مجتمع

"صار وقت مركزنا وحارتنا "مبادرة تطوعية بأيادي شبابية


الاعلام تايم - مارلين كوركيس


يكتسب العمل الجماعي التطوعي أهمية متزايدة في وقتنا الراهن، خاصة مع تعقد الظروف الحياتية، وازدياد الاعتراف بالدور الذي تلعبه مؤسسات المجتمع الانساني والمنظمات الأهلية بناء على الأهمية الكبرى للمشاريع والمبادرات الشبابية الموجهة لتنمية المجتمع. حيث تشكل إطارا ً عمليا لتنظيم الجهود التطوعية للشباب وتحويلها نحو التأثير في مسار تنمية المجتمعات، وتعزيز فرص استمرارية ثقافة وجهود التطوع .


نشأت فكرة مركز الشباب للتدريب المهني بعدة مبادرات في مناطق ريف دمشق (سقبا - دير خبيه - أشرفية صحنايا) حيث كانت عبارة عن تأهيل حدائق وشوارع رئيسية في المناطق المذكورة. وبعد النجاح المهم والأهداف التي حققتها المبادرات بالنسبة للمجتمع والأهالي...أراد المركز  أن يعمم تجربته في منطقة جرمانا لتكن حارة مركز الشباب هي الهدف باعتبارها تعاني من مشكلة النظافة حالها حال اغلب حارات المنطقة.


مدير مركز الشباب للتدريب المهني فادي سروجي تحدث لنا قائلا : بناء على رغبة متطوعي مركز الشباب بدأنا برسم توجه مميز لهذه المبادرة يهدف إلى نشر أفكار جديدة وبسيطة نوعاً ما بمجتمعنا قادرة على أن تخلق أثر جميل من نفس كل من يشاهدها وتركزت أهدافنا على إعادة التدوير تأهيل دواليب وعلب مستهلكة لتكون أحواض لزراعة النباتات واستخدام أساليب طاقة بديلة للإنارة أهمها الطاقة الشمسية والزراعة وتوزيع النباتات في أنحاء الحارة بالإضافة إلى الرسم الفني على الجدران ودهن الحارة...على أن تُخلق هذه الأعمال من ألوان الفرح لتترك أثرها الرائع بنفس من يشاهدها.


تابع "سروجي" لقد جاء تنفيذ المبادرة على عدة مراحل بداية من وضع الطينة على حائط مركز الشباب وتسكير جميع الحفر الموجودة على الحيطان ودهن حائط مركز الشباب وتجهيزه للرسم بطريقة احترافية بمساعدة فنانة تشكيلية ومتطوعي مركز الشباب كما تم إنارة الحارة بواسطة الطاقة الشمسية وتركيبها بمساعدة طلاب دورة الكهرباء من مركز الشباب هذا وقد قمنا بتنفيذ جلسات توعوية لأطفال الحي حول أهمية النظافة والبيئة وكيفية الحفاظ عليها.


وكانت المرحلة الختامية تنظيف الحارة وتكنيسها ومن ثم شطفها كاملةً، ثم توزيع الأحواض المعاد تكريرها وزراعتها ووضعها في الحارة ووضع الحاويات الجديدة، ومن ثم الأحتفال بالشكل الجديد للحارة مع اهالي الحي ومتطوعي مركز الشباب.


وعن الصعوبات التي واجهت المبادرة أجاب "سروجي": لعل جزء بسيط من الصعوبات كان من نصيب الجهد الجسدي أو الفكري في تنفيذ الأعمال كما هو مخطط لها وابتكار حلول تصب من فكرة المبادرة.


ولكن الجزء الأكبر من الصعوبات كان من جهة المجتمع المحيط بنا.. فبداية كان المجتمع غير متعاون ابداً من حيث تقبل الفكرة ومساعدتنا في إنجازها لأن قسم كبير من المجتمع للأسف بطبيعته يرفض التغير والأفكار الجديدة وخصوصاً إذا كان مقتنع بأن مسؤولياته تنتهي داخل بيته وهو غير مستعد أبداً لأي جهد خارج هذا النطاق بل وقد لا يتردد بإلحاق الضرر بمن حوله...لذا بمثل هذه الحالات وضمن المجتمعات الضيقة لابد من اخذ هذه الفكرة بعين الاعتبار والعمل عليها قبل الشروع في العمل. ولكن مع بداية تنفيذ المبادرة ووضوح العمل بدأ الموضوع في تحسن.. ووفي المراحل الأخيرة للمبادرة من تنظيف ودهن للحارة تغيرت النظرة تماماً بعد أن رأوا المتطوعين يعملون بجهد ليقدموا مكان جميل ونظيف لهم ولكل من يدخل هذه الحارة.


أما عن نشاطات المركز الأخرى  أوضح "سروجي" ان مركز مشروع شباب جرمانا يستهدف منذ عام 2009 الشباب من عمر 15 غلى 24 سنة والذين فقدوا فرصة التعليم بالدرجة الأولى، حيث يقدم التدريب المهني عن طريق مجموعة من الدورات المهنية والتعليمية التي تؤهل المتدرب للدخول إلى سوق العمل كما يخضع جميع طلابنا لدورة " مهارات الحياة" حيث يتعلمو فيها أن يعبروا عن أفكارهم وشخصياتهم ويقترحوا مبادرات مجتمعية ليتم تنفيذها. لذا فهم مجهزين فعلياً لفكرة المبادرات والتطوع، وفي الواقع دوماً نتفاجأ بهمتهم العالية وطاقتهم الكبيرة للعطاء.


وفي الختام شكر سروجي  جميع المتطوعين الذين ساهموا بنجاح هذه المبادرة  حيث كانت النتيجة إيجابية جداً فقد حققناً الأهداف المرجوة من المبادرة...علاوة على أن أغلب أهالي الحي أصبحوا متعاونين معنا بل ويساعدونا في الحفاظ على ما تم أنجازه...


ولعل أفضل النتائج التي حققناها هي زرع روح العطاء في المتطوعين الشباب وتعزيز شعورهم بالانتماء والمسؤولية تجاه مجتمعهم.


وسوف نحرص دائما على تخطيط  للمزيد من المبادرات الهادفة التي تترك أثرها في المجتمع ...ومع كل مبادرة تُقاوم نؤمن أن جميع من شارك بهذه المبادرة اليوم هو بقعة الضوء لبيئته ومجتمعه غداً وهذه هي رسالة منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=62282