تحقيقات وتقارير

بين التفجير الأرضي والعدوان الجوي ...ما الأهداف والرسائل؟


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


في لقاء مع المحلل الاستراتيجي اللبناني العميد أمين حطيط، لموقع "الاعلام تايم"، قال العميد حطيط عن الاحداث المتتالية تفجير إرهابي صباحاً ليتبعه عدوان اسرائيلي بعد ساعات قليلة، ثم عدوان اسرائيلي أوسع عند منصف الليلة الماضية:


بعد أيام من التفجير الذي ادعت داعش الإرهابية بأنها نفذته في منبج و أوقع إصابات  عدة  بين قتيل و جريح  كان فيهم أميركيون تراوح عددهم بين ال 3 أو 5 عسكريين، بعد هذا التفجير  قامت داعش كما صرح من يدعي أنه ينطق باسمها بتفجير إرهابي عند المتحلق الجنوبي في دمشق صباح اليوم الأول من الأسبوع و في توقيت يتوافق مع ذهاب المواطنين الى أعمالهم، و بعد ذلك بساعات قامت الطائرات الإسرائيلية المعادية باستهداف المنطقة الجنوبية في سورية بصواريخ أطلقتها 4 طائرات ف16 F16  الأميركية الصنع اتبعتها بعد ١٢ ساعة و من اتجاهات أكثر اعتداءات جديدة، ما يطرح سؤالين على الأقل حول تتسلسل  هذه التفجيرات و مفاعليها ، كما و حول الرسائل التي أراد العدو توجيهها ؟


في البداية نتوقف عند نجاح المرتكبين في منبج و تمكنهم من إنزال خسائر بالأميركيين و بآخرين أيضا ـ بينما فشل تفجير المتحلق الجنوبي في تحقيق ما كان يبتغيه الارهابيون الجناة من الحاق الاضرار في المنطقة بشرا و حجرا و حياة ، كما فشلت الطائرات الإسرائيلية المعادية في تحقيق أي من أهدافها في العدوان الاول بعد أن تمكنت الدفاعات الجوية السورية من التصدي بنجاح تام لكل الصواريخ التي أطلقت و إسقاطها جميعها لتبلغ "إسرائيل" بذلك رسالة قاسية قاطعة بأن السماء السورية منيعة و أنها  أقفلت بوجه الصواريخ المعادية كما أقفلت بوجه طيران العدو  قبل ذلك ما يشكل صفعة قوية لمنظومة العدوان التي شاءت  من  عدوانها، أن توجه رسائل متعددة تتكامل فيما بينها  بدءاً بما أراده الارهابيون من  تفجير المتحلق الجنوبي وصولا الى ما شاءته "إسرائيل" من العدوان الجوي الثاني الانتقامي  رسائل و أهداف نراها  كالتالي :


أولا: إحداث نار في الميدان السوري الذي يتجه أو دخل في مرحلة التراجع في المواجهات الميدانية بعد الانتصارات الكبرى التي حققتها الحكومة السورية على العدوان، نار تؤشر الى أن الحرب في سورية لا زالت قائمة والنار فيها مستعرة "حتى على أبواب دمشق"، وفي ذلك خدمة لاستراتيجية وضعتها أميركا وتعمل بها إسرائيل الان وتتمثل بـ " إطالة أمد الصراع " لمنع سورية من استثمار انتصارها على العدوان.


ثانيا: تأكيد استمرار الوجود الإسرائيلي في الميدان السوري و القول إنها ترفض واقع إقفال الاجواء السورية بوجه طيرانها و قذائفها و إظهار استعداد إسرائيل للحلول مكان أميركا التي تستعد للانسحاب من سورية استعدادها للاضطلاع بمهمة قيادة العدوان بعد أن كان الامر معقودا لأميركا وكانت "إسرائيل" تعمل بشكل خفي لا تظهر منها الا ما تزعمه أنه "جانب إنساني ".


ثالثا: رغبة إسرائيلية في اختبار فعالية منظومة الدفاع الجوي السوري بعد تزويدها بمنظومة الـ"س 300"، والبحث عن آلية عمل هذه المنظومة لإيجاد الطرق للتملص من صواريخها مستقبلا، وتريد إسرائيل أن تستفز سورية لتدفعها الى استعمال هذه المنظومة ولتعرف قبل ذلك عما إذا كانت أصبحت قيد الخدمة في الميدان وبيد وقرار سوري.


رابعا: توجيه رسالة لأميركا بأن " المهمة في سورية لم تنته بعد " وأن إسرائيل ستسمر في تنفيذها بصرف النظر عن الوجود الأميركي او انسحاب أميركا مع رغبة إسرائيلية شديدة بمراجعة أميركا قرارها وعدم إخلاء الساحة بما يجعل الحكومة السورية هي المستفيد الأول وفقا للتوصيف الإسرائيلي.


أما ما تبرر به "إسرائيل" عدوانها وربطه دائما بالوجود الإيراني في سورية فهو أمر مثير للسخرية لا يأخذ به حتى أقرب المقربين من "إسرائيل" خاصة وأن إيران لا تملك قوى أو مراكز ذات قابلية للاستهداف الجوي كما تدعي "إسرائيل"، أما الحصيلة النهائية للأعمال العدوانية بين التفجير الإرهابي و العدوان الجوي فهي دون ما تحلم به قوى العدوان حتى  تكاد تكون عدما قياسا على الأهداف التي وضعت .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=58103