تحقيقات وتقارير

وقع أقدام جنودنا البواسل هو من صنع فرق التوقيت مع الولايات المتحدة


الاعلام تايم _ خاص

من المعلوم أن التوقيت في الولايات المتحدة متأخر عن التوقيت في سورية بمقدار سبع ساعات، ولعل فرق التوقيت هذا قد يكون مبرراً لبعض المسؤولين الأمريكيين  الذين لا زالوا يطالبون ببقاء القوات الأمريكية في سورية رغم أن هذه القوات غادرت فعلياً منسحبةً مهزومةً إلى غير رجعة، على ما يبدو أن تسارع خطوات جنود الجيش العربي السوري على أرض الشمال كانت أسرع  بكثير من الأفكار والخطط والمواقف التي لا زال بعض الانتهازيين وبائعو المواقف يحيكونها ويراهنون على مقدرتهم على بيعها لبعض أصحاب العقول المريضة والمتحجرة التي لا تزال غير قادرة على استيعاب مجريات الأمور، رغم كونها أمراً واقعاً لا يقبل الشك والتأويل..


جنوده أصبحوا في العراق.. ولازالت أصوات تطالب ترامب بعدم الانسحاب
لا تزال تداعيات الانسحاب الأمريكي من سورية تحتل بعض الاهتمام في داخل الأوساط السياسية في الولايات المتحدة وإن كان بوتيرةٍ تقل يوماً بعد يوم، وذلك بعد أن فرض الجيش العربي السورية قواعد جديدة لم تكن تدخل في حسابات أعدائه.


فما تزال هناك أصوات تدعو لوقف الانسحاب رغم حصوله واقعياً، حيث أعلن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، أنه تم تقديم عريضة مشتركة إلى الكونغرس ضد قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن سحب القوات الأمريكية من سورية.


وكتب شومر على "تويتر": "إن الفوضى والضعف في سورية بعد قرار الرئيس ترامب الكارثي بشأن سحب القوات فجأة من شمال سورية يتطلب قيادة قوية ومعقولة من قبل الكونغرس، لهذا السبب أنا ونانسي بيلوسي نحث جميع زملائنا على تأييد هذا القرار بعدم الانسحاب.


ترامب استخدم "القاعدة"
ومن جهة أخرى بدأ بازار المزايدات الانتخابية حول القضايا الدولية فقد وجهت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، تولسي غابارد، تهمة إلى السلطات الأمريكية. وأعلنت أن السلطات الأمريكية تستخدم تنظيم "القاعدة" الإرهابي ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.


ووعدت غابارد بالتوقف عن دعم الإرهابيين في سورية الذين "يشكلون قوات برية في حرب تهدف إلى تغيير النظام". كما وعدت غابارد بإلغاء العقوبات التي تسببت في المجاعة في سورية.


هذه وجهة جنود الاحتلال الأميركي بعد سورية
وفيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من سورية ومصير ووجهة القوات المنسحبة، قال مسؤول أمريكي، رفض الإفصاح عن هويته، لوكالة "أسوشيتيد برس" إن حوالي 1000 جندي أمريكي من الذين انسحبوا من شمال سورية سيعودون إلى مواقع الجيش الأمريكي بالعراق والكويت وربما بالأردن أيضاً. وفي السياق، أشار أن القوات الأمريكية المتمركزة في العراق "يمكن أن تقوم بعمليات عابرة للحدود ضد تنظيم داعش، كما حدث في السابق، إبان التحالف مع قوات سورية الديمقراطية".


العراق ينفي الموافقة على نقل الدواعش الى أراضيه
أما الجانب العراقي فقد نفى هذا الأمر وجاء النفي على لسان الرئيس العراقي برهم صالح الذي نفى أن يكون وافق على نقل ما مجموعه 13 ألف «داعشي» موجودين لدى قوات «قسد» في سورية إلى العراق، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.


وأكد ذلك الأمر شروان الوائلي، مستشار الرئيس العراقي، أن «المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الأميركي مع رئيس الجمهورية تناولت قضايا لم يكن من بينها ما أشير عن نقل دواعش إلى العراق تهدد بهم قوات (قسد) الأميركان، وبالتالي نقلهم إلى العراق».


خيانة واشنطن ليست الأولى للأكراد
ستيفن كوك في مجلة فورين بوليسي اعتبر أنّ الهجوم التركي على شمال شرق سورية وتخلـّي واشنطن عن "الأكراد" يؤكدان أنّ أمريكا تخون اليوم الشعب الذي مات كي لا يموت أمريكيون.


ورأى الكاتب أنّ سورية هي المثال الأخير لاستغلال واشنطن اليأس الكردي، معتبراً أنّ الانتقاد الموجّه لقرار ترامب بالانسحاب من سورية يبدو جيداً، لكنّ رائحة النفاق تفوح منه، فالمسؤولون في الإدارتين الأمريكيتين الأخيرتين لم يوجّهوا أي تحذير ذي صدقية لتركيا من عواقب غزو سورية، وبالكاد أطلقت واشنطن احتجاجاً عندما نفّـذ أردوغان توغلين في شمال غرب سورية رغم أنّهما عرّضا حياة الجنود الأمريكيين للخطر.


وأضاف الكاتب أنّه أمام خَيار التعامل مع تركيا- ثاني أكبر دولة في الناتو- أو التعامل مع ميليشيا "قسد" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح التنظيمات الإرهابية، فإنّ واشنطن تفضل العمل مع تركيا. وأشار الكاتب إلى أنّه في سبعينيات القرن العشرين، سخّر وزير الخارجية الأمريكية حينذاك هنري كيسنجر أكراد العراق لمضايقة صدام حسين الذي كان الخصم الإقليمي لشاه إيران الحليف لواشنطن، لكنّ واشنطن تخلت عنهم عندما هاجمهم صدام، وفي عام 2017 لم تدعم واشنطن قرار أكراد العراق بالانفصال النهائي عن بغداد وإقامة دولتهم المستقلة.


من كان يتوّقع حصول هذا الأمر!
في سياق متصل بالملف السوري قال الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان في صحيفة "رأي اليوم": من كان يتوقّع أن يُؤدّي الاعتراف الأمريكيّ بالهزيمة في شمال سورية إلى عودة الأكراد بوساطةٍ روسيّةٍ إلى الدولة السوريّة الأُم ويتعهّدون بالتخلّي، ولو مُؤقّتًا، عن كُل طُموحاتهم الانفصاليّة، ويفتحون كُل أراضيهم وقواعدهم العسكريّة للجيش العربي السوري، ويتعهّدون بتسليم أسلحتهم الأمريكيّة للجيش السوري، وحل إدارتهم الذاتيّة؟


وأضاف, اليوم عاد الأكراد إلى دِمشق، ولا نَستبعِد غدًا أن يُشكّل المشروع الروسي بإحياء مُعاهدة أضنة بين سورية وتركيا (عام 1998) الأرضيّة الأصلَب لعودة العلاقات بين البَلدين إلى صُورتها السّابقة، وبِما يُؤدّي إلى عودة السّيادة السوريّة إلى إدلب وشرق الفُرات كاملةً؟ وختم بالقول, إنّه الدّهاء الروسيّ الذي يُعيد تركيب مِنطقة الشرق الأوسط على أُسسٍ جديدةٍ ليس للأمريكان أيّ وجود فيها، ولا نقول هذا من قبيل التمنّيات، وإنّما استِنادًا للوقائع على الأرض.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=64653