الحدث السياسي

حكاية يبرود


خاص الاعلام- ثائر العجلاني

العارفون بالشأن العسكري يرون أن نصر يبرود كان نتيجة حتمية وفقاً للخطة التي وضعتها غرفة العمليات العسكرية، كشف مصدر عسكري مطلع لـ (الاعلام) مراحل العمليات العسكرية في يبرود، حيث بدأت المرحلة الاولى بفرض طوق محكم على المدينة قطع طرق الامداد وحاصر المسلحين ضمن بقعة جغرافية مرصودة، بعدها بدأ الجيش عملية "قضم " المواقع، فشن هجوماً برياً اتاح له السيطره على بلدتي السحل شمالي يبرود والقسطل جنوبها.

السيطرة على السحل قطعت طرق تنقل المسلحين مما زاد الخناق عليهم "ثم بدأت المواجهات تأخذ طابعاً قاسياً عنوانه "معارك التلال" وهي قمم كان يتحصن بها مسلحو المعارضة، نظراً لاهميتها الاستراتيجية في المعركة حيث تطل من جهة على الاتستراد الدولي ومن الجهة الاخرى على يبرود خصوصاً الاحياء الشرقية كان لا بد للجيش السوري من السيطرة عليها، وهذا ما حدث بالفعل بعد معارك شرسة، من هذه التلال ماعرف بتله الكويتي وتله القطري والتله الرابعة والتلال الخضراء.
الساعات الاخيرة : تواجدنا في يبرود خلال الايام التي سبقت سيطرة الجيش السوري عليها، حركة تنقلات عسكرية لاتهدأ رسائل متواترة عبرة أجهزة الاتصال، كانت الخطة تعتمد على هجوم بري "كاسح" بالتزامن مع غطاء ناري مدفعي وجوي.
مع فجر 14 -3 2014 اقتحمت قوات الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني المدينة من محورين، الاول هو المدخل الرئيسي للبلدة والثاني نزولاً من التلال المشرفة على يبرود، صوت الرصاص وصيحات تشحذ الهمم صبغت مفردات المعارك، بدأت الاحياء تسقط الواحدة تلو الاخرى بيد الجيش وبدأ سباق قادة المجموعات ببث رسائل سيطرتهم على الاحياء عبر أجهزة الـ "تيترا ".


دخل الجيش إلى حي القاعة من جهة تلال مزارع ريما وبدأ الزحف نحو تله مار مارون، ساعة ونصف من الاشتباكات التله بيد الجيش، تله مار مارون "1600 م عن سطح البحر" جعلت مدينة يبرود بحكم الساقطة عسكرياً فهذه التله تشرف على بلدة يبرود بشكل كامل وتكشف الطرق المؤيدة الى بلدة فليطة، بدأ المسلحون باخلاء مواقعهم والهرب باتجاه عرسال اللبنانية وبلدتي رنكوس وفليطة، مع غروب الشمس هدأ صوت الرصاص وعلت ابتسامات النصر، حَصن الجيش السوري مواقعه التي سيطر عليها بانتظار فجر اليوم التالي ليتابع المهمة، بتنا ليلتنا في مكان قريب من معمل "المته" الذي سيطر عليه الجيش.

في اليوم التالي فجر "الحريـة " الساعة تشير إلى السادسة صباحاً، يوقظني صديق اشتركنا سوياً بضعه "حرامات "بتنا ليلتنا عليها، "يبرود حرة وهربوا جميعاً " جملة نطقها وهو يمسك بندقيته مغادراً باتجاه وسط البلدة كان المشهد يرسم عملية هروب جماعي من كافة المراكز والابنية التي تحصن بها المسلحون عملية تمشيط وتفجير المخففخات التي تركها عناصر النصرة وداعش خلفهم استمرت ساعات وسط توافد وسائل الاعلام العربية والمحلية إلى المكان مصدر عسكري صرح للاعلام " لن نترك منطقة في القلمون يتواجد بها المسلحين الا وسنقتحمها، فليطة على موعد مع التحرر من الارهاب ".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=6479