تحقيقات وتقارير

حرفيو دمشق للإعلام تايم: حاضنتنا في دمر تحمي موروثنا الحرفي


الإعلام تايم || طارق ابراهيم _ رنا الموالدي


حين تراهم في ورشهم، تكشف كم هم مميزون، حرفيو سورية، وخاصة الدمشقيون.. لم يستكينوا للحرب التي ضاعفت تكاليف الإنتاج وأضعفت أقنية التسويق وعطلت الكثير من الورش.. واقع تحدث عنه حرفيو دمشق، البداية كانت عند رئيس الاتحاد عصام الزيبق، الذي أشار الى تأسيس "حاضنة حرفية" في دمشق، اعتبرها المدير التنفيذي للحاضنة مشروعاً لخلق فرص عمل جديدة، الأولوية فيها لأسر الشهداء وجرحى الجيش، فيما رأى شيخ الكار عدنان تنبكجي أنها ستحمي حقوق الملكية الحرفية.


برنامج شامل تتخلله مجموعة من المعارض وورش العمل والبرامج التدريبية، في الحاضنة _ يقول الزيبق لموقع الإعلام تايم_ وتركز جميعها على الحرف اليدوية، وهي خطوة واعدة تجمع أكبر عدد من شيوخ الكار والحرفيين في مكان يحتفي بالحرف الإبداعية والفنية، إضافة إلى تعليم هذه الحرف لذوي المواهب لقاء رسوم بسيطة، موضحاً أنه سيتم منح رواتب للمدربين والمتدربين بالتوازي مع تضمين الحاضنة أسواقاً لبيع المنتجات، وستعمم التجربة على مختلف المحافظات، على أن تكون أولوية التسجيل والتعليم لجرحى الجيش وذوي الشهداء المعفون من الرسوم أساساً.


وكشف الزيبق عن رؤية مستقبلية واسعة لاستيعاب كل الحرفيين المنتجين، وفتح أسواق جديدة لتصريف منتجاتهم خاصة بعد عودة أكثر من 70% من المناطق الحرفية إلى العمل ناهيك عن الدعوات الموجهة للاتحاد للمشاركة بأكثر من 25 معرض هذا العام، ولعل أهمها (توقيع بروتوكول مع جمهورية أبخازيا من أجل تبادل الخبرات وإقامة معارض متبادلة، بيت سوري تراثي دائم في المعارض الأبخازية، وآخر أبخازي في المعارض السورية).


وعن الفائدة المرجوّة من الحاضنة يضيف الزيبق "الحاضنة ستشكل وسيلة تفاعلية وعملية تهدف إلى الحفاظ على الحرف التقليدية وواجهة للصناعات اليدوية وحفظها من خلال التعليم والتدريب، بالإضافة إلى نقل المعارف والمهارات إلى الأجيال لضمان استمرارها عبر برامج متخصصة تنظم على مدار 4 أعوام كحد أقصى، إلى جانب تنظيم معارض مشتركة لمختلف الحرف لتحقيق مبدأ التمازج ونقل المعارف للآخر وتحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال مساهمتها بشكل فعال في تنمية الموارد البشرية ودعم معدلات الدخل للحرفيين وتطوير إبداعاتهم من خلال إكسابهم الخبرة والمعلومات في مجال حرفهم.


لؤي شكو: سنعلم الأجيال قواعد الحرفة التراثية عبر شيوخ كارها
وخلال جولة للإعلام تايم كأول وسيلة إعلامية للاطلاع على واقع العمل والتحضيرات للافتتاح التقينا المدير التنفيذي لـ"الحاضنة" لؤي شكو، الذي أوضح أن الحرف التراثية، إحدى دلالات التراث الثقافي وشواهده في سورية.. صنعها الحرفي السوري القديم ليصنع أمجاداً وتاريخاً لوطنه، وينقل موروثه الحرفي إلى الأجيال القادمة فالناتج التراثي يبدأ بتحفة وينتهي بعد زمن بتحفة أثرية تحقق فوائد اقتصادية وسياحية وثقافية.


وأضاف شكو، أن فكرة إنشاء حاضنة دمشق الحرفية التي تبناها الاتحاد العام للحرفيين بالتعاون مع القيادة المركزية لحزب البعث، جاءت من حاجتنا للحفاظ على من تبقى من حرفيي المهن التراثية ووضع قواعد تعليم الحرف التراثية عبر شيوخ كارها وفق أصولها وفنونها للأجيال والعمل على إعداد السجلات اللازمة لتوثيق الحرف التقليدية السورية للمساهمة في صون تراث سورية التاريخي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية العامة والشاملة للدولة.

الهدف من الحاضنة يقول شكو: هو تبني مشاريع الحرفيين المبدعين من بداية الفكرة إلى مرحلة الانتاج والاستثمار من خلال دعمهم وتوفير المناخ المناسب لهم لتكون الحاضنة أحد أهم وأول المشاريع التنموية الحرفية لسوق العمل، إضافة إلى تقديم المساعدة في تسويق تلك الصناعات الحرفية التراثية وخلق فرص عمل جديدة للشباب الحرفي، خاصة من أبناء الشهداء و المصابين في الحرب كي يتمكنوا من تأمين أعمال تتناسب مع أوضاعهم الجديدة بعد الإصابة مما يساهم في تنويع مصادر الدخل القومي.


وكشف شكو عن جاهزية المشروع للافتتاح بالكامل خلال شهر عقب الانتهاء من توصيل المرافق الخدمية للحاضنة التي تتضمن مركز أبحاث لأكثر من 36 حرفة ومركز ثقافي، إضافة إلى المركز التجاري وهم الآن يقومون بإنهاء أعمال التشطيبات داخل الحاضنة استعداداً لانطلاق الحاضنة بأنشطتها المختلفة، داعياً إلى الاسراع بإصدار التشريعات اللازمة لمكتب شيوخ الكار أو الحواضن الحرفية لتسهيل الدعم الإداري والفني والمالي الذي يحقق الترابط والتكامل مع المشروعات والانجازات الحرفية القائمة.


وأكد المدير التنفيذي للحاضنة أن إقامة الحاضنات الحرفية المتخصصة هي باختصار آلية لتحقيق الاستثمار التراثي بتصنيع المنتج الدال على حضارات سورية القديمة، وإقامة المعارض الخارجية الدائمة والمؤقتة، وتسويق منتجات الحرف السورية محليا ودوليا، وإعداد السجل الوطني للتراث وشهادات الملكية التراثية والتصنيف الحرفي ما يحقق فرص عمل كبيرة لشرائح متنوعة في المجتمع السوري وإيجاد القواعد الناظمة لعودة الأيادي الماهرة المغتربة إلى بلدها، لاستثمار الطاقة البشرية والابداعية في شبابنا وتحفيزهم على العطاء والمشاركة في تنمية الوطن.


عدنان تنبكجي: سنحمي موروثنا الحرفي من السرقة والاندثار
شيخ كار الفنون اليدوية والتراثية عدنان تنبكجي أشار الى أن الحاضنة كمشروع تنموي يضم مئات الفنانين والحرفيين لإحياء التراث وتدريب أجيال جديدة من الشباب على شتى الحرف التراثية بقصد الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار كالموزاييك، والبروكار، والزجاج المعشق وغيرها من الحرف.


وأضاف تنبكجي "نحن كمجلس شيوخ الكار، هيئة تهتم بالإبداع والاختراع وتأخذ النخب من الحرفيين عبر الجمعيات الحرفية مهمتنا الأساسية أمام تحديات الحرب والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية دعم شريحة الحرفيين وورشهم للحفاظ على هذا الغنى والرصيد من الاندثار بتعليم الحرف لشرائح كثيرة أولها أبناء الشهداء وجرحى الجيش وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لخلق جيش اقتصادي كبير الجميع فيه منتج وليس مستهلكاً.


وفي إطار السعي لصون التراث ونقله للأجيال القادمة أردف تنبكجي "خصصنا في الحاضنة برنامج ثقافي كنقطة جذب للزوار للتعرف على تراث حرفي إنساني تتجلى إبداعاته في كل جزء وتفصيل، ليحرك الحدث ذكريات الكبار ويثقف الصغار ويطلعهم على تراثهم الأصيل في إطار تفاعلي يروي حكايات الأجداد في استغلال المواد الطبيعة وتحويلها إلى أدوات ورموز وصلت إلى العالمية.


وأشار تنبكجي الى أن الحصول على شهادة خبرة "شيخ الكار" تعتمد على الاحتراف والعمل المنفرد فمن الممكن أن يحصل عليها حرفي صغير العمر، ولا علاقة للقب بعدد سنين العمل.. المهم أن يكون شيخ الكار مبدعاً في اخترع فكرة جديدة، و فناناً ملماً بتفاصيل حرفته كاملة.


"الدمغة" أهم ما يؤرق الحرفي، يقول تنبكجي إن "خصوصية الحرف التراثية، تفرض أهمية حماية حقوق الملكية الحرفية التي أصبحت أكثر من ضرورة، لحماية المشغولات الحرفية من السرقة، مشيراً الى أن هناك منتوجات سورية تأتي من الخارج "مدمغة" وكأنها صنعت هناك، وقد أولى مجلس شيوخ الكار الموروث الثقافي أهمية، للحماية من التقليد بإصدار صك الملكية للحرف التقليدية المتميزة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=59882