تحقيقات وتقارير

معرض دمشق الدولي.. رسالة النهوض الاقتصادي من دمشق الى العالم


الإعلام تايم - لما محمود


لا يخفى على أحد عراقة "معرض دمشق الدولي" وأهميته الاقتصادية كمنصة للتسويق والعرض وعقد الصفقات والاتفاقات.. وفي دورته الـ61 هذا العام شهد تميزاً ملحوظاً من حيث المشاركات العربية والأجنبية (38 دولة ، 1700 شركة، مئات رجال الأعمال والوفود)، ومن حيث مساحة الحجوزات التي كانت الأكبر في تاريخ المعرض منذ عام 1954..

 

هذه الدورة للمعرض ليست عادية بالمطلق، سورية تقترب بسرعةٍ من الاستقرار، ومن مرحلة إعادة الإعمار، ووجود أكثر من 1700شركة عربية وأجنبية في المعرض يوحي بالكثير... فهي تشكل التحدي الأكبر أمام الاقتصاد الوطني و اللبنة الأولى في مستقبل الاستثمار، ولتفتح أبوابها أمام المستثمرين و المنتجين والمستهلكين، واللافت هذا العام مشاركة شركات من دول أوروبية مثل اليونان وبلجيكا وفرنسا وهولندا وإيطاليا، بالرغم من كل التهديدات والعقوبات أحادية الجانب المفروضة على سورية... ورغم الحرب الكونية والاستهداف المباشر لمكونات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، إلا أن بلدنا ما زالت تعطي يوما بعد يوم أدلة على قوة وصمود الشعب.. حيث تم التوصل إلى مئات العقود والاتفاقيات والتفاهمات بين الشركات المشاركة ورجال الأعمال الأجانب والعرب والسوريين لتسويق المنتجات السورية خارجيا وداخليا وإقامة شراكات لمشاريع في القطاعات الإنتاجية والخدمية والطاقة وفي مجالات إعادة الإعمار.

 

اتفاقيات مهمة مع الجانب الروسي..

كانت المشاركات الروسية المتخصصة في مجال الصناعة والمواد الغذائية وإعادة البناء والإعمار والعمل في كل المجالات الاقتصادية السورية متميزة وثمرة للتعاون المشترك السوري الروسي حيث تم توقيع ثلاثة عقود مع شركات روسية في مجال النفط والغاز وقعتها وزارة النفط والثروة المعدنية.. وبالإضافة لثلاثة عقود أيضاً مع شركات روسية في مجال المسح والحفر والإنتاج في القطاع النفطي والغازي في المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية... توقيع اتفاقية تعاون بين سورية وجمهورية القرم لإنشاء بيت تجاري وشركة ملاحة للقطاع الخاص وتبادل المشاركات بالمعارض.

 

كما وقعت سورية وأوسيتيا الجنوبية اتفاقية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي في مجالات إنشاء بيت تجاري وتسهيل تدفق السلع التجارية ذات المنشأ الوطني بين الطرفين.

 

ولتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والإعلام والتعليم العالي والزراعة والصحة وقعت سورية وجمهورية بيلاروس سبع وثائق.. وتضمنت مذكرة تفاهم بين "المؤسسة العامة للتجارة الخارجية السورية والمركز الوطني للتسويق ودراسة الأسعار البيلاروسي" ومذكرة تفاهم بين "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية والمؤسسة الوطنية للإذاعة والتلفزيون البيلاروسية" لتعزيز التعاون الإذاعي والتلفزيوني وأخرى بين وزارة التعليم العالي السورية والأكاديمية الوطنية للعلوم البيلاروسية إضافة إلى مذكرة تفاهم بين "هيئة الاستثمار السورية والهيئة الوطنية للاستثمار والخصخصة البيلاروسية" لتعزيز التعاون في مجال الاستثمار.

 

و بمشاركة عدد من كبار رجال الأعمال السوريين والروس عقد أيضاُ على أرض مدينة المعارض الملتقى الثالث لرجال الأعمال السوري الروسي لبحث آفاق الاستثمار والتبادل الاقتصادي والتجاري وسبل تطويره بين البلدين .

 

"عقود إيرانية سورية"

ومع الجانب الإيراني تم توقيع عقود لإنجاز الكثير من المشاريع في قطاعات مختلفة وأخرى قيد التباحث والإنجاز سيكون لها دور كبير في مجال إعادة الإعمار في سورية. وكان هناك دور مهم للمشاريع المتعلقة بالكهرباء خاصة في هذه المرحلة لسورية بعد انتصارها على الإرهاب.. حيث وقعت الشركة الدولية للتقنيات التعليمية السورية مع شركة نوفن الإيرانية المختصة بإنتاج الطاقة الكهربائية بالطاقة المتجددة اتفاقية تعاون لتوليد الطاقة الكهربائية في إحدى المناطق الواقعة بين حمص وحسياء بطاقة إنتاجية مبدئية 5 ميغاواط.

 

عقود عربية في المعرض لهذه الدول؟

كما ضم المعرض مشاركات لشركات إماراتية جاءت للمشاركة عبر وفد يضم رجال أعمال وعارضين بهدف توقيع الاتفاقيات والصفقات وفتح فرص استثمارية وتجارية بين السوق السورية والإماراتية .

 

للخضار والفواكه نصيب مهم في أيام المعرض حيث أعلن تسعة رجال أعمال سوريين ورجل أعمال لبناني عن تأسيس شركة لتصدير الخضار والفواكه إلى دول العالم... والشركة التي تم الاتفاق على تأسيسها مؤلفة من عشر شركات متخصصة بتصدير الخضار والفواكه إلى دول العالم وفق المواصفات والمقاييس العالمية، والشركة لن تكتفي بالتصدير إلى الأسواق الروسية بل ستفتح خطوطا تصديرية إلى أوروبا وباقي دول العالم.

 

وتم التوقيع على عقود تصدير لـ 19 ألف طن من الخضار والفواكه إلى الأردن والعراق ومصر في جناح اتحاد الغرف الزراعية بالمعرض.

 

ماذا عن الدعم والتسهيل الحكومي؟

بداية من دعم المساحات المحجوزة والدعم المعلن مؤخرا عبر هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات لعقود التصدير التي وقعت بالمعرض أو التي ستمتد لشهر إضافي بعده للشركات المشاركة بالمعرض ما يعتبر إسهاما حقيقيا للحكومة في تنمية الصناعة المحلية ودعم وجودها في الأسواق الخارجية وزيادة عملية التصدير وتحفيزا لزيادة الإنتاج وتوفير جبهات من العمل وتأمين فرص عمل إضافية. ولزيادة وصول المنتجات السورية إلى الأسواق الخارجية من جهة وزيادة قدرتها على المنافسة من جهة أخرى.. أعلنت هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات عن إقرار آلية دعم العقود التصديرية الموقعة على هامش فعاليات الدورة الـ 61 من معرض دمشق الدولي بنسبة 100 بالمئة للشحن البري والبحري، حيث أن الشحن المجاني من شأنه أن يخفف الكلفة على المصدر المورد وبالتالي يمنح السلع القدرة على منافسة مثيلاتها في الأسواق المستهدفة ولا سيما أن المنتجات السورية مشهود لها بنوعيتها الجيدة وسعرها المقبول..

 

و في ختام المعرض.. مئات رجال الأعمال زاروا المعرض وأجروا مباحثات أو اتفاقات أو وقعوا عقودا مع شركات القطاع الخاص الذي يفضل عادة عدم الإفصاح عنها أو عن قيمتها.. وهذا ما ستفصح عنه الشركات عند تقديمها العقود في نهاية المدة المحددة بطلبات الدعم، لهيئة تنمية ودعم الإنتاج المحلي والصادرات.

رسالة نصر اقتصادي بكل ما تحمله الكلمة من معنى حملتها أيام المعرض في طياتها لتصل الى العالم، وتجلى ذلك في مواجهة رجال الاعمال والشركات والوفود الاقتصادية للتهديد الاميركي وكان ردّها صادماً لواشنطن لن ترهبنا عقوباتكم، وسنشارك في إعادة إعمار سورية.. والقادم سيكون أفضل.. انتظرونا في ميلاد دورة جديدة لنعلن أننا بدأنا مشوار الإعمار ولن نتوقف حتى تعود سورية أفضل مماكانت.

مصادر "سانا - تشرين - سبوتنيك"
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=63403