نافذة عالمية

بوتين: روسيا ستحمي مصالحها شرق أوكرانيا و القرم.. و مجلس الاتحاد الروسي يؤيد


أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي باراك أوباما أن روسيا ستحمي مصالحها ومصالح مواطنيها والمواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية في حال انتشار العنف إلى شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
كما أفاد موقع (روسيا اليوم) أن المكتب الصحفي للكرملين أصدر بياناً حول هذا الاتصال جاء فيه: "رداً على القلق الذي أبداه باراك أوباما تجاه خطط محتملة لاستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا أشار بوتين إلى الطابع الإجرامي لتصرفات المتشددين القوميين في أوكرانيا الذين تشجعهم السلطات الجديدة في كييف".
وشدد بوتين على وجود تهديد حقيقي لحياة المواطنين الروس الموجودين على الأراضي الأوكرانية.
وأضاف البيان: "أشار بوتين إلى أن روسيا تحتفظ بحقها في حماية مصالحها ومصالح السكان المحليين الناطقين باللغة الروسية في حال انتشار العنف إلى المناطق الشرقية من أوكرانيا والقرم".
وأيد مجلس الإتحاد الروسي بالإجماع طلب الرئيس بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا حتى عودة الاستقرار السياسي والاجتماعي إلى هذا البلد.
هذا وكان بوتين قد طلب في وقت سابق أمس السبت 1 أذار/ مارس من مجلس الإتحاد السماح باستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا واجتمع المجلس على الفور بشكل طارئ للنظر في الطلب.
و وجه بوتين رسالة إلى مجلس الإتحاد جاء فيها "إنه نظراً للوضع الاستثنائي الناشيء في أوكرانيا والخطر الذي يتهدد حياة مواطني روسيا الاتحادية وقوام الوحدة العسكرية للقوات المسلحة الروسية المرابطة في أراضي أوكرانيا "جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي" بموجب معاهدة دولية فإنني واستناداً إلى الفقرة /ج/ من الجزء الأول من المادة لدستور روسيا الاتحادية أتوجه إلى مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية بطلب لاستخدام القوات المسلحة لروسيا الأتحادية في أراضي اوكرانيا إلى أن يتم تطبيع الموقف الاجتماعي السياسي في هذا البلد".
في هذا الوقت لم تستبعد رئيسة مجلس الاتحاد الروسي"المجلس الأعلى للبرلمان" فالنتينا ماتفيينكو إمكانية إدخال جزء محدود من القوات المسلحة الروسية إلى شبه جزيرة القرم لتوفير حماية أسطول البحر الأسود والمواطنين الروس المتواجدين في شبه الجزيرة.
ونقل موقع (روسيا اليوم) عن ماتفيينكو قولها إنه "من الممكن في هذا الوضع بناء على طلب حكومة القرم إدخال قواتنا المحدودة لتوفير أمن أسطول البحر الأسود والمواطنين الروس الذين يسكنون القرم".
وأكدت في الوقت نفسه "إن القرار بالطبع يعود إلى رئيس بلادنا القائد العام"، مضيفةً "لكن اليوم ونظراً للوضع لا يمكن استبعاد حتى مثل هذا الخيار إذ يجب علينا حماية الناس".
وكلفت ماتفيينكو لجنة الشؤون الدولية في المجلس بإعداد رسالة للرئيس الروسي تتضمن طلباً باستدعاء السفير الروسي من واشنطن.
وطالب نائب رئيسة مجلس الاتحاد الروسي يوري فوروبيوف في كلمة ألقاها قبل التصويت بسحب السفير الروسي من واشنطن معتبراً خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه الجمعة 28 شباط/ فبراير حول الأوضاع في أوكرانيا وقال فيه إن روسيا ستدفع ثمناً باهظاً جراء سياستها بأنه "إهانة لشعب روسيا".
وقال فوروبيوف "إننا نعرف أن مسلحي الميدان في كييف جرى إعدادهم في لاتفيا وبولندا ويريدون الآن نشر أعمالهم في المناطق الشرقية لأوكرانيا وفي القرم" مضيفاً "إذا لم نتخذ القرار اللازم حالياً" قاصداً بذلك تلبية طلب الرئيس بوتين باستخدام القوات المسلحة الروسية في القرم "فإن ذلك سيصبح مأساة للشعب الأوكراني".
وتابع فوروبيوف "اعتبر كلمات الرئيس الأمريكي تهديداً مباشراً ولقد تجاوز الخط الأحمر وأهان الشعب الروسي"، مشيراً إلى أنه من الضروري في هذه الظروف سحب السفير الروسي من الولايات المتحدة.
بدوره حذر العضو الأقدم في مجلس الاتحاد نيكولاي ريجكوف من أن وصول "المتشددين" الذين استولوا على السلطة في كييف إلى المناطق الشرقية لأوكرانيا سيتسبب بسفك دماء كثيرة.
الى ذلك و في وقت سابق توجه نائب زعيم حزب الأقاليم الأوكراني سيرغي تيغيبكو إلى موسكو طالباً إجراء محادثات حول التسوية السلمية للوضع في أوكرانيا.
وقال تيغيبكو إنه "من الضروري إنشاء مجموعات عمل تجري محادثات مع برلمان القرم وقبل أي شيء مع القيادة الروسية".
وكان رئيس مجلس وزراء جمهورية القرم توجه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطلب "المساعدة في حفظ الأمن والأمان في أراضي الجمهورية" وذلك بعد قرار اكسيونوف "وضع جميع القوات الأمنية والعسكرية الموجودة في الجمهورية تحت تصرفه الشخصي مؤقتاً وذلك في إطار الصلاحيات المخولة له من قبل البرلمان الإقليمي".
وعزا رئيس حكومة القرم قراره هذا إلى أن السلطات المركزية في كييف تراجعت عما كان اتفق عليه سابقاً بين الطرفين حول عدم تخطي البرلمان في تعيين قادة أمنيين في القرم، مشيراً إلى عدم إمكانية القوات الأمنية الموجودة في القرم السيطرة على الوضع في أراضيها ما أسفر عن وقوع إضطرابات استخدمت فيها أسلحة نارية.
وفي وقت سابق أمس السبت 1 أذار/ مارس دعا مجلس الدوما الرئيس بوتين إلى اتخاذ إجراءات لاستقرار الوضع في جمهورية القرم واستخدام جميع الامكانيات لحماية سكانها من العنف.
ونقلت وسائل إعلام عن رئيس المجلس سيرغي ناريشكين قوله "نتلقى بقلق الأنباء عن محاولات جماعات مسلحة التوغل في العديد من المواقع في القرم من بينها محاولة الاستيلاء على مبنى وزارة الداخلية"، موضحاً أن الهدف هو زعزعة عمل أجهزة السلطات المحلية وزعزعة الوضع الاجتماعي السياسي بشكل عام في القرم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=5659