مجتمع

الخوارق الطبيعية وتفسيراتها في ثقافي جرمانا


الاعلام تايم _ مارلين كوركيس


اعتبر رئيس الجمعية الكونية السورية الدكتور فايز فوق العادة أن تفسيرات "الخوارق الطبيعية" ترتكز على المرجعيات المعرفية المتوافرة للعقل البشري، مؤكداً أن تغير تلك التفسيرات تأتي من تطورالمعطيات المعرفية المرتبطة بالقفزات العلمية المتسارعة لاسيما ما نشهده في العقود الأخيرة من عمر البشرية .


وبدعوة من تجمع المرأة في ثقافي جرمانا ألقى فوق العادة محاضرة بعنوان " الخوارق الطبيعية وتفسيراتها " عن النظرية الكوانتية التي ظهرت عام 1894مع العالم الألماني ماكس بلانك الذي درس الإشعاعات المنبعثة من الأجسام السوداء. في ذلك الوقت كانت لا تزال الفكرة سائدة أن الطاقات المنبعثة من الأجسام تخرج باستمرار وتتواصل ؛ لكن بلانك أثبت أن تلك الطاقات تنبعث من الأجسام في شكل وحدات بكميات معينة. فعند تسخين أي جسم تنطلق منه طاقة في شكل ضوء وحرارة.


ورأى أن إنجازات علمية كثيرة بُنيت على النظرية الكوانتية ولاسيما في عالم الإلكترونيات والحواسب بمختلف أنواعها ووظائفها.


وأكد فوق العادة أنه خلال قرن مضى تمكنت نظريتا النسبية "والكم "من إبهارنا بعدد غير محدود من النتائج هي الأدق في تاريخ العلم، تُعلمنا النسبية عن الثقوب السوداء، وموجات الجاذبية، وانحناء "الزمكان"، واختلافات وجهات نظر الراصدين..


وعن ظاهرة الثقوب السوداء أوضح "فوق العادة "ذلك من خلال مثال : لنفترض أنك تود أن تتخلص نهائيا، لسبب ما، من صورة قديمة، سوف تقوم ربما بتقطيعها وإلقائها في سلة المهملات، رغم ذلك لا يزال بإمكاني -نظريا- أن أعيد تجميعها مرة أخرى، هنا سوف تود ربما حرقها بالنار لتتخلص منها نهائيا، لكن الفيزياء ما زالت تمتلك القدرة -نظريا- على إعادتها مرة أخرى، ببساطة لأن كل ما حدث هو أن الصورة تحولت لشيء آخر ولم تُحذف بعد من الوجود، أما في الثقوب السوداء فالأمر يختلف؛ حيث إن الطاقة الخارجة من الثقب أثناء تبخره لا تعبر عما سقط بداخله، دعنا في تلك النقطة نتجاوز سبب ذلك وعلاقته بجسيمات افتراضية تنشأ عند أفق حدث الثقب الأسود؛ لنتساءل عن أسباب مشكلة ميكانيكا الكم في تلك النقطة.


ورأى أنه لا تزال تلك المفارقة، إلى هذا اليوم، هي مركز دراسة الكونيات والثقوب السوداء، ورغم ظهور العديد من الحلول لتلك المشكلة.


وختم فوق العادة : في النهاية، يبدو أن العلم يشبه ذلك الأفق البعيد للسماء حينما تنطبق على الأرض، فقط حينما تصل إلى هناك سوف تجد أن الأفق يبتعد لمسافة أكبر، ثم أكبر، ثم أكبر. حينما نتمكن من حل مشكلة ما كأن نتوصل إلى نظريتي النسبية والكم لكي نستطيع تحقيق وصف أفضل للكون على المستويات الكبيرة جدا والصغيرة جدا، تظهر تلك التناقضات لتفتح بابا لمشكلات جديدة تحتاج لحلول جديدة، ورغم أن الإجابات الجديدة تعطينا فرصة مختلفة للتعرف على الكون بشكل أعمق؛ لكن ذلك يطرح في المقابل تناقضات جديدة تحتاج أن نتأملها ونبذل في سبيلها بعض الوقت والجهد. العلم إذن -ربما- هو حالة بحث مستمر يعلمنا في كل مرة أن ما نعرفه بشكل أفضل إلى الآن.. هو مدى جهلنا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=60776