نافذة عالمية

توقيع معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا


روسيا اليوم - الاعلام

تم في موسكو اليوم الثلاثاء 18 أذار/ مارس توقيع معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول الى روسيا.
ووقع المعاهدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف وعمدة سيفاستوبول أليكسي تشالي.
وينص القانون على ضرورة توجه الرئيس الروسي بعد توقيع هذه الإتفاقية إلى المحكمة الدستورية في روسيا الاتحادية بطلب تقييم مدى توافق الاتفاقية مع الدستور الروسي.
وفي حال موافقة المحكمة الدستورية على الاتفاقية تجري إحالتها إلى مجلس الدوما إضافة إلى مشروع قانون دستوري يحدد اسم الكيان الإداري الروسي الجديد ووضعه وحدوده والأحكام الانتقالية.
وفي حال مصادقة مجلسي البرلمان الروسي على هاتين الوثيقتين وتوقيع الرئيس عليهما ستعدل المادة الـ 65 من الدستور، التي تضم قائمة بكيانات روسيا الاتحادية، ليضاف إليها اسم الكيان الجديد.

بدوره أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاستفتاء في القرم جرى بتوافق تام مع الإجراءات الديمقراطية وأحكام القانون الدولي.
وجاءت تصريحات بوتين في كلمة ألقاها أمام نواب مجلس الدوما، وأعضاء مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي، ورؤساء الأقاليم وممثلي الرأي العام بمناسبة قبول جمهورية القرم ضمن روسيا الاتحادية وتشكيل وحدات إدارية جديدة في البلاد، وذكر الرئيس الروسي أن أكثر من 82% من الناخبين شاركوا في الاستفتاء، مشيراً إلى أن ما يزيد عن 96% منهم صوتوا لصالح عودة القرم إلى حضن الدولة الروسية.
وفي موضوع تسليم شبه جزيرة القرم لإدارة أوكرانيا عام 1954 قال بوتين إن القرار بتسليمها تم اتخاذه في حينه بمبادرة نيكيتا خروشوف، الرئيس السوفييتي أنذاك، وذلك لأسباب "يعود البحث فيها للمؤرخين".
وبهذا الخصوص أشار بوتين إلى أن عملية التسليم كانت مخالفة للأحكام الدستورية المعمول بها، إذ كان ذلك بمثابة "اتفاق شخصي".
وذكر بوتين أن قرار التسليم أثار أسئلة لدى سكان شبه الجزيرة، لكن ذلك حدث "في ظروف دولة شمولية لم يسأل المواطنين فيها أحد رأيهم، إنما تم وضعهم أمام الأمر الواقع".
في الوقت نفسه شدد بوتين على أن قرار التسليم كان شكلياً فقط، لأن تسليم الأراضي تم داخل دولة كبيرة واحدة ولم يكن يتصور أحد انفصال روسيا وأوكرانيا عن بعضهما.
واستطرد الرئيس الروسي قائلاً: "لكن ذلك حصل، وما بدا أمراً خيالياً صار واقعاً، فالاتحاد السوفييتي تفكك، وكانت الأحداث تتطور بوتيرة سريعة إلى درجة أن قلة فقط من المواطنين كانوا يدركون مدى درامية الأحداث وتداعياتها.

وأعلن بوتين أن الجيش الروسي لم يدخل أراضي القرم ولم يتجاوز تعداد العسكريين المتواجدين في القاعدة هنا كالحد الأقصى المتفق عليه.

كما أشار الرئيس الروسي إلى معاناة الروس في أوكرانيا من محاولات متكررة لطمس ذاكرتهم التاريخية بل وحرمانهم من لغتهم الأم، بالإضافة إلى تأزم الوضع السياسي في البلاد: "عانى الروس وغيرهم من مواطني أوكرانيا من الأزمة السياسية والحكومية المتواصلة التي تهز المنطقة على مدى أكثر من 20 سنة".

وفي حديثه عن التطورات الأخيرة في أوكرانيا وصفها بوتين بالانقلاب الذي قام القوميون المتشددون والنازيون الجدد فيه بالدور الرئيس: "تتلخص وظيفة الانتخابات في تغيير السلطة التي لا تناسب الناس، لكن هؤلاء الذين وقفوا وراء الأحداث الأخيرة كانوا يضعون أمامهم أهدافاً أخرى، كانوا يدبرون انقلاباً جديداً، كانوا يخططون للاستيلاء على السلطة بأي ثمن.. استخدموا أساليب الإرهاب والقتل والشغب.. وكان القوميون والنازيون الجدد ومعادو الروس والسامية في مقدمة منفذي الانقلاب.

وفي كلمته قال الرئيس الروسي إن القرم "يعد أهم عناصر الاستقرار في المنطقة، ويجب أن تبقى هذه المنطقة الاستراتيجية تحت سيادة قوية مستقرة وهي في الظروف الحالية السيادة الروسية لا غير، كما دعا بوتين الدول الغربية إلى "وقف الهستيريا والتخلي عن الخطاب الموروث عن الحرب الباردة والاعتراف بواقع أن روسيا دولة مستقلة ولها مصالح قومية لا بد من أخذها بعين الاعتبار واحترامها".

واتهم بوتين الولايات المتحدة وحلفاءها باحتكار الحق في تقرير مصائر العالم، واستخدام القوة ضد دول ذات سيادة، وتشكيل ائتلافات على أساس المبدأ القائل: "من ليس معنا فهو ضدنا"، وانتزاع قرارات دولية تناسب مصالحهم متجاهلين قرارات أخرى.
وبهذا الخصوص ذكّر الرئيس الروسي بالغارات على بلغراد والتدخل في العراق وأفغانستان وليبيا، معلنا أن "الربيع العربي تحول إلى شتاء عربي".

وفيما ذكر بوتين أن سلطات القرم اعتمدت على سابقة كوسوفو، موضحا أن هذا الإقليم حظي انفصاله عن صربيا من جانب واحد بالاعتراف من قبل الدول الغربية.

وأشار بوتين إلى أن الساسة الغربيين لا يرهبون روسيا بالعقوبات فقط، بل وبتفاقم المشكلات الداخلية، متسائلاً عما إذا كانوا يقصدون بذلك نشاط "الطابور الخامس المكون من الخونة" أم أنهم يخططون لإثارة غضب السكان من خلال ضرب الوضع الاقتصادي والاجتماعي في روسيا"؟.
وحسب بوتين فإن روسيا سترد على هذه التصريحات "باعتبارها استفزازية وغير مسؤولة"، لكنها لن تسعى إلى المواجهة مع شركائها بل ستعمل على بناء علاقات حسن الجوار معهم.

وأعرب بوتين عن اعتقاده بأن تعرض روسيا لمواجهة خارجية أمر حتمي، مضيفاً "علينا أن نقرر هل نحن مستعدون للسير قدماً في الدفاع عن مصالحنا القومية أم مصيرنا هو التخلي عنها إلى الأبد".
وفي سياق متصل، سادت سيفاستوبول أجواء احتفالية ومظاهر فرحة عارمة، بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوقيع على انضمام جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية.
دانت واشنطن توقيع المعاهدة بشأن انضمام جمهورية القرم لروسيا، وهددت بتوسيع العقوبات ضد المسؤولين الروس، إلا أنها اعتبرت فرض عقوبات على "رئيس دولة أجنبية" في إشارة الى الرئيس الروسي "خطوة استثنائية".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي عقده بواشنطن الثلاثاء 18 آذار / مارس ، إن الجولات اللاحقة من العقوبات التي تخطط واشنطن لفرضها على روسيا، قد تشمل بعض رجال الأعمال المؤثرين الذين لهم صلات قوية بالرئيس الروسي.
وكانت الجولة الأولى من العقوبات التي أعلنتها الحكومة الأمريكية الاثنين الماضي، قد استهدفت 11 مسؤولاً روسياً بينهم اثنين من مساعدي بوتين.

من جهة أخرى أعلنت شرطة القرم عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين برصاص قناص في سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم يوم الثلاثاء 18 آذار / مارس، وأوضحت الشرطة أن أحد القتيلين هو عنصر في كتائب الدفاع الذاتي، والثاني عسكري أوكراني، والجريحان هما أيضاً أحد أفراد قوات الدفاع الذاتي وعسكري أوكراني.
وذكرت الشرطة أن النار أطلقت من مصدر واحد، وأشارت الى أن نفس التكتيكات استخدمات من القناصة أثناء الاشتباكات في كييف، حيث أطلق مجهولون النار على رجال الأمن والمحتجين على حد سواء.
وتقوم أجهزة الأمن في القرم بالتحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، ودعت وزارة داخلية القرم السكان الى التحلي بضبط النفس وإبلاغ أجهزة الأمن عن الأشخاص المثيرين للشبهات.

من جهته أفاد المركز الصحفي لوزارة الدفاع الأوكرانية مساء أمس الثلاثاء آذار 18 / مارس ، أن رئيس أركان الجيش الأوكراني ميخائيل كوتسين دعا نظيره الروسي فاليري غيراسيموف عبر الهاتف إلى منع استمرار سفك الدماء، مؤكداً أن أوكرانيا أصدرت أمراً سمحت بموجبه لجنودها المرابطين في القرم باستخدام الأسلحة.

 

 

 

 


Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=6352