اقتصاد وأسواق

تقرير: تقلبات أسعار الدولار وسط عدم تدخل المصرف المركزي


الإعلام – خاص – سوزانا القطيش:

بدأ الدولار الأميركي عامه الجاري منخفضاً قياساً مع الفروقات التي مر بها في العام 2013، حيث سجل أول سعر صرف له مقابل الليرة السورية في البنك المركزي للشراء 142 ليرة والمبيع143 ليرة، وفي السوق السوداء 143 ليرة بحده الأدنى و144 ليرة بحده الأعلى.

وإستمر استقرار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في البنك المركزي والسوق السوداء، ثم إرتفع بشكل طفيف بتاريخ 8/1 مسجلاَ 146 ليرة للشراء، و147 للمبيع، وعاود صعوده بعد ذلك في السوق السوداء ليسجل 156 ليرة للشراء و 160 ليرة  للمبيع ، ثم بقي متأرجحاً بين 149- 145 ليرة للشراء، و150 – 156 ليرة للمبيع.

وعقد مصرف سورية المركزي بتاريخ 28 كانون الثاني اجتماعاً لمؤسسات الصرافة بهدف مناقشة وضع سعر الصرف وبيان وضع العرض والطلب على القطع الأجنبي.

حيث أكد حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة في محضر جلسة التدخلية التي عقدها المصرف والتي حصل موقع "الإعلام" على نسخة منها، إستمرار المصرف المركزي بسياسته الرامية للتدخل والحفاظ على سعر صرف الليرة السورية عند مستوياته التوازنية، وبيّن ميالة لشركات ومكاتب الصرافة أن جلسات التدخل التي يقوم المصرف المركزي مستمرة وليس هناك أية نوايا لإيقاف التدخل حيث أثبتت هذه السياسة نجاعتها في الحفاظ على استقرار سعر الصرف.

وأوضح ميالة أن المركزي مستمر بتمويل الطلب التجاري لتمويل المستوردات عن طريق المصارف وبشكل يومي الأمر الذي ينفي الحاجة إلى اللجوء إلى السوق السوداء لشراء القطع الأجنبي.

وبيّنت مؤسسات الصرافة أن هناك استقرار نوعي تشهده سوق القطع حالياً حيث أن عرض القطع الأجنبي والطلب عليه ضمن الحدود الطبيعية وأن أي تغيير حاصل في سعر الصرف هو طفرات استثنائية وفقاعات سعرية ليس لها أي أساس من الصحة الأمر الذي يبدو جلياً من خلال عودة السعر مباشرة إلى مستوياته التوازنية دون عتبة 150 ل.س للدولار.

 كما أكدت هذه الشركات أن السوق يشهد اتجاه هبوطي في سعر صرف الدولار وأن جميع التوقعات التي تسود السوق حالياً هي نحو هبوط سعر الصرف، وبالتالي فإن أية قفزات سعرية غير متوقعة نتيجة بعض الأحداث والتطورات السياسية أو الأمنية ستكون آنية حيث سيعاود سعر الصرف العودة مباشرة إلى مستوياته التوازنية دون مستوى 150  ل.س للدولار.

هذا و بدأ سعر صرف الدولار مقابل الليرة في شهر شباط مسجلاً 143ليرة للمبيع و144 ليرة للشراء في البنك المركزي، و 151 ليرة بحده الأدنى و152 ليرة بحده الأعلى في السوق السوداء، وعاود صعوده طول فترة الشهر ليسجل 155 ليرة للشراء و 156 ليرة للمبيع في السوق السوداء.

وبدأ سعر صرف الدولار في الشهر الحالي 155 ليرة للشراء و 156 ليرة للمبيع في السوق السوداء، ليسجل آخر سعر له 165 ليرة للشراء و157 ليرة للمبيع.

وأوضح الخبير و المحلل المالي د.محمد وائل حبش في تصريح خاص لموقع (الإعلام )، أن سبب عدم تدخل البنك المركزي في سعر الدولار الحالي بعد ارتفاعه 7 إلى 8 ليرات عن المستوى التوازني الذي حدد المصرف المركزي دون مستوى  150 ليرة، أن السعر تقريباً يعتبر بالنسبة للبنك المركزي متأرجح، وأن المركزي لن يتدخل بقوة إلا إذا تجاوز 160 ليرة للدولار الأمريكي في السوق السوداء.

وأضاف حبش أن المشكلة تكمن بالنسبة للمدخرين، فالتدخل القوي للبنك المركزي من الممكن أن يهبط بالدولار الأمريكي إلى 144 ليرة للدولار الأمريكي، وبالتالي يكون المواطن العادي الذي يقوم بتحويل مدخراته للدولار الأمريكي قد أصاب خسائر فورية و كبيرة، خاصة و أن المحفزات على صعود الدولار الأمريكي مازالت محدودة.

وعن سبب إرتفاعه بهذا الشكل الطفيف بعد استقراره لفترة تعتبر طويلة ، قال: إن "المضاربين و تجار العملة في السوق السوداء يعمدون كل فترة إلى هز السوق بهذه الآلية كمحاولة لجني أرباح سريعة، ريثما يقوم البنك المركزي بالتدخل و يعاود الدولار هبوطه من جديد، وهنا فعلياً الذي يجني الخسارة هو المواطن الذي يبادر بسرعة إلى استبدال الليرة السورية بالدولار منقاداً بالتأثير النفسي.

وأضاف حبش أنه بالفترة الماضية القريبة، كان المضاربون يعمدون إلى رفع سعر الدولار مقابل الليرة السورية بشكل تصاعدي و جنوني أكثر لحصد مزيد من الأرباح السريعة، ولكن التدخل المركزي المسـتمر إضافة إلى الإلتزام بتنفيذ قانون منع التداول بالدولار الأمريكي و جدية الجهات المعنية في القبض على المتلاعب بالليرة السورية جعل المضاربين أكثر حذراً في عملية المضاربة بالليرة السورية .

يشار إلى أن الجهات المختصة قامت بالتعاون مع مصرف سورية المركزي على بحملة أمنية على شركات ومؤسسات الصرافة العاملة في سورية والتي تضارب على الليرة السورية وتقوم بعمليات غير نظامية والتي كان أخرها أغلاق شركة "حنيفة للصرافة" بعد يوم واحد من إغلاق أكبر شركة للصرافة في سورية وهي شركة " العالمية للصرافة".

وأغلقت وزارة الداخلية السورية بالتعاون مع المصرف المركزي خلال الشهرين الأخيرين معظم شركات الصرافة المرخصة وغير المرخصة، وذلك بسبب ارتكابها لمخالفات وعملها غير المعلن في السوق السوداء بحسب البيانات المتتالية من الجهات الرسمية كان أخرها يوم أمس حين تم إغلاق شركة العالمية للصرافة "سحلول".

ويأتي قرار الإغلاق بسبب قيام الشركات بعمليات بيع غير شرعية بمبالغ تقدر بملايين اليورو والدولارات، وعمليات تحويل للخارج غير قانونية وفتح حسابات وأرصدة مشبوهة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=8&id=6068