تحقيقات وتقارير

عطر التراث السوري "الوردة الشامية".. رسالة سلام للعالم من "المراح"بريف دمشق



الإعلام تايم – خيرية أحمد

بمشاركة شعبية ورسمية واسعة انطلقت فعاليات مهرجان الوردة الشامية في قرية المراح بمحافظة ريف دمشق، وذلك بالتعاون بين محافظة ريف دمشق والأمانة السورية للتنمية ووفق شعار "عبق من سورية إلى الإنسانية".


أهالي القرية أشاروا إلى أن المهرجان يقام كل سنة ويعد طقساً اجتماعياً يبعث الفرح والسرور لأنه مصدر الرزق والموروث الاجتماعي القديم الذي يميز قريتهم، ففي المهرجان تعم الأهازيج والدبكات والرقصات الشعبية.


شيرين نداف من برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية، الجهات الداعمة لزراعة الوردة الشامية أكدت لموقع "الإعلام تايم" أن البرنامج عمل على إعداد ملف الوردة الشامية وكل ما يرتبط بها من ممارسات وطقوس لترشيحها على قوائم التراث الإنساني العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو".

 

 

وعن تجربة زراعة الوردة الشامية، ذكر المزارع محمد أحمد من قرية معرة الصليب بمصياف: "إن تجربة زراعة الوردة بدأت بحدائق البيوت من ثم زراعة المشاتل بعدها زرع 10 دونمات، وبدأت أعطي المزارعين في القرى المجاورة "شتلات" من أجل التشجيع على زراعة الوردة، حيث وصلت زراعة هذه الوردة إلى 15 قرية في المنطقة، وانطلقت بالتجربة لأهميتها الاقتصادية وإنتاج الزهور وتقطير "ماء الورد" و"شراب الورد" و"الزهورات" الشامية المعروفة"، لافتاً إلى أهمية استخراج زيت أو دهن الوردة الشامية لما له من فوائد، مشيراً إلى أن بداية قطاف الوردة من 25 نيسان لـ 25 أيار.


ومن أجل إحياء زراعة الوردة الشامية أبدى المزارع إعطاء المزارعين البذور بأسعار تشجيعية، وذلك لزيادة رقعة زراعة الوردة وبالتالي تصديرها لدول العالم فهي رسالة سلام ومحبة لجميع أنحاء العالم، وهي تراث سوري.

 


رافد العلي مشرف برنامج مشروعي بمحافظتي حمص وحماة التابع للأمانة السورية للتنمية، ذكر أن البرنامج يشجع المزارعين من خلال تقديم السلف عبر اللجان المحلية،  ونعمل على توسع أفق الناس حول زراعة الوردة الشامية وربطها بآليات الانتاج وفق المناخ، بالاضافة إلى زيادة التشبيك مع الشركات والجهات الفاعلة ضمن مناطق التواجد حتى تزيد فرصة دعم المستفيدين، ونسعى للتكامل بيننا وبينهم لتحقيق الاستدامة وهذا يخص كل المشاريع المقامة وذلك بقراءة الواقع ووضع خطة بشكل جيد لترجمة الرؤية على إجراءات في الارض في المحافظة والمحافظات الاخرى لنمو الاقتصاد بالبلد، ويتم العمل على الاهتمام بالنباتات الطبية والثروة الحيوانية.

 


معن الرياني منسق برنامج مشروعي في قطاع مصياف، من خلال البرنامج يتم طرح فكرة زراعة الوردة وتقديم السلف وقيمة السلفة 200 ألف، وساعدت الأمانة في تأمين سوق التصريف للمنتج، ولفت إلى أن البرنامج يساعد في تأمين مشاريع اقتصادي تحقق دخل للمستفيدين.


منسق برنامج مشروع في حمص نضال يوسف تحدث عن أهمية التواجد في المهرجان بقرية المراح، لنقل تجربة زراعة الوردة الشامية إلى قطاع حمص كونها بيئة مناسبة، وذلك ضمن دراسة للبيئة ولإنتاج كمية من العطور، وسنعمل على التشجيع بتبيان كمية الانتاج والمردود من الانتاج للمزارعين، وأشار إلى أنه في حمص يتم زراعة الفستق الحلبي والكرمة.


الدكتور شادي الخطيب رئيس الجمعية السورية للأعشاب الطبية، أوضح لموقع "الإعلام تايم" أن الوردة الشامية ذكرت في الملاحم الإغريقية القديمة، ولقبت بملكة الأزهار، وذكرها شكسبير كمثال عن الجمال، أبدع في وصفها نزار قباني، حيث أنها تنتمي إلى الفصيلة الوردية والتي تحتوي على أكثر من 200 نوع و 18000 صنف حول العالم لكنها تصنف عالمياً بأنها من أفضل الأنواع في العالم وملكة الزهور، وذكرت في كل المراجع العالمية باسم الوردة الدمشقية "داماسك روز".


فوائد طبية
استخدمت تقليديا في العلاجات الشعبية السورية عبر العصور لعلاج السعال والمشكلات الصدرية، وآلام البطن، كما استخدمت كمهدئة للأعصاب، ولتقوية القلب، ولتخفيف نزيف الدورة الشهرية، ومشاكل الجهاز الهضمي والإمساك، وقد تم علمياً تأكيد العديد من الخصائص الطبية لمستحضرات الوردة الدمشقية في أهم الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية، منها الأثر المضاد للجراثيم والفطور والأثر المضاد للأكسدة والأثر المسكن للألم والفعالية المضادة للالتهابات والتأثير المضاد للسكري من النمط الثاني غير المعتمد على الأنسولين، والفعالية المضادة للاكتئاب، وفي المرجع الدوائي النباتي مثبت استخدامها لعلاج التهابات الفم والبلعوم أيضاً، وتم تحضير عديد من الأشكال الصيدلانية الحديثة سواء الدوائية كـ"شراب" وخلاصات وكريمات أو التجميلية كحمرة شفاه وأساس مكياج ومزيل مكياج وحمرة خدود، بالإضافة للعطور الفاخرة، والبحث لا يزال مستمراً لابتكار أدوية وصيغ صيدلانية جديدة معتمدة على الوردة الدمشقية، سفيرة سورية للعالم.


تنتشر زراعة الورة الشامية في طرطوس والسلمية ومصياف الغاب وواي العيون، وحارم وجبل الشيخ والقلمون، وتبلغ إجمالي المساحة المزروعة بالوردة الشامية في محافظة ريف دمشق 265 هكتاراً موزعة في قرى المراح والسحل وقارة، ويتراوح إنتاج هذا العام من الوردة الشامية بين 30 و35 طناً علماً أن سعر الكيلوغرام من الوردة بين 6 و8 آلاف ليرة سورية للمجفف وبين 2000 و 2500  ليرة للأخضر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=61585