وجهات نظر

مأزق نظام أردوغان يتعمق

وضاح عيسى


الاعلام تايم - صحيفة تشرين


قبل أن يحشر نفسه وحزبه «العدالة والتنمية» في زاوية ضيقة ورّط رئيس النظام التركي رجب أردوغان بلاده عبر سياساته الداخلية والخارجية الحمقاء بأزمات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية ومالية يصعب الخروج منها بلا أثمان باهظة، سيدفعها الشعب التركي الخاسر الأكبر فيها.


تركيا التي رفعت سابقاً شعار «تصفير المشكلات» مع محيطها الإقليمي أدخلها نظام «العدالة والتنمية» بقيادة أردوغان في نفق ضيق ومظلم وأوصلها إلى نقطة ليس من البساطة العودة عنها بلا خسائر كبيرة لم تكن تتوقعها يوماً، حيث وضعت سياسة أردوغان الرعناء تركيا في حيّز ضيق لا تحسد عليه كانت نتيجتها تصفير العلاقات مع محيطها الإقليمي وتعديه إلى أكثر دول العالم ولم يستثن منها أي دولة لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة معها إلا ما ندر وضمن حدود المراوغة الأردوغانية الضيقة.


لن ندخل في تفاصيل زج نظام أردوغان لتركيا في الحرب الإرهابية على سورية والتي يعلم القاصي والداني حجم تورط هذا النظام في دعم التنظيمات الإرهابية التي عاثت قتلاً بالشعب السوري وتدميراً لمقومات حياته، وسرقت ونهبت بنى بلاده الاقتصادية وآثارها وهربتها إلى تركيا، وكل ذلك برعاية وحماية نظام أردوغان بكل ما يترتب على ذلك من تبعات قانونية وأمنية وسياسية، كذلك لن ندخل بتفاصيل محاولة الانقلاب 2016 وتداعياتها المباشرة على معارضي نظام أردوغان الطاغي، والذي استغلها لتصفية خصومه وملاحقتهم وزجهم في السجون بلا محاكمات، وإن وجدت فهي صورية ولإطلاق الأحكام القاسية، فكان لملاحقات أردوغان لآلاف معارضي سياساته الخرقاء انعكاس واضح زاد من حجم الامتعاض والرفض الشعبي لكل سياساته الداخلية والخارجية.


وتيرة التصدع في تركيا اخترقت بنيان حزب أردوغان «العدالة والتنمية»، وهو ما أفرزته نتائج الانتخابات المحلية أواخر آذار الماضي، حيث فقد الحزب الحاكم كبرى البلديات بعد هيمنته عليها على مدى أكثر من عقد ونصف العقد، وتلقى على إثرها صفعة كبيرة بخسارته المذلة أمام مرشح المعارضة، في مؤشر على بداية أفول «العدالة والتنمية» ومن بعده نظام أردوغان على خلفية الاستقالات المتواترة في قيادات حزبه المتململة من سياسته التي أدخلت تركيا في أزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية وأمنية غير مسبوقة.


ما أفرزته نتائج الانتخابات المحلية يكفي لمعرفة مدى اتساع دائرة الامتعاض التركي من نظام أردوغان وسياساته الداخلية والخارجية التي أرهقت كاهل الشعب التركي الذي قال كلمته الرافضة لسياسات أردوغان التعسفية، فهل نشهد أفول نظامه إلى غير رجعة؟.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=62263