تحقيقات وتقارير

بين صمود سورية وفشل أعدائها.. تلاشت أحلام السلطان وانكشاريته


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم


يشعر السلطان أردوغان لا بل بات مدركاً أن سياساته الخبيثة التي رسمها خلال 8 سنوات، لإعادة الأمجاد العثمانية وتكريس هيبة" الدولة العلية" في المنطقة، لم تثمر، وأصيبت في مقتل، وتلاشت معها كل أحلامه.. هو لم يحلم بـ"المنطقة الآمنة" لحماية انكشارييه فقط، بل حلم أن يصلي فاتحا في الجامع الأموي بدمشق، و مازال الحلم يقض مضجعه، فالحاضر بمفرزاته الاقليمية والأهم الدولية، جعلته  لاهثاً خلف مقولة: "إذا أفلس التاجر، فتَّش في دفاتره القديمة"، وهو يبحث اليوم مع جيشه الانكشاري، عن حرف هنا، وكلمة هناك، فاصلة، نقطة، علّه، يجد لنفسه ما يبيح له احتلال أراض سورية بغطاء اتفاقية أو "برتوكول أضنة 1998".


دمشق قطعت الجدل على كل من يحاولون "الصيد في الماء العكر".. حيث أكدت التزامها، بما يعرف بـ"اتفاق أضنة" والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الاٍرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين، وأضافت أن "أي تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي بالاتفاق ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وأن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية".. وكرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال جولته في شمال أفريقيا، ماقاله قيصر روسيا بوتين تأكيد بلاده أن اتفاق أضنة، لا يزال سارياً".


هل يفعلها نظام أنقرة ويتخلى عن آلاف أمراء الارهاب الذين نثرهم في الاراضي السورية، الكرملين عنده جواب مقنع: الاتفاق مع تركيا بشأن محافظة إدلب السورية لم ينفذ بالكامل، ما يزيد من قلق موسكو ودمشق.


للأتراك رأي من نبش أردوغان للماضي
ما يسعى له السلطان العثماني جعل أهل بيته يصفعونه على ما تفوه به.. نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي أونال جاويكوز يقول: "كيف سنطبّق اتفاقية أضنة ونحن لا نعترف بالنظام الحاكم في دمشق ونتّهمه يومياً بعشرات التهم ونسعى إلى تدمير بلده؟.. يجب أن نتذكر أن الاتفاقية تتضمن المعاملة بالمثل، أي أنها تعترف لسورية بالحق في ملاحقة الإرهابيين في تركيا أيضاً "، فيما طالب أستاذ العلاقات الدولية حسن أونال، نظام بلاده بـ"التزام اتفاق أضنة قلباً وقالباً... والعودة إلى ما قبل 2011"، واصفاً سياسات أردوغان في سورية بأنها فاشلة منذ البداية لأنها انطلقت من "معطيات وحسابات ضيقة".


وكان وزير خارجية النظام التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، قال "الصيغة الجديدة لاتفاق أضنة لا تعترف لتركيا بحق التوغل داخل الأراضي السورية، بل تؤكد على ضرورة التنسيق والتعاون والعمل المشترك ضد الإرهاب".


فيما ذهب مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن سونر جاغابتاي، ومساعده تايلر إيفانز أبعد من ذلك في تقرير مشترك لهما، عندما نعيا في وقت سابق من العام 2012 البرتوكول الموقع بين سورية وتركيا، في وقت خرجت "خطط تدمير سورية" للتنفيذ، وكانت أنقرة لاعباً أساسياً فيها، عبر التسهيل لعبور الارهابيين وإيواء عناصر إرهابية شكلت الاف التنظيمات الارهابية من داخل الاراضي التركية ودخلت سورية بأسمائها الطنانة الرنانة، وشعاراتها المزيفة، وأموالها الطائلة، لتشكيل جيش انكشاري ينثر حيث حلّ الخراب والفوضى.


وتوضيحاً لما يخص "أضنة 1998" التي اعتبرتها أنقرة ومن وفرت لهم المأوى من "المتآمرين"باسم "المعارضة السورية"، شماعة لاحتلال عسكري لبعض مناطق الشمال السوري، عبر حملة إعلامية تحت عنوان "اتفاقية أضنة تمهد الطريق قانونياً لتدخل تركي في سورية"، بدأتها صحيفة "تودايزمان" التركية في نيسان2012، الأمر الذي هبت للتصدي له تقارير سابقة، استطاعت وبكل سهولة تفنيد ادعاءات "المعارضة"، عبر تحليل نص "الوثيقة الرسمية" الوحيدة المنشورة عن هذه الاتفاقية على موقع وزارة الخارجية التركية قائلة: هي اتفاقية أمنية بين طرفين مشتركين بالحدود و هدفها الوحيد هو التعاون على ضبط الأمن على جانبي الحدود، لم تتطرق الاتفاقية و باعتراف الخارجية التركية للواء اسكندرون لا من قريب و لا من بعيد ولم تشمل أي حديث عن الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا، وكل شعارات البيع للواء السليب التي استخدمتها المعارضة خرافات و تسويق أكاذيب، كما نص الاتفاق على التعاون في مكافحة الارهاب، كما لا يوجد في نص الاتفاقية على أن لتركيا الحق بالتدخل عسكرياً في عمق 5 كيلومترات داخل اراضي السورية، وهو كغيره من الادعاءات ليس له أي أساس من الصحة.


و يرى محللون أن الوجود العسكري التركي الاحتلالي غربي الفرات، والدعم التركي لعشرات الآلاف من الارهابيين، من أهم العراقيل التي ستمنع أنقرة من العودة إلى "اتفاقية أضنة"، ووصفوا رحلة أردوغان الاخيرة الى موسكو الاسبوع الماضي بأنها "غير موفقة"، فالسلطان عاد خالي الوفاض لم يستطع إقناع قيصر روسيا بدعمه في إنشاء "المنطقة الآمنة" في الاراضي السورية، بعد ما أصابه الاحباط من المماطلة الاميركية، وأضاف المحللون أن تلويح أردوغان وتطرقه لـ"أضنة" هو خروج من المأزق، فعاد من موسكو ليحلل ويتبجح أمام حلفائه جئتكم بـ"النبأ اليقين"، "أضنة 1998" منها سنعبر الحدود السورية، متجاهلاً أنه أول من خرقها عبر إدخال آلاف الإرهابيين إلى سورية". وأضاف المحللون ربما تأتي كمخرج من المأزق الذي وجد أردوغان نفسه فيه بعدما ورط بلاده في سورية، ووسط عدم وجود دعم لمشروعه العسكري على الأرض السورية.. وتصريحاته تأتي في سياق الاستهلاك المحلي بعدما واجهت خطته رفضا دوليا وإقليميا.


في ٢٠١١بدأت ثلة من المتطوعين المتآمرين لتحقيق حلم "النيوعثمانية" في التمدد شمال سورية وبث الأكاذيب حول لواء اسكندرون وعلاقته باتفاق ١٩٩٨، وبدؤوا يروجون أكاذيبهم وتزوير الحقائق التاريخية بأن سورية تخلت عنه، ولكن برتوكول وزارة الخارجية التركية لم يشر عند تسريبه لبنود أضنة إلى ما يوافق تلك الأكاذيب، والا كان نظام تركيا استخدمها باعتبارها ورقة رابحة ضد دمشق، وهو الذي لم يترك وسيلة وفرصة لتنفيس حقده على سورية وشعبها.


الواقع الآن يأتي بسياقات تختلف عن كل ما يروج له أردوغان وحلفه، فهو الى الآن يحتل عدد من الاراضي السورية، موجهاً غلمانه ممن انخرطوا في تنظيماته الإرهابية، وعملياته العسكرية الاحتلالية بتنفيذ سياسة "التتريك" في كل مجالات الحياة بالمناطق المحتلة، فيما يستمر بسرقة النفط السوري، وهو من سرق المعامل والحبوب، وأوعز الى انكشاريته، بقتل كل من يعارض سياسته، وتخريب البنى وتدمير كل مقومات الحياة، كما يقوم بحملات تجنيس(معروفة الغاية) للسوريين داخل سلطنته، كل هذا جعلنا نحفظ عن ظهر قلب، خير ما نرد به على هذا الأردوغان"عذراً يا أضلّ المهتدينا، عني عن جدودي الصالحينا، قالوا وخير القول قول العارفينا.. مخطئٌ من ظنّ يوماً أنّ للثعلب دينا".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=58294