وجهات نظر

ماذا في جعبة بيدرسون؟

أحمد الصوان


الاعلام_تايم _ تشرين

يبدأ السيد غيرد بيدرسون المبعوث الأممي الخاص إلى سورية «اليوم» زيارة لدمشق تتعلق بكل الأجواء والمناخات التي توفرت لديه في سعيه من أجل إنجاح تشكيلة لجنة مناقشة الدستور الحالي ومن أجل تبادل الرأي والمشورة والتنسيق مع دمشق بشأن مهمته حول الحل السياسي للأزمة في سورية.


وهذه الزيارة لدمشق كانت قد سبقتها زيارة بيدرسون لموسكو وإحاطة كان قد تقدم بها إلى مجلس الأمن الدولي، ولما كانت سورية في الأساس حريصة كل الحرص على تقديم المساعدة للمبعوثين الأمميين، فإنها لن تبخل بتسهيل مهمة بيدرسون ما دامت تستند إلى حل سوري– سوري وبقيادة سورية وإلى الآن يحافظ المبعوث الأممي على مهمته كميسر للعملية السياسية، وألا يكون طرفاً فيها أو معسراً لها.


نقول ذلك من أجل أن تمضي العملية السياسية وفق القرار الدولي 2254، وهو ما نص على ضرورة ضمان وحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية، واستقلالها بعيداً وبالمطلق عن الأجندات الخارجية أو الشروط المسبقة، والنقطة المركزية في مهمة بيدرسون تتمثل بسؤال أساسي هو: ماذا يحمل في جعبته هذه المرة؟! وتكمن كأرضية ومنطلق من ضرورة استيعابه وإدراكه لكل التجارب التي مر فيها المبعوثون الأمميون السابقون، وبشكل خاص تجربة ودروس سلفه دي مستورا، حين أراد أن يكون طرفاً وليس ميسراً للحل المطلوب سورياً ووفق الرؤية الوطنية ومقومات وثوابت هذا الحل وتحت سقف الوطن والقرار الوطني السوري السيادي المستقل، ورسم خريطة المستقبل بإرادة السوريين دون غيرهم، وبعيداً عن المشاريع التي تهدد الشعب والجغرافيا الوطنية، وبعيداً أيضاً عن التدخلات في مرحلة تحقيق الحل وإنجازه، ومن دون الفصل التعسفي بين مكونات الشعب السوري ووحدته، والمضي في نهج أولوية مكافحة الإرهاب على أساس أن القضاء على هذا الإرهاب والانتصار الوطني السوري الشامل والكامل هو الأرضية الصلبة والقاعدة الثابتة لتحقيق الحل السياسي، لأنه لا انتصار لسوري على سوري، بل هو انتصار لكل سورية على كل من قبل أن يكون أداة هذه الحرب الظالمة والوحشية ووضع من نفسه وقوداً لحرب الإرهابيين على سورية الشعب والدولة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=62007