الاعلام تايم - صحف

 

رأت مارسيلا هوبر في مجلة "ذا هيل" الأمريكية أنّ الغزو التركي لشمال شرق سورية يهدّد بتقويض مكاسب الحرب على "داعش" التي تحققت بعد سنوات من القتال، وتنذر بتكرار تجربة معسكر بوكا في العراق.

وأضافت الكاتبة أنّ العملية العسكرية التركية تسببّت بضرر بالغ لعلاقة قوات "قسد" مع واشنطن، وستبعث بإشارة خاطئة حول الزعامة الأمريكية لحلفاء محتملين آخرين، ولشركاء في معارك لاحقة ضد الإرهاب.

وأشارت الكاتبة إلى وجود أكثر من 70 ألف من عائلات "داعش" ضمن معسكر الهول في شمال شرق سورية بحراسة قسد التي أصبحت الآن غير قادرة على التحكم بما يدور في داخله، علماً أنّ عقيدة "داعش" ما تزال قوية داخل المعسكر، وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي، فقد ينمو في المعسكر جيل جديد من أنصار داعش والمتعاطفين معه، ممّا ينذر بتكرار تجربة معسكر بوكا في العراق، حيثّ أسّس السجناء الذين أطلق سراحهم منه عام 2009 شبكات متطرفة زادت من تجنيد المتطرفين وأدت إلى ظهور داعش في العراق وسورية.

ورأت الكاتبة أنّ أي صفقة بين أنقرة وواشنطن على حساب قسد سيكون لها تداعيات خطيرة، وسوف يمكن ذلك داعش من استعادة معتقلين ذوي خبرة امتدت لسنوات في القتال والتخطيط لعمليات إرهابية، كما سيكون لهذا التطور قيمته في الدعاية، مما يعوّم أنصار داعش في العالم.

وفي نفس السياق اعتبر بوراك بكديل في موقع غيتستون إنستيتيوت الأمريكي أنّ أحد نتائج الهجوم التركي على الأراضي السوري إثارة المزيد من الفوضى وسفك الدماء في منطقة مضطربة أصلاً، لافتاً إلى أنّه من المتوقع أنْ يستغل تنظيم داعش الغزو التركي لشمال شرق سورية لاستعادة المنطقة التي كان يسيطر عليها في السنوات الأولى للحرب السورية.

وأضاف الكاتب أنّه خلال حرب التحالف بقيادة أمريكية ضد داعش، لعب أكراد سورية دوراً رئيسياً على الأرض، لكنْ مع انشغالهم الآن بالغزو التركي لمناطقهم الآن، فإنّ الإسلاميين المتشددين السوريين قد يسيطرون على أجزاء من شمال شرق سورية، فضلاً عن أنّه هناك احتمال لحدوث تمرّد محتمل لجهاديين محتجزين داخل سجون مؤقتة في تلك المنطقة.

ولفت الكاتب إلى أنّ الغزو التركي لشمال شرق سورية أثار استياء معظم العالم الحر ضد تركيا، ووّحد حلفاء تركيا وخصومها ضدها، حيث توّحدت الأمم المتحدة وحكومات الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وإيران ودول إسلامية على شجب الغزو التركي، كما دعا أعضاء في الكونغرس الأمريكي لفرض عقوبات ضد تركيا.

ورأى الكاتب أنّ "عملية نبع السلام" التركية ستفشل كسابقاتها، وأنّها لن تحقق لتركيا النتائج التي ترجوها وهي القضاء على المساعي الكردية المسلحة لإقامة حكم ذاتي في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في العراق وسورية وتركيا.