الحدث السياسي

سورية تستقبل راهبات معلولا بعد أشهر من إختطافهن


وصلت راهبات معلولا الـ 16 اللواتي اللاتي كن مختطفات في مدينة يبرود منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، إلى نقطة جديدة يابوس السورية على الحدود مع لبنان.
وكانت عملية الافراج عن الراهبات تأخرت إلى منتصف ليل الاثنين حيث أكد اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني أن السبب وراء التأخير في الساعات الأخيرة هو بسبب "شد الحبال في اللحظات الأخيرة والتعقيدات التي جرى تجاوزها"، وأن الخاطفين حاولوا تغيير الاتفاق في اللحظات الأخيرة إلا أنه جرى تجاوز الأمر، مؤكداً الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه.
وتقدم اللواء ابراهيم بالشكر إلى السيد الرئيس بشار الأسد وقال: "أود أن أتقدم بالشكر إلى سيادة الرئيس بشار الأسد لتقديمه كل ما هو مطلوب لإتمام عملية إطلاق سراح الراهبات لأنه كان المسهل الأساسي للعملية ولولا التسهيلات التي قدمها لنا لما تمت هذه العملية التي تكللت بالنجاح".
وأضاف إبراهيم: "إن أهم العقبات التي واجهتنا هي تغيير الشروط  باستمرار وتغيير أسلوب المفاوضات من قبل الخاطفين ولكن إصرارنا على إنهاء العملية هو الذي أدى إلى نجاحها".
مصدر أمني لبناني رفيع قال إن صفقة تحرير الراهبات تمت لقاء الإفراج عن حوالي 150 سجينة سورية وبضمانة  اللواء إبراهيم، الذي اصطحب السجينات السوريات صباحاً من دمشق وبتن في عهدته.
في وقت عمت الاحتفالات الشعبية اجواء الإستقبال مع وصلول الراهبات فجر اليوم الإثنين إلى منطقة القصاع بدمشق. 
وأكد المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في تصريح له عند وصول الراهبات إلى القصاع أن سورية التي لا تعرف أي تفرقة بين مسلم ومسيحي مستهدفة بكنائسها ومساجدها وحضارتها من قبل مجموعات إرهابية مسلحة لا تعرف إلا القتل والتدمير.
وقدم المطران الخوري الشكر الجزيل إلى السيد الرئيس بشارالأسد "الذي لم تغب عن فكره أبداً قضية الراهبات حيث بذل جهوداً كبيرة من أجل تحريرهن وعودتهن إلى ديرهن".
وأعرب عدد من الراهبات المحررات عن شكرهن لكل من ساهم في تحريرهن وعلى رأسهم القيادة السورية وعن سعادتهن بالعودة إلى حضن الوطن.
وقالت الأم بلاجيا سياف رئيسة دير مار تقلا بعد وصول الراهبات الـ 13 والمدرسات الثلاث في الميتم التابع للدير إلى المعبر في تصريح للصحفيين: "أتوجه بالشكر الجزيل للسيد الرئيس بشار الأسد على الجهود التي بذلها من أجل إعادتنا إلى أهلنا وديرنا كما أشكر البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس واللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني على دورهما الفاعل وكل من ساهم في عودتنا إلى حضن الوطن".
من جهته اعتبر الشيخ الدكتور خضر شحرور مدير أوقاف ريف دمشق أن مشاركة رجال الدين الاسلامي في استقبال الراهبات تؤكد أن كل محاولات الارهابيين إفساد التعايش بين السوريين لن تفلح وأن هذه هي صورة سورية الحقيقية بكل أطيافها.
من ناحيته أشار الشيخ عبد السلام الحراش منسق ندوة العلماء المسلمين في عكار وشمال لبنان إلى أهمية اتخاذ موقف صارم في وجه الإرهاب لأن هؤلاء المتطرفين "ليسوا منا ولسنا منهم"، مباركاً للسوريين عودة الراهبات إلى الدير "لتعلو اصواتهن بالتسبيح وتتلاقى مع مآذن الشام وكل سورية.. إن الله أكبر على الإرهابيين وعلى إرهابهم وهم زائلون".
ودعت الأم فادية اللحام رئيسة دير مار يعقوب المقطع كل الخاطفين على امتداد سورية إلى العودة عما فعلوه وإعادة كل المختطفين الى احبائهم ليعم السلام في ربوع هذا البلد وتعود إلينا المحبة والوئام في بلد الحضارة والتعددية.
وكانت مجموعات إرهابية مسلحة قامت في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الماضي باقتحام دير مار تقلا في بلدة معلولا الاثرية بريف دمشق والميتم التابع له واحتجزت رئيسة الدير الام بلاجيا سياف وعددا من الراهبات فيه وارتكبت أعمال تخريب في الدير قبل نقل الراهبات إلى جهة مجهولة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=5999