من بلدي

قرية القرندح.. عرش جبال الساحل السوري


الاعلام تايم - هيفاء ابراهيم

 

عرش جبال الساحل السوري وتعانق الغيوم التي لا تبخل عليها بالأمطار تارةً وبالثلوج تارةً أخرى، البعض يعتبرها همزة الوصل بين السماء والأرض والبعض الآخر يقول إنها حارس الساحل والداخل.. إنها قرية القرندح التابعة لمحافظة اللاذقية  أعلى نقطة بين الجبال المحيطة بها وأبعد نقطة عن "جبلة" قبل الوصول إلى "حماة".


هجرت قبل أن يأتي الأجداد ويسكنوا فيها مؤخراً ويؤسسوا قريةً تنحدر من 3 جذور (حسين العيسى، كهنا صالح ديوب، وسوف أبو عجيب)، وقد سكنوا في منطقة تسمى الآن "الضيعة" وقد كانت عبارة عن مجموعة من البيوت الترابية المتلاصقة ومازالت آثارها موجودة حتى الآن، ويوجد بداخلها طاقة (طويقة) يتم التواصل من خلالها بين السكان، وداخل كل منزل كان يوجد "عرزال" مصنوع من نبات (السترك) ومجدول بطريقة الجدل، والى جانب منطقة السكن يوجد جب ماء يعرف باسم "جب الجاموس" ويرجح أن تسميته تعود إلى أنه كان مورد الماء الخاص بسقاية الجواميس التي كانت تربيتها رائجة في القرية، هذه التفاصيل يصل عمرها إلى حوالي 200 عام تقريباً.



مختار القرية "باسم فياض ديوب" تحدث عن القرية قائلاً :لقد استخدم أجدادنا "الجواميس" لحراثة الأرض وربوا إلى جانبها الماعز والأغنام والطيور وما إلى ذلك من الحيوانات ذات الفائدة، ومازالت تربيتها رائجة حتى يومنا هذا، وهي تكفي الاستهلاك المحلي حتى إنهم في الماضي كانوا يقايضون منتجاتهم بالحاجيات التي يريدون شراءها من أقمشة أو أدوات أو زينة وما إلى ذلك حيث كان البائع الجوال يزور القرية ويبادل رطل كذا برطل كذا وما إلى ذلك".

 

سبب تسمية القرية يجهلها الكثيرون ولا توجد رواية دقيقة وعلمية لمعنى الاسم، حيث يقال إنه في زمن الاحتلال الفرنسي كانت القرية مكاناً للترندح (الراحة) فسميت "الترندح" ومع مرور الزمن حوِّل الاسم وأصبح "القرندح"، وهناك من يقول إن اسمها يعني القساوة والألم.

 

 

                                                                                         

الرواية الأولى لمعنى الاسم يتفق عليها معظم أهالي القرية التي عانت من الاحتلال الفرنسي وشهدت معارك وأحرقت مرات عدة وقدمت الشهداء والجرحى، ويوجد فيها منطقة تسمى "جورة المزاحميني" وهي المنطقة التي كانت تشهد معارك بين الثوار المدافعين عن ارض الوطن والمحتل والفرنسي.

 


وتقسم  القرية إلى مجموعة من المناطق منها ما يسمى جورة ومنها ما يسمى جوبة (والجوبة عبارة عن أرض محاطة بالجبال من 4 اتجاهات) "جوبة الجمال" وقد كانت مكاناً لرعي الجمال وتواجدها سابقاً وفيها نبع ماء بارد صيفاً شتاءً، "جوبة التوت" وتنتشر فيها أشجار التوت، جورة السهام (وهي ملك جماعي لكل حصة فيها لذلك سميت جورة السهام)، جورة البحاص، جورة المرابة وكلها أشجار مراب.

 

                                                                                   
وتشتهر قرية "القرندح" بسهرات الشعر والزجل على أنغام الربابة وقد كانت سهرات رائعة جداً وتشهد منافسات شديدة وكان الشعراء يأتون للمشاركة من أماكن بعيدة ومن داخل القرية منهم "اسكندر خضور، ديوب عربان، أحمد سلوم"».

                                                                                  

كما أن بعد القرية عن جبلة وارتفاعها عن سطح البحر يجعل سكانها يعانون بعض الشي من التواصل مع العالم الخارجي المحيط بها حيث تغمرها الثلوج لفترات طويلة في فصل الشتاء، ولا يوجد وسيلة نقل عامة تصل إلى القرية لنقل الركاب حيث عليهم الذهاب إلى القرى الأقرب حتى يتسنى لهم أن يستقلوا وسيلة نقل، لكن السياح المحليين يزورون القرية ويستمتعون بطبيعتها.

 

عدد سكانها لايتجاوز 1000 نسمة، ويحدها قرية "السنيبلة" غرباً و"سهل الغاب" شرقاً وهي آخر قرية في محافظة اللاذقية (منطقة جبلة) قبل "حماة"، ارتفاعها 1075م وتغطيها الثلوج شتاءً وفيها محطة بث إذاعة وتلفزيون، وتبعد حوالي 40 كم عن مدينة "جبلة".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=34&id=60914