الاعلام تايم _ مارلين كوركيس

إن أكثر مراحل حياة الإنسان التي تحتاج إلى رعاية هي مرحلة الشيخوخة، إذ يعود الإنسان ضعيفاً، بحاجة إلى رعاية من جميع النواحي: النفسية، والجسدية، والغذائية، والصحية. وبسبب أهمية هذه المرحلة العمرية عند الإنسان، فقد تخصصت الكثير من الجمعيات الأهلية برعاية المسنين، كما أن القوانين الدولية أولت العناية بالمسنين أهمية كبيرة.

وانطلاقا من هذا تسعى الجمعيات الأهلية في مختلف مناطق القطر إلى التركيز على إقامة جلسات توعوية  بعنوان “الحاجات النفسية والاجتماعية للمسنين”، وذلك تحت إشراف العديد من الأخصائيين في هذا المجال .

الأخصائية النفسية ليلى غرز الدين قالت: ان "مرحلة الشيخوخة " بالتعريف النفسي ليست مجرد عملية تتم فيها تغيرات جسدية نتيجة التقدم بالعمر وحسب وإنما هي عملية تتخللها تغيرات سلوكية سواء من حيث رؤية الشخص المسن للعالم من حوله وفي أغلب الأحيان تطرأ هذه التغيرات نتيجة التجارب السابقة والتراكمات الحياتية التي يكون قد مر بها الشخص في حياته فمرحلة الشيخوخة ليست مشكلة وظيفية وحسب بل هي مشكلة في تغير اتجاهات العالم من حولنا ونظرة المحيط إلى هذا الشخص المسن .

وعن الاحتياجات النفسية والفيزيولوجية للمسنين أكدت "غرز الدين " على أهمية إشباع الاحتياجات العاطفية والاجتماعية لديهم وأن لا نقوم بسلبهم كل المسؤوليات التي كانت ملقاة على عاتقهم لان هذا سوف يشعرهم بالضعف والعجز كما يجب علينا أن نشاركهم في اتخاذ القرارات وتبادل الأراء معهم لأن هذا سوف يشعرهم بالأهمية وأنهم لايزالون فعالين في الحياة والمجتمع .

وتابعت الأخصائية عن أهمية التحضير لمرحلة الشيخوخة مسبقا سواء من خلال تحسين الصحة الجسدية والنفسية لهم بشكل مسبق وتأمين البيئة التي تدعم رفاهيتهم وتتيح لهم اختبار أنماطِ حياةٍ صحية متكاملة أو من حيث شغل أوقات فراغهم بما يمتع ويسلي ويتيح لهم التعبير عن مشاعرهم بكل حرية وصراحة، وبالتالي العيش بأمان مع أنفسهم ومع محيطهم بعيداً عن الهموم والضغوط النفسية.

فالشخص المسن يحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين، ولابدّ لنا أن نكون أهلاً لذلك حتى لا نشعرهم بضعفهم وقلة حيلتهم، فأنا اليوم قوي لكن لا بدّ من يوم يأتي أحتاج فيه من يساعدني ويساندني في ضعفي هذا.