مجتمع

الإبلاغ عن التحرش.. "جريمة" يعاقب عليها المجتمع !


الاعلام تايم - خاص

التحرّش ضد النساء،  سواء النفسي، اللفظي أو الجسدي، هو عنف ضد الجسد،  وإيذاء للنفس والعقل والروح..


لا شكّ أن التحرش اللفظي مثل التحرش الجسدي، لا يقل عنه، فهو آفة اجتماعية وجريمة إنسانية لما يترك أثار سلبية على الفتاة بسبب الألفاظ التي تتعرض لها.. إذ يشعر بعض الرجال أن ملكيّة الأماكن العامة والشوارع تعود لهم، وبالتالي كل ما فيها مباح.


ما يزيد الأمر سوءً في مجتمعاتنا هو الصمت حيال قضايا التحرش وقصور محاسبة المتحرشين التي لا ترتقي إلى مستوى الأذى الذي يسببه هذا النوع من التحرش، باعتباره إساءة يمكن الصمت عنها في العلن خوفاً من "الفضيحة" ونظرة المجتمع،  وتجاهل الأذى الذي يسببه وتبعاته.   


غياب الشكوى.. والخوف من نظرة المجتمع هو الهاجس
تشير الإحصائيات إلى أن بلدان المنطقة تستحوذ على الأرقام القياسية من أفعال اعنف والتحرش الجنسي تجاه النساء.


على الرغم من قلّة الدراسات الصريحة عن نسب التحرش اللفظي، وحتى الجسدي، الذي تواجهه النساء في العالم العربي، لما في ذاك من ضعف القطاع البحثي المرتبط بقضاياهن، كما والتزام الصمت حيال قضايا التحرش وغياب محاسبة المتحرشين، هذا عدا عن ارتباط  "العار" بالاعتداء والتحرش. إلا أن المعلومات المتوفرة تجزم بأن الإساءات التي تتعرض لها المرأة في الشرق الأوسط  تفوق شيوعاً تلك التي تعانيها النساء في بلدان أخرى.


إيمان طالبة جامعية كالكثير من الفتيات في مجتمعنا كثيراً ما تعرضت للتحرش اللفظي والجسدي لكنها تواجه الأمر دائماً بالصمت، تقول إيمان لموقع الإعلام تايم : "ما يمنعني عن فضح المتحرش هو المجتمع ، فخوفي من ردة فعل المجتمع هي الهاجس الأكبر".


سناء وهي خريجة جامعية تذكر معاناتها وما تتعرض له سواء في الشارع أو في حافلات النقل العامة، تقول: "كثيراً ما أواجه الأمر بنفسي وبقوة، لكن  أحاول أن لا أثير انتباه أحد، فنظرات الناس لا ترحم".

مواجهة المجتمع لكسر حاجز الصمت
لابدّ من اعتماد النساء على ذاتهنّ للتحدث عن مواجع الكثير من السوريات الصامتات..

تعتبر مبادرة "فنجان قهوة" من أوائل المبادرات المتخصصة بنوعها في سورية، وهي مبادرة مدنية تهدف لزيادة الوعي لدى الفتيات بالتحرش الجنسي وأسبابه والقوانين السورية ذات الصلة وتهدف  إلى توفير خط ساخن لحمايتهم من المتحرشين.


وعملت هذه المبادرة التوعوية إلى اتباع منهج علمي توعوي يهدف إلى تسليط الضوء على ظاهرة  التحرش متوجهة فيها إلى العاملين بالشأن المجتمعي من ناشطين وجمعيات أهلية.


حيث بدأ عمل المبادرة في المرحلة الأولى بإقامة ورش عمل بمحافظات (دمشق وحلب وحماة واللاذقية) للوصول إلى مدونة سلوك خاصة بسبل مكافحة هذه الظاهرة ليتم اعتمادها من قبل معظم الجمعيات والناشطين في العمل المجتمعي وأخذت أخذت الطابع الثقافي التفاعلي للتعريف بمفهوم "التحرش" وأنواعه والعقوبات التي ينص عليها القانون بحق مرتكبيه ونقل هذه المفاهيم إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
فمن المفيد تحسين النظرة العامة حول هذه القضية  فمواجهة المجتمع هي السلاح الوحيد لكسر هذا الانغلاق المجتمعي والضغط العائلي، وهنا يأتي دور الفتاة في إثبات ذاتها فالتغيير يجب أن يكون فعل روتيني وهذا سيعمل على توسيع الدائرة. إضافة إلى أن التبريرات المجتمعية  لفعل التحرش هي الإهانة الأكبر بالنسبة للفتاة المتعرضة للتحرش أكثر من التحرش ذاته.

عقوبة التحرش في القانون السوري..


يفرض قانون العقوبات السوري غرامة رخيصة تكاد أن لا تذكر بحق المتحرشين بالنساء السوريات.
تتعرض السيدات السوريات يوميا للتحرش، وإن كان ممزوجا بروح النكتة أو في بعض الأحيان يصل للتحرش الجسدي، ولكن بكل الأحوال لازالت المرأة السورية تواجه التحرش الجسدي والنفسي بمفردها مضطرة لحماية نفسها من كل ما يحيط بها أثناء حياتها اليومية.

 

ففي قانون العقوبات يتم معاقبة المتحرش بمبلغ مادي لا يتجاوز 75 ليرة، حيث تنص المادة رقم 506 من قانون العقوبات "من عرض على قاصر لم يتم الخامسة عشرة من عمره أو على فتاة أو على امرأة لهما من العمر أكثر من خمس عشرة سنة عملا منافية للحياء أو وجه إلى أحدهم كلاما مخلا بالحشمة عوقب بالحبس لمدة ثلاثة أيام أو بغرامة لا تزيد عن 75 ليرة أو بالعقوبتين معا".

 

يذكر أن المادة رقم 506 ليست المادة الوحيدة التي تثير الجدل في قانون العقوبات السوري، فهناك مواد عديدة في القانون أثارت الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة فيما يخص المرأة السورية.

كيف تُبلّغ عن جريمة التحرش
غالبا ما يكون هناك خوف من عدم الاهتمام بهذه الحوادث وعدم التعامل معها بجدية، ولكن هذا لا ينبغي أن يكون عائقا أمام الإبلاغ عنها. يجب الإبلاغ عن أي مضايقات تشعرك بالخوف على سلامتك سواء في لحظة وقوعها أو بعد ذلك.
إذا كنت لا تشعرين بالراحة في إبلاغ الشرطة عن التحرش، يمكن للجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني تقديم دعم مستقل ومساعدتك في عملية الإبلاغ عن الحادث.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=64956