الحدث السياسي

الجعفري .. دعم الحوار في سورية هو الحل للأزمة


أكد مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة للاستماع أمس  أن الجميع بات الآن يعرف أن هناك عصابات مسلحة إرهابية تقاتل في سورية وبعضها مدرج على قوائم الإرهاب في مجلس الأمن كـ /داعش والقاعدة/ ورغم ذلك غابت كلمة الارهاب عن توصيف المشهد السوري في كلمتي المبعوث الخاص للأمم المتحدة الاخضر الابراهيمي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون إضافة إلى غياب وجود أي كلمة أو إشارة أو تلميح في كلمتيهما لوجود أبعاد تدخلية عربية وإقليمية ودولية بالأزمة في سورية وهذه مسألة أضحى يعرفها القاصي والداني ويحدث فيها الإعلام أكثر بكثير من السياسيين..
وقال  الجعفري: ورد في الكلمتين تعابير مثل /الحكومة السورية والأطراف المعارضة وأحيانا /الحكومة السورية والجماعات المعارضة المسلحة/ ولكن لم نسمع شيئا عن جبهة النصرة والقاعدة وداعش والجبهة الإسلاموية وليس الإسلامية التي أنشأتها ومولتها المخابرات السعودية.. وهذا الأمر معروف للجميع.
وأضاف"استمعنا إلى أن كل ما يجري في سورية هو عبارة عن /معارضة/ وأحيانا /معارضة مسلحة/ ولكن لا يوجد إرهاب في سورية على الإطلاق.. هناك حكومة تقتل شعبها وتذبح الناس.. لا يوجد إرهاب قادم إلى سورية من 83 دولة عبر حدود مفتوحة في الشمال مع تركيا وفي الجنوب والشرق والغرب.. لا.. هذه الصورة وهم .. لا.. يوجد إرهاب في سورية والحدود مفتوحة للإرهاب.. هذا كلام هوائي مزاجي لا أساس له من الصحة".
وتابع  الجعفري: "حتى كلمة المصالحة الوطنية شكك بها الإبراهيمي في حديثه والتي هي جزء أساسي في مشروع جدول الأعمال الذي طرحه بجنيف في النقطة الرابعة ووافقنا على المشروع وعلى هذه النقطة تحديدا.. بالرغم من أن تجربة المصالحة الوطنية نجحت في كل مكان من العالم فلماذا لا تنجح في سورية.. ما هو السبب.. لماذا التشكيك بهذه التجربة.. إذا كان هدفها وقف سفك الدماء وإعادة استتباب الأمن في البلاد".
وقال: "تحدث المبعوث الخاص عن أن الوضع الاقتصادي كارثي وهذا الكلام صحيح لكنه لم يقل لماذا هو كارثي.. لم يذكر شيئا عن العقوبات التي تسمى بلغة الأمم المتحدة الإجراءات القسرية /أحادية الجانب/ والتي نصوت جميعنا كل سنة في الجمعية العامة في مشروعي قرارين ولم يذكر كلمة عن ذلك.. علما بأن الجميع يعرف أن الاجراءات القسرية أحادية الجانب أولا غير قانونية وثانيا ظالمة وثالثا لا تتسق مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية دعت منذ بداية الأزمة إلى حل سياسي سوري لما يجري في البلاد ولم تقتصر هذه الدعوة على الأقوال بل اقترنت بأفعال حقيقية تمثلت منذ الأشهر الأولى للأزمة بتنظيم جولات حوار شعبي والقيام بلقاءات مع أطياف المجتمع السوري المختلفة بهدف الاستجابة للمطالب الإصلاحية المشروعة وتجاوبت مع البعد العربي المتمثل بمبادرة جامعة الدول العربية آنذاك عندما كان يوجد شيء اسمه جامعة الدول العربية علاوة على تعاملها الإيجابي مع جميع المبادرات السياسية الصادقة لحل الأزمة سلميا بما في ذلك مبادرات الأمم المتحدة وذلك بدءا ببعثة المراقبين مرورا بمهمة كوفي عنان وانتهاء بمهمة الأخضر الإبراهيمي التي نأمل أن تتوج بالنجاح
وقال الجعفري: "لقد مرت ثلاثة أعوام ونحن نرفع الصوت محذرين من خطر قيام بعض الدول المجاورة بفتح حدودها مع سورية أمام آلاف الإرهابيين والمرتزقة الأجانب علاوة على تمرير كل أنواع الدعم المادي واللوجستي من مساعدات قاتلة وغير قاتلة للمجموعات الإرهابية وقد لزم الأمر ما يسمى المجتمع الدولي أكثر من ثلاثة أعوام لإدراك خطورة هذا النهج حتى أن الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة قد احتاج أيضا لثلاثة أعوام لكي يشير في تصريحاته إلى أن الإرهاب في سورية موجود وقد قال هذا أول أمس لأول مرة.. والناطق الرسمي نائم ولا يعرف بوجود إرهاب في سورية".

وأشار الى  أن إصدار السعودية لتشريعات أو قوانين حول الإرهاب لن يعفيها من مسؤولية ما اقترفت يداها من دعم وتمويل ورعاية للإرهابيين في سورية كما أن دعوة آلاف الإرهابيين السعوديين للعودة إلى بلادهم لن تغسل دماء السوريين التي لا تزال أيدي هؤلاء الإرهابيين ملطخة بها كما أن هؤلاء الإرهابيين الذين عاثوا في سورية دمارا وإرهابا لا يمكن أن يبقوا من دون محاسبة وأن يعيشوا وكأنهم لم يفعلوا شيئا لمجرد استجابتهم لهكذا دعوة مراوغة يحاول من ورائها النظام السعودي تغطية دعمه للإرهاب في سورية.
وقال: "لقد شهد العالم بأسره صامتا الدور الذي قامت وتقوم به قطر في نشر الارهاب والتطرف في سورية وفي المنطقة عموما وكنا فضحنا هذا الدور مرارا إلا أن هذه المنظمة الدولية آلت على نفسها إلا أن تصم آذانها عن كل ما قلناه وها نحن اليوم نشهد وصول بعض آثار الدور القطري إلى شركائها في دعم وتمويل الإرهاب في سورية حيث لم توفر قطر حتى جيرانها من دول الخليج وعلى رأسهم السعودية نفسها".
وأوضح الجعفري أن قيام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بزيارة المصابين من الإرهابيين بما في ذلك أولئك المرتبطون بالقاعدة ممن تتم معالجتهم في المشافي الإسرائيلية ليصار إلى إعادتهم إلى منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل كي يتابعوا نشاطاتهم الإرهابية هناك في انتهاك فظ وفاضح لاتفاقية فصل القوات لعام 1974.. لم يسترع حتى اهتمام إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة.
وتابع: "لكن يبدو أن وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام لا يستمع لذلك ولا يتابع التلفزيون الإسرائيلي ولا يستمع لتقارير الجنرال سينغ قائد قوات الاندوف ولم تكتف إسرائيل بذلك بل قامت بانتهاك سافر وخطير للقانون الدولي بتاريخ 5-3-2014 عندما قصفت مدرسة وجامعة في قرية الحميدية في الجولان السوري الأمر الذي يؤكد تورط قوات الاحتلال الإسرائيلي في دعم ومساندة المجموعات الإرهابية في منطقة الفصل ويفضح التنسيق القائم بينهما تماما كما تفعل السعودية وقطر".
وأضاف: "بينما رفض النظام التركي مؤخرا فتح المعبر الحدودي مع مدينة القامشلي أو السماح بإدخال مساعدات إنسانية عبره بحجة أن الحكومة السورية هي من يتحكم بهذا المعبر من الجانب السوري.. لم يجد هذا النظام غضاضة في تحويل الحدود السورية التركية الطويلة إلى مقر وممر لآلاف الإرهابيين والمرتزقة الأجانب وشحنات الأسلحة إلى سورية عبر الحدود فهل كان يحتاج حديثنا عن تهريب أسلحة ليبية إلى سورية عبر تركيا إلى كل هذا الوقت.. وهل كان الأمر يستحق صدور تقريرين عن لجنة مجلس الأمن المنشأة بموجب القرار 1973 لكي تصدق بعض الدول الأعضاء أن هذه المسألة خطيرة فعلا وأنها حقيقة واقعة لا يجب السكوت عنها.. وهل كان يجب انتظار أن يحدث في ليبيا ما يحدث اليوم كي يقر المجتمع الدولي أن هناك تهريبا للأسلحة من ليبيا إلى 14 دولة من بينها سورية".
وتسائل الجعفري :كيف يمكن بعد كل ما شهدناه ويشهده العالم من إرهاب في سورية أن تتم المساواة بين ضحية الإرهاب وبين مجموعات إرهابية مرتبطة بالقاعدة وجبهة النصرة وداعش.. وهي كلها مدرجة على قوائم إرهاب الأمم المتحدة سؤال وجهه للجميع".وذلك ردا على استمرار صدور بيانات من البعض تطالب ما يسمونه كل الأطراف في سورية بالالتزام بعدد من القضايا
وقال الجعفري "لقد تعامل وفد الجمهورية العربية السورية إلى مؤتمر جنيف 2 بمنتهى الجدية والحرفية خلال أعمال المؤتمر وما تلاه من محادثات مسترشدا بالمصالح الوطنية لسورية وشعبها فقط.. بوصلتنا هي مصالح شعبنا.. كما قدم الوفد العديد من المبادرات وأوراق العمل التي تصب في هذا الإطار ذكر منها الإبراهيمي ورقة واحدة فقط لكننا قدمنا 4 أوراق رفضها الطرف الآخر".
وأوضح الجعفري "شدد وفدنا على ضرورة مكافحة الإرهاب الذي يضرب سورية وشعبها من دون تمييز كأولوية ضرورية لأي حل سياسي سلمي يقرره السوريون أنفسهم.. إن صوابية طرحنا هذا دفعت الإبراهيمي إلى ترجمة هذا الأمر في مشروع جدول الأعمال الذي اقترحه هو في آخر يوم من الجولة الثانية لمؤتمر جنيف 2 وهو الجدول الذي وافقنا عليه فورا وذلك على الرغم من معارضة بعض الأطراف المنخرطة في أجندات مشبوهة لمسألة مناقشة بند الإرهاب".
وتابع الجعفري "إن الطرف الآخر مطالب بتحديد موقفه من مقترح مشروع جدول الأعمال هذا كما أنه مطالب بتحديد موقفه من الإرهاب الذي يضرب سورية ومن الدول التي تدعمه والتي باتت معروفة للقاصي والداني".
وأضاف الجعفري "إن قراءة الإبراهيمي لموقف الحكومة السورية هي ذاتية جدا عندما يقول إن الوفد كان يركز فقط وحصرا على مناقشة مكافحة الإرهاب وإنه لم يكن يريد الانخراط فعلا في مسألة الحكومة الانتقالية.. وأنا هنا بعد أن قلت هذا الكلام للإبراهيمي في جنيف مرارا وتكرارا أعيد التأكيد عليه أمامكم جميعا بأن وفد حكومة الجمهورية العربية السورية جاهز لمناقشة كل بنود مشروع جدول الأعمال الذي اقترحه الابراهيمي بدءا بإنهاء العنف ومكافحة الارهاب".
وقال الجعفري: "هذا هو موقفنا الرسمي.. لماذا مكافحة الإرهاب.. لأن الإرهاب سبب بلاء ومصائب الشعب السوري كل يوم لأن الآلاف سقطوا بفعل هذا الإرهاب ولأنه أضحى للأسف قصة معروفة للجميع في سورية لأن دولة ما ونظاما ما وحكومة ما اعتقد أن اسمها نظام قطر خالف قرار مجلس الأمن رقم 2133 القاضي بمنع دفع الفدية للإجرام والإرهاب حيث قام هذا النظام مؤخرا بدفع ملايين الدولارات لـ جبهة النصرة التي خطفت الراهبات في يبرود ولكن لم يتحدث أحد عن هذا الموضوع.. وكأن هذا الأمر يحدث على كوكب المشتري".
وقال الجعفري "إن المطلوب اليوم ليس إملاءات خارجية أو تهديدات أو تشهيرا بمواقف الحكومة السورية الوطنية او تعام عن الإرهاب والدول التي تقف خلفه بل المطلوب دعم حقيقي لحوار سوري وطني يحفظ البلد من الإرهاب والعنف ويحقق استقرار وازدهار سورية ويساعد السوريين على بناء سورية التي تتسع لجميع أبنائها.
وناشد الجعفري في ختام بيانه المبعوث الخاص أن يقتصر في إحاطاته القادمة على مضمون ولايته وأن لا يتدخل في الشأن السوري الداخلي الذي هو من صميم سلطات الشعب السوري فقط وليس أي مبعوث آخر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=6204