نافذة على الصحافة

موقع أميركي: من هنا جاءت حصانة "إسرائيل"ضد جرائمها


الاعلام تايم _ صحيفة تشرين


أكد مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» أن الأحداث الأخيرة التي شهدها حي وادي الحمص في مدينة القدس المحتلة ألقت الضوء على كيفية تصعيد «إسرائيل» لإجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينيين وفضحت تواطؤ الحكومات الغربية وتسترها على تلك الوحشية.


ولفت المقال إلى إن وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض منذ عامين ونصف العام أطلق العنان لـ«إسرائيل» أكثر من أي وقت مضى للمضي قدماً في ممارساتها الوحشية في الأراضي المحتلة.


وأشار المقال إلى أن الدول الغربية لم تغض الطرف عن هذه الاعتداءات فحسب، ولكنها تتواطأ بنشاط في إسكات أي شخص يجرؤ على فضحها، وبالتالي تحدث حلقة مفرغة، فكلما خرقت «إسرائيل» القانون الدولي أكثر، كلما زاد قمع الغرب للانتقاد، وكلما عززت «إسرائيل» حالة الإفلات من العقاب أكثر.


وتابع المقال: تجلى ذلك بوضوح مؤخراً عندما قام مئات الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح، وكثير منهم ملثمون، بمداهمة حي وادي الحمص بقرية صور باهر جنوب القدس وتدمير عشرات المنازل الفلسطينية بوساطة الجرافات والمتفجرات تاركين مئات الفلسطينيين من دون سقف يحمي رؤوسهم.


وأكد المقال أن سياسة هدم المنازل طالما كانت ركيزة أساسية قبيحة في سياق الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولكن ثمة ما يدعو إلى القلق فيما يخص هذه العملية بالذات، فعادة، تحدث عمليات الهدم على ثلثي الضفة الغربية الموضوعة بموجب اتفاقيات أوسلو تحت السيطرة الإسرائيلية بشكل مؤقت، وهذا أمر سيئ بما فيه الكفاية، إذ كان ينبغي على «إسرائيل» تسليم ما يسمى «المنطقة ج» للسلطة الفلسطينية قبل 20 عاماً، وبدلاً من ذلك، قامت «إسرائيل» بطرد الفلسطينيين خارج هذه المناطق من أجل ترسيخ الاستيطان فيها.


وأضاف المقال: لكن عمليات الهدم في صور باهر وقعت في «المنطقة أ»، وهي الأرض التي خصصتها أوسلو لحكومة الفلسطينيين المنتظرة، تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية، ومن المفترض أن تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة وألا يكون لـ«إسرائيل» أي سيطرة هناك.


ووفقاً للمقال، فإن الفلسطينيين يخشون أن تكون «إسرائيل» شكلت بذلك سابقة خطرة وأبطلت اتفاقيات أوسلو فيما يمكن أن تستخدمه مستقبلاً لتبرير طرد آلاف الفلسطينيين الآخرين من الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.


وأوضح المقال أن معظم الحكومات الغربية بالكاد رفعت أصواتها احتجاجاً على ذلك، حتى إن الأمم المتحدة قدمت تعبيراً بسيطاً عن «الحزن» لما حدث، لافتاً إلى أنه في الولايات المتحدة وأوروبا، يتم الخلط بين انتقادات سياسات «إسرائيل» الاحتلالية، بما فيها تلك التي يطلقها اليهود أنفسهم، مع معاداة السامية، في خطوة تهدف إلى إسكات منتقدي «إسرائيل».

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=62519