وجهات نظر

عبث السياسة.. خطأ العرب.. عدم عنصريتهم!

مهدي دخل الله


الاعلام تايم - صحيفة تشرين

 

كنت في عداد وفد حزبي في موسكو عام 1987 لحضور المؤتمر السادس والعشرين و«الأخير» للحزب الشيوعي السوفييتي.. ذهبنا لزيارة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في مكان إقامته، استقبلنا عند الباب بابتسامة عريضة ومعه مترجمته الكوبية التي تحدثت بلهجة دمشقية وقالت: إنها تعلمت العربية في دمشق التي تكنّ لها حباً لا يوصف.

 

بعد دخولنا صالة الاستقبال بدأ كاسترو حديثه بملاحظة تبدو غريبة، فقال: نحن اليوم بحاجة لمترجمة من العربية إلى الإسبانية وبالعكس, وهذا بسبب خطئكم الفادح أنتم العرب. وأضاف أمام دهشتنا بأن العرب لم يكونوا عنصريين للأسف ولو أنهم كانوا كذلك لفرضوا على إسبانيا لغتهم أثناء وجودهم هناك «ملاحظة: امتد هذا الوجود لحوالي ثمانمئة عام».


وأضاف كاسترو: لو أنكم فرضتم لغتكم على الإسبان لتكلموا العربية ولفرضوها علينا عندما احتلوا بلادنا عبر الأطلسي جنوباً، ولما كنا اليوم بحاجة لمترجمة.


احترم العرب الإسبان وثقافتهم ولغتهم ولم يفرضوا دينهم عليهم وإن كان هناك نوع من «الدعاية المعقولة للإسلام»، وهذا حقهم.


لكن الإسبان عندما احتلوا أمريكا الجنوبية فرضوا على الناس هناك لغتهم وثقافتهم ودينهم بل مذهبهم «الكاثوليك».. منع المستعمرون الإسبان استخدام لغة أهل البلاد وطقوسهم «المايا والإنكا»، وفرضوا عليهم زيهم وطريقة حياتهم بكل ما فيها من تفاصيل.


تصوروا لو أن العرب كانوا عنصريين لتحدثت الآن باللغة العربية أمم كثيرة من المناطق الغربية في الصين شرقاً وحتى إسبانيا غرباً ومن كازاخستان في القسم الشمالي لآسيا حتى جاوه جنوباً في المحيط الهندي، ناهيك عن أواسط إفريقيا، ولو تحدث الإسبان بالعربية ونقلوها إلى المناطق التي استعمروها لتحدثت اليوم شعوب أمريكا الجنوبية بالعربية، بما في ذلك البرازيل التي تتحدث بالبرتغالية، ذلك لأن البرتغال نفسها كان من المفروض أن تتحدث باللغة العربية أيام وجود العرب في إسبانيا.


هل أصبنا أم أخطأنا عندما لم نكن عنصريين ولم نفرض لغتنا؟.. الجواب متروك لكل منكم ليرى في المسألة ما يرى!.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=62664