الحدث السياسي

ثورة آذار... انجاز قومي و تكريس للديمقراطية


أتت رداً على الانفصال ولإعادة الاستقرار والحياة الديمقراطية إلى سورية بعد أن لجأ ممثلو فئات البرجوازية والإقطاع إلى الانقضاض على مكتسبات الوحدة، فكانت ثورة البعث في الثامن من آذار 1963الخطوة الكبيرة على طريق تكريس دور حزب الجماهير والكادحين في تولي مسؤلية البلاد وتصويب حركة التاريخ في المنطقة
أراد حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان له الدور الأساسي في تحقيق الوحدة السورية المصرية وإقامة الجمهورية العربية المتحدة، أراد من ثورته إعادة زمن الوحدة على أساس ديمقراطي  والدفاع عن المنجزات التقدمية التي تحققت خلال أيام الوحدة .
كان للبعثيين ولاسيما تنظيم الحزب داخل القوات المسلحة التي كان أحد أبرز قادتها القائد الخالد حافظ الأسد شرف الإقدام على القيام بالثورة.
واستقبلت الجماهير الشعبية العربية وقواها القومية والتقدمية  قيام ثورة آذار ونجاحها في إسقاط نظام الانفصال وعودة سورية إلى أداء دورها القومي الوحدوي التحرري  التقدمي بالفرح والترحيب والـتأييد
و شكلت ثورة الثامن من آذار 1963 نقطة تحول كبيرة وهامة في تاريخ سورية استلهمت قوتها واستمراريتها من روح النضال الجماهيري وأسست لمرحلة جديدة فرسخت سورية دولة تتمتع بقوة سياسية واقتصادية وطدت لاستقلالية قرارها السياسي والاقتصادي.‏
وأحدثت تغيرات جذرية، محققة انجازات واسعة في مختلف المجالات التنموية تجلت اثارها على الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية فعملت على تحقيق البناء والنماء وفق ما تتطلبه حاجات المجتمع حيث أقيمت العديد من المشروعات الزراعية والمصانع والمدارس والجامعات وشبكات الطرق والمشافي والخدمات الصحية إلى جانب العديد من الخدمات الأخرى التي دخلت كل بيت, إضافة إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني وذلك بتبنيها لشعار التعددية، وتشجيع المبادرة الفردية ودفع القطاع الخاص والقطاع المشترك ليحتلا مكاناً بارزاً في الاقتصاد الوطني إلى جانب القطاع العام الذي لم تألُ الدولة جهداً في تدعيمه وتحسين أدائه وتطوير الإدارة فيه ومنح إدارته المرونة الكاملة ليعمل وفق الأسس التجارية والاقتصادية السليمة
كما اكتسبت ثورة  آذار  في ظل التصحيح المبارك قوة وفعالية لكونها أرست دعائم الديمقراطية وأقامت الجبهة الوطنية التقدمية وأرست المؤسسات الديمقراطية والمنظمات الشعبية ما أكسب الثورة مشاركة شعبية واسعة حصنتها وطنياً وقومياً لكونها تعبيراً عن إرادة شعبية رسخت دعائم الوحدة الوطنية المتمسكة بالثوابت الوطنية والقومية.
واليوم تكتسب ثورة البعث فعالية جديدة باعتماد نهج التطوير والإصلاح وتفعيل دور المؤسسات والسعي نحو تحديث القوانين وتطوير العمل الإداري والاقتصادي بما يلبي احتياجات التنمية الشاملة ومتطلبات التطوير لدخول عالم المعاصرة والحداثة من أوسع أبوابه ولتصبح سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد مركزاً للإشعاع, وموضع احترام العالم وتقدير قوى الرأي فيه، والدولة الرائدة لكل المناضلين العرب ولتصبح سورية قوة إقليمية عربية يتعاظم دورها يوماً بعد يوم، وعصية على أعدائها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=5909