تحقيقات وتقارير

حكم و أمثال حولت زجاج السيارات لجدران المجانيين!!


الاعلام تايم _ نوار هيفا


تختلف طريقة الحس الفكاهي بين الناس باختلاف التعبير عن الذات أو التنفيس عن ضيق لفرج الهم... ومن الطرق المحببة لدى الشباب منذ القدم وحتى اللحظة هي الكتابة على السيارات للتعبير عن الإحباط من واقع معاش أو حتى للتسلية والترفيه..


فانتشرت بشكل كبير خلال الفترة الحالية وحتى الماضية منها موضة الكتابة على السيارات بعبارات طريفة، ذكية، قد تكون في المقابل نصيحة أو دروساً في الحب أو الزواج أو الحياة الاجتماعية وغيرها، وفي بعض الأحيان تكون غير مفهومة إلا لصاحبها..


حيث كانت العبارات التي تتم كتابتها على السيارات سابقاً محصورة في الأمثال والحكم والدعوات مثل "كرمال النبي صلي عالنبي" و "عين الحسود فيها عود"، إضافة لدعوات عدم السرعة ولعل أكثرها شهرة وانتشاراً كانت "لا تسرع يا بابا فنحن بانتظارك"، ولم يغب عنها كتابة الأدعية والحكم مثل "الشكوى لله" و"توكلنا على الله"... وغيرها من العبارات التي لم تخرج عن إطار اللباقة واحترام الآخر.


أما اليوم فنلاحظ إضافة لهذه العبارات المحببة والمضحكة انتشرت عبارات "خادشة للمشاعر" وخاصة النساء ومنها "وراء كل مديون امرأة" حيث لم يعد هناك أي حرج في كتابة أي عبارة مهما كان نوعها، وحتى أنه تم إعادة تدوير العبارات القديمة للتناسب مع توجهات الجيل الحالي، فمثلاً عبارة "لا تسرع يا بابا نحن بانتظارك" تحولت إلى "لا تسرع يا بابا.. ماما تتزوج عليك".


السخرية والفكاهة لها حصة الأسد، فتجد مثلاً سيارة صغيرة الحجم قد وضعت عبارة "انتبه باص مدرسة" على زجاجها الخلفي، أو نجد صاحب سيارة أجرة يكتب على الزجاج الخلفي "تكبر وتصير همر"...


إضافة لعبارات مستقاة من المسلسلات والأفلام التي كان لها صدى ووقع كبير في نفوس سائقي "الباصات" و"السرافيس" وسيارات الأجرة لا نجدها لدى أصحاب السيارات الخاصة ممن فضل عبارات أو رسومات تعبر عن هوايته أو عن شخصيته...

 

قانونياً:

الكتابة على السيارات مخالفة للقانون، وهناك غرامات مالية تفرض على من يقوم بذلك إضافة لحجز السيارة، وهو ما أكده مدير فرع مرور دمشق في تصريح خاص قائلاً: "انتشار هذه العبارات أو الرسومات على السيارات الخاصة والعامة تحتاج ترخيص من المؤسسة العربية للإعلان ولدى وجود سيارات لا تحمل هذا الترخيص نقوم بحجزها على الفور فضلاً عن غرامة مالية بحق صاحب السيارة"....


بدورنا تواصنا مع المؤسسة العربية للإعلان والتي أكد مدير التراخيص "قيامهم بمنح ترخيص خاص لمالك السيارة المراد نشر ملصقات عليها شريطة أن يكون الغرض من العبارات أو الملصق إعلاني وبحساب يكون 6000 ليرة سورية للمتر الواحد وللجهة الواحدة، أما خارج هذا النطاق يعتبر مخالفة مرورية وهو ما يختص به فرع المرور".


ولكن يبدو أن العقوبات التي تتراوح بين غرامات مالية ومخالفات مرورية غير رادعة وهو ما نراه اليوم على أغلب السيارات العامة والخاصة لتصل لمرحلة وضع صور على كامل الزجاج الخلفي وهو من وجهة نظر القانون يحجب الرؤية، وبالتالي هو مخالفة خطيرة. ولكن ما هو خطير للغاية وبتنا نشاهده حالياً هو الكتابة على الزجاج الامامي، صحيح أنه تتم كتابة الجمل على الجهة المقابلة لمقعد الراكب لا السائق ولكنها خطوة متهورة بحكم أنها تشتت التركيز.


ختاماً:
اختلفت الطرق والنتيجة واحدة تعطيل الرؤية وتشويه للمنظر العام وإساءة للأخلاق المتعارف عليها فضلاً عن خدش مشاعر طالت الجنس اللطيف كلها ابتعدت عن الفكاهة و الترفيه وحتى عن غرض الدعاية والاعلان دون أي عقوبات تذكر أو تسجل لتصبح الكتابة على السيارات.. فكاهة ودروس حياتية متنقلة قد يفهما القارئ وقد يضحك وقد يدعو على كاتبها بلقاء أقرب شرطي مرور.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=55997