تحقيقات وتقارير

حرائق ضخمة تلتهم الجبال.. من يقف وراءها؟


الإعلام تايم - خاص

 


هو مسلسل الحرائق الذي يأكل الحراج في أجمل مناطق وغابات الساحل السوري.. فأشجار الصنوبر والسرو والسنديان التي يبلغ عمرها مئات السنين تتعرض لإبادة حقيقية..

 

أسئلة كثيرة أثارتها سلسلة الحرائق التي اشتعلت بشكل مفاجئ ومتوالٍ ومتزامن في ريف محافظة اللاذقية وطرطوس وحمص فهل هي صدفة.. أم هناك من يقف وراء هذه الحرائق؟

 


حاصرت النيران عدد من القرى بين حمص وطرطوس واللاذقية شبت في الأراضي الزراعية والحراجية في قرى الناصرة والمشتاية و مرمريتا وعين الباردة وحب نمرة والزويتينة في منطقة وادي النضارة غربي حمص. وفي طرطوس، تم تسجيل 55 حريقاً وتم التعامل معها، فيما نوّه محافظ طرطوس إلى أن الحرائق بعيدة عن المناطق السكنية لافتاً إلى أن سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة ساهمت في نشوب الحرائق وصعوبة التضاريس أخرت من سرعة إخمادها.. و40 حريقا نشبت اليوم في أنحاء المحافظة في منطقتي جبلة والقرداحة. وتسبب ارتفاع سرعة الرياح وتغير اتجاهاتها في امتداد حرائق بدأت محدودة ومتوزعة في مواقع متفرقة من الغابات والأحراش الجبلية، إلى عشرات القرى والبلدات.


رأي الأهالي!!

 

المواطنون هناك أبدوا حزنهم على الغابات التي احترقت بالكامل بالإضافة إلى فقدانهم أعداداً كبيرة من أشجار الزيتون الذي يعد الموسم الزراعي الأهم في هذه القرى التي يشكل موسم الزيتون فيها إلى جانب الوظائف العامة المصدر الوحيد للدخل .

 

وقال أحد المواطنين مع تزايد عمليات التحطيب في السنوات الماضية زاد من مخاطر اندلاع الحرائق بحكم أنّ "نسبة كبيرة منها صنوبريات قابلة للاشتعال بنسبة كبيرة لاحتوائها على زيوت راتنجية سريعة الاشتعال، وتطاير قشور الساق والمخاريط أثناء احتراقها لمسافات بعيدة مع الرياح متسببةً بانتشار الحريق بسرعة كبيرة في وقت قصير جداً.

 

" ناشط في جمعية بيئية في طرطوس أوضح بأن "أغصان وأوراق ساق الصنوبر تبقى الأقرب إلى الأرض يابسة، وتعتبر وقوداً أولياً بأي حريق وتشتعل مباشرة وبكثافة، ولهذا تقوم مديرية الزراعة والحراج بتقليمها وإزالتها سنوياً"، إلى جانب طبيعة الغابة الخاصة، فإنّ المزارعين القاطنين جوار الغابات يقومون بتحريق أراضيهم من اﻷعشاب اليابسة في أوقات حرجة كموسم قطاف الزيتون (تشرين اﻷول والثاني). وقام الأهالي بمقاومة النيران الكبيرة " بالأدوات البدائية وعبوات المياه وكانوا خير سند لرجال الاطفاء في الدفاع عن أرضهم التي ينتمون اليها فلم يحترق ولا منزل واحد ولم تسجل أي إصابة بشرية.

 


قلق من عودة هذه الحرائق..

 

أكدت مصادر من فوج إطفاء اللاذقية أنّه تم إخماد 14 حريقاً في منطقة القرداحة الأسبوع الماضي إضافة إلى إخماد الحريق الذي نشب في أحراج قرية فرز ومحاصرة أكثر من فرقة إطفاء ما أدى إلى استشهاد المهندس رئيس شعبة الحرائق في دائرة الحراج بمديرية الزراعة في المحافظة وعامل إطفاء خلال التعامل مع الحريق، مضيفاً المصدر عن قلق من عودة هذه الحرائق إلى أن تهطل الأمطار وتكسر هذا الجفاف الذي لم يحصل منذ سنوات.‏

 

محافظ حمص التحقيقات مستمرة لمعرفة أسباب اندلاع الحرائق..

 

محافظ حمص، طلال البرازي، أكد أنه تمت السيطرة على الحرائق الثلاثة التي اندلعت بنسبة ما بين 70 إلى 80 في المئة بعدما عملت أفواج الإطفاء على تطويق الأماكن السكنية وتأمينها بشكل كامل.. وأرجع البرازي سبب الحرائق لارتفاع درجة الحرارة والرياح الشرقية التي أدت لاتساع رقعة الحريق، مؤكدا أن التحقيقات جارية لمعرفة أسبابها إن كانت بفعل فاعل، ومستبعداً أن تكون مقصودة.

 


من جانبه العقيد عثمان جودا قائد فوج إطفاء حمص قال: معظم الحرائق شبت في الأراضي الحراجية والزراعية لقرى وبلدات الناصرة وقرب علي و عين الباردة ومرمريتا والمشتاية والحواش والزويتينة وكفرا وعين الراهب وحب نمرة وشين وجبلايا لافتاً إلى أن آليات الإطفاء والدفاع المدني ومديرية الزراعة إضافة إلى آليات من محافظات أخرى شاركت في عمليات إخماد الحرائق.

 

ونوه العقيد جودا بدور رجال الإطفاء المشاركين من كل الجهات المعنية الذين بذلوا جهودا كبيرة للوصول إلى مناطق النيران واخمادها في ظل التضاريس الوعرة للمنطقة والأراضي الجبلية وصعوبة وصول الآليات إليها مشيراً إلى أن الأضرار اقتصرت على المواقع الحراجية ولا يوجد أي خسائر بشرية. من جهته لفت المهندس مصلح الحسن مدير شركة كهرباء حمص إلى احتراق 18 عمودا متوسطا و35 عمودا منخفضا ووصلت القيمة الاجمالية للأضرار إلى نحو 14 مليون ليرة.

 

وأشار الحسن إلى قيام الورشات بإعادة الكهرباء الى آبار المياه المغذية لعدد من القرى مبينا أن العمل متواصل لإصلاح الأعطال وإعادة الكهرباء الى ما تبقى من القرى. وبين مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في اللاذقية المهندس منذر خير بك السيطرة على معظم الحرائق في ريف المحافظة والتي دخلت معظمها في مرحلة التبريد بجهود مشتركة من قبل جميع عناصر وزمر الإطفاء في المحافظة وفرق الإطفاء الني قدمت للمؤازرة من المحافظات. كما أكد قائد فوج إطفاء طرطوس المقدم سمير شما على إخماد جميع الحرائق التي اندلعت أمس في المحافظة وبلغت 49 حريقاً وتبقى حريق في أحراج قرية بقعو بريف المحافظة وتتعامل معه فرق الإطفاء وهو قيد الإخماد.

 

غالبية الحرائق نشبت "بسبب العوامل البشرية، سواء كانت عمليات إحراق متعمد، أو غير متعمد مثل حرق المخلفات الزراعية وصناعة الفحم وحرق نواتج الغابة. وقد ارتفعت نسبة الحوادث المتعمدة في الساحل من (41 %) بين عامي 1987-1998 لتصبح بين 2011-2018 فوق (90%)، فهل من عقوبات شديدة رادعة؟
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=64616