الاعلام تايم || خاص
مفاجأة من الصنف الثقيل حتى إرهاق من يحاول التحمّل والاستيعاب..فجّرها شاهد عيان لمجريات تفخيخ الأغذية المعدّة للتصدير تهريباً من تركيا إلى سورية، في مستودعات التجميع في بلدة سرمدا التابعة إدارياً لناحية الدانا منطقة حارم في محافظة ادلب.
أما المفاجأة فهي أن نعلم حجم الكوارث التي اجتاحت أسواقنا وموائدنا من لحوم الفروج والأسماك التركيّة الفاسدة.. و دعونا نصرّ على وصف ما يجري بـ"الكارثة" لأننا كنّا هدفاً لحالة استهداف قذرة تتعدّى مجرّد اللعبة التجارية ونزعات الربح، والجشع الذي يستحكم باللاعبين على خطوط التهريب الواصلة بين “منطقة الريبة والشك” هناك والعمق السوري.
يجيب "الشاهد" عن سبب اللون المائل إلى الاحمرار في لحم الفروج التركي خصوصاً “الثفن” وكان أشبه باللغز الذي لم يكترث المأخوذون برخص الثمن بإيجاد الإجابة عليه، فالسبب أن لحم الدجاج النّافق يتحوّل إلى اللون الأحمر بسبب بقاء الدم فيه، ومع وضعه في مادة الصودا المحلولة بالماء، يتحوّل اللون إلى وردي، وهذا سبب تفتت اللحم أثناء غسله و إعداده للطبخ.
الكمّيات كانت كبيرة جداً ..أما عمليات المعالجة هذه فكانت تتم هناك داخل المناطق الساخنة ” خصوصاً سرمدا” حيث تجمعات المستودعات و البرادات التي تكفّلت بإمدادات الفروج ” الفاسد” إلى موائد السوريين على مدار عام كامل وما زالت كميات كبيرة تنتظر الفرصة بالعبور إلى سورية.
بعد الفروج تأتي الأسماك المهرّبة من تركيا باتجاه الأسواق السوريّة..والتي تركت تساؤلات حائرة لدينا جميعاً نحن السوريين، تستفسر عن السرّ الذي يجعل تركيا مصدر كل هذه الكميات الهائلة من الأسماك..ولماذا تأتي رخيصة الثمن إلى هذا الحدّ ؟؟
و للسلع الأخرى منتهية الصلاحية، والإرساليات المرفوضة والعائدة من هنا وهناك لسبب أو آخر، لها حديث آخر..إذ يتولّى “الشطّار” في بلدة سرمدا مهمة تزوير زمن الصلاحية وتجديده لمدى زمني طويل..لتدخل إلى سورية بفترة صلاحية مديدة يحتفي بها السوريون، ومنتجات بلدهم تنتظر من يكترث بها على رفوف صالات البيع..حتى تنتهي صلاحيتها فيكون مصيرها الإتلاف، فيما يكون بديلها السلعة التركية منتهية الصلاحية، والممددة الأجل تزويراً.
إنها حكاية استهداف خطيرة..ابتلع معظمنا الطعم..بسبب مهرّب آثم، وتاجر جشع، ومستهلك لا يكترث إلا بالسعر، فقد فعلت غواية تهاود الكلفة فعلها في اتجاهات الاستهلاك في أسواقنا، أما لماذا تهاودت الكلفة..فهذا ما قد بتنا على دراية كاملة به..والسؤال من يجرؤ على استهلاك البضائع التركية بعد اليوم..
وتبدو الجمارك السورية بعد هذه المعلومات أمام مسؤولية تاريخيّة ..وطنيّة و أخلاقيّة من الآن فصاعداً..وحسناً فعلت – الجمارك – أنها أعلنت “نفيرها” من أجل المكافحة الفاعلة لآفة التهريب والمهرّبين. |
||||||||
|