نافذة عالمية

الجعفري: في محادثات (جنيف2) افتقدنا الشريك الوطني الذي يساهم في إنجاحها


استعرض كبير مفاوضي وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في ندوة سياسية أقامها المنتدى السوري الأمريكي فجر السبت 1 أذار/ مارس، ما تمخض عن جولتي المحادثات الأولى والثانية والاتصالات الجارية بشأنها مؤكداً أن الوفد السوري عمل بتعليمات وتوجيهات وطنية بينما تلقى الطرف الآخر تعليماته من الخارج ما أفقد هذه المحادثات وجود شريك وطني حقيقي يساهم في إنجاحها.
ونقلت وكالة (سانا) السورية عن الجعفري قوله عبر السكايب في ندوة "جنيف2 إلى أين.. برؤية مفاوض" التي أقامها المنتدى السوري الأمريكي في مدينة نيويورك "أعادنا الطرف الآخر في المحادثات بعد جولتي جنيف الأولى والثانية إلى نقطة الصفر لأنه لا يمكن الانتقال إلى بنود أخرى قبل البدء بالبند الأول الذي يتضمن نبذ العنف ومكافحة الإرهاب"، لافتاً إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية كان يعمل وفق تعليمات وتوجيهات قيادته المنفتحة والواضحة وليس لديه مشكلة في مناقشة كل البنود بما في ذلك "الحكومة الانتقالية".
وأكد الجعفري أن سورية مستعدة لمواصلة جولات المفاوضات القادمة بهدف تطبيق مشروع جدول الأعمال المتفق عليه والالتزام بآليات تنفيذه والدخول في مسار مقبول سورياً واقليمياً ودولياً لحل الأزمة في سورية مضيفاً "إن الموقف على الأرض يبقى لإنجازات الجيش العربي السوري فنحن صامدون بقوته وصبر ووعي الشعب السوري".
وتابع "إن على العالم أن يفهم أن موضوع الرئاسة في سورية هو شأن داخلي لا يمكن التدخل فيه وأنه يجب احترام السيادة السورية والرئيس بشار الأسد رمزها وفق دستور سياسي مقرر من قبل الشعب السوري".
وفي رد على أسئلة المشاركين في الندوة حول تعليمات وتوجيهات القيادة السورية للوفد الرسمي المشارك في جنيف قال الجعفري "إن أي وفد مفاوض يذهب ولديه تعليمات وتوجيهات وهذا الفرق بين وفد حكومي يتنمي إلى حكومة ويعرف ماذا يريد ويحدد أهدافه وماهية السقف الوطني الذي يعمل في ظله وبين وفد غير حكومي ينتظر تعليماته من الخارج فوفدنا إلى جنيف كان مميزاً بجانبيه السياسي والإعلامي حيث كان الأداء السياسي والخطابي منسجماً ومتميزاً رغم كل محاولات الطعن والتهميش التي باءت بالفشل أمام معنويات وفد الجمهورية العربية السورية المرتفعة جداً بسبب دعم الشعب السوري وثقته بممثلي حكومته الناطقة بلسان حاله".
وعن تفاصيل سير مهمة الوفد الرسمي في جنيف بين الجعفري أنها كانت مهمة صعبة للفرق والإختلاف الشاسع بين طرفي المحادثات وافتقدنا فيها لشريك حقيقي في بناء الوطن وتحقيق الحوار السوري السوري دون أي تدخل خارجي.
وحول قرار مجلس الأمن الدولي تقديم المساعدات الإنسانية إلى سورية قال الجعفري "إنه ليس لدينا مشكلة أن يتحمل ما يسمى "المجتمع الدولي" مسؤولية الجانب الإنساني في سورية ولكن حتى الآن الدولة السورية تقدم 75 بالمئة من المساعدات الإنسانية وكل ما نسمعه عن مؤتمرات بهذا الشأن لم تقدم شيئاً فعلياً في هذا الخصوص"، متسائلاً لماذا يمول الإرهاب في سورية 100 بالمئة بينما لا يتجاوز تمويل الجانب الإنساني 7 بالمئة من قبل دول تعنى بالأصل بهذا الشأن كالدنمارك والسويد والنرويج وغيرها.
وأضاف "إن هناك قراراً للجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمد سابقاً والذي بموجبه أنشىء مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية ويلزم أي جهة تريد تقديم المساعدات الانسانية بالتنسيق مع حكومة الدولة التي سترسل إليها المساعدة سواء عبر الحدود أوغيرها أما إرسال مساعدات للمجموعات الإرهابية فهذا غير مقبول فالحكومة السورية يجب أن تكون ناظمة لدخول المساعدات الإنسانية وأي حكومة في العالم تحترم نفسها تقوم بهذا الإجراء لأن هناك سيادة قائمة يجب أن يحترمها القاصي والداني".
في سياق منفصل تطرق الجعفري إلى التغيير الحاصل في المنطقة التي تم إشعالها بالتفرقة والتقسيم المخطط له منذ وقت طويل وهم يستخدمون الآن الجهل والمال الخليجي ليصنعوا كوكتيلًا نووياً بدلاً من إرسال جيوشهم لمحاربة منطقة ما فأعداء سورية همهم الأوحد تسوية الحسابات القديمة مع سورية الدولة التي أفشلت مشاريع وخططاً عديدة عبر عصور وفترات مختلفة تهدف لتغيير مسارها القومي وخطها المقاوم.
وحول وتيرة عمل المصالحات الوطنية أوضح الجعفري أن الصراع في سورية ليس مسلحا وحسب وإنما له أشكال أخرى من بينها المصالحة الوطنية التي تمثل صراع حرب لإقناع المتردد والمتورط بالعودة إلى الصواب وترك السلاح والقتال فهناك مصالحات كثيرة تتم في عدة أماكن سورية والتي نتج عنها عودة مئات الآلاف من الشباب السوريين الذين غرر بهم ولم تتلطخ أيديهم بالدماء إلى كنف الدولة السورية.
وختم الجعفري بالقول "إن تدمير الإنسان أسهل بكثير من إعادة بنائه وسورية غداً ليست كسورية الأمس والقراءة القادمة ستكون مختلفة تماماً عما رأيناه"، مؤكداً أن من يحمي ويدافع عن سورية هم الشرفاء الذين لاينتظرون مقابلاً ويضحون لأجلها بالغالي والنفيس.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=5653