوات المتتالية لتنفيذ انقلاب على الحكومة".
وعبر إيفاشوف عن المخاوف من لجوء الولايات المتحدة لكل الوسائل السياسية والعسكرية لتحقيق أهدافها في فنزويلا.
وختم إيفاشوف تعليقه قائلاً "قبل سقوط الاتحاد السوفييتي كان هناك توازن قوى في العلاقات الدولية وكان العالم ثنائي القطب لكن بعد سقوط الاتحاد السوفييتي أصبح ميثاق هيئة الأمم المتحدة يعيق الولايات المتحدة فأخذت واشنطن تفرض على العالم معاييرها بتجاوز لقرارات مجلس الأمن لذلك على المجتمع الدولي أن يقف ضد هذه النزعة الخطيرة".