تحقيقات وتقارير

بيت تجاري سوري في جمهورية القرم


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


أكد  وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر خليل أن بداية التواصل مع جمهورية القرم ‏كانت من خلال المشاركة الواسعة للجمهورية العربية السورية في ملتقى مالطا للاتصال في ‏شهر نيسان الماضي، والذي يمثل القاعدة الأساسية لانطلاق العلاقات بين البلدين على ‏المستوى الثنائي في مجالات مختلفة، مشيراً أن زيارة وفد القرم برئاسة رئيس جمهورية القرم الروسية سيرغي اكسيونوف تأتي في سياق بحث العلاقات الاقتصادية المشتركة.


وفي تصريح للإعلام تايم أشار الخليل إلى وجود مذكرات تفاهم يمكن أن تبرم بين القرم وسورية لبناء علاقات تعاون ‏وثيقة في مجالات متعددة، لا تتوقف عند المجال التجاري والاقتصادي وإنما تتعداها لقطاع ‏السياحة والنفط والثقافة، ومجالات واسعة تتميز فيه جمهورية القرم والجمهورية العربية ‏السورية من نواحي متعددة سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى الشركات.‏


ولفت الخليل إلى أن اللقاء الذي جمع الوزرات المعنية يهدف لإجراء مباحثات حكومية تم ‏الاتفاق من خلالها على إنشاء وتأسيس بيت للتجارة السورية في القرم سيكون محط اهتمام ‏من قبل الحكومتين السورية والقرم لتشكيل نواة حقيقية لانطلاق التجارة السورية ليس فقط ‏إلى القرم بل من خلالها لدول الاتحاد الروسي ودول أخرى، كذلك سيتم توسيع مجال التعاون ‏وتوجيه التجارة والاستثمارات من القرم باتجاه سورية.‏


وأضاف الخليل أنه تم الاتفاق على تأسيس شركة نقل بحري مشتركة بين الحكومتين، وخط ‏نقل منتظم للشحن البحري في الاتجاهين، بالإضافة إلى تنشيط حركة الاستيراد والتصدير بين ‏البلدين، حيث سيتم استيراد العديد من المنتجات إلى سورية من جمهورية، كما وسيتم تصدير ‏منتجات سورية إلى القرم أو عبر القرم الى دول أخرى، منها الحمضيات وبعض منتجات ‏الخضار والفاكهة والفوسفات، كذلك المنتجات التي تتميز بها سورية بميزة نسبية متل ‏الالبسة وغيرها.‏
وفي إطار الحديث عن التعامل المصرفي والتحويلات المالية بين البلدين، صرح الخليل عن ‏وجود مباحثات مستقبلية للبحث في شراكات استثمارية تعود بالمنفعة على البلدين.


بدوره أوضح وزير السياحة بشر اليازجي لموقع الاعلام تايم  بأن هذا اللقاء سيشكل انطلاقة لتعزيز العلاقات ‏الاقتصادية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية القرم من خلال مذكرات التفاهم ‏والاتفاقيات التي ستتم بينهما، لافتاً إلى أهمية القطاع السياحي والدور الذي تلعبه السياحة في ‏المجال الاجتماعي والاقتصادي والتقارب بين الشعوب، لذلك تم بحث التعاون خاصة بتعزيز ‏التعاون بين الشركات السورية السياحية ونظيراتها في القرم.‏


وأوضح اليازجي أنه يتم دراسة مسألة إقامة شركة مشتركة من أجل إنشاء بعض المشاريع ‏بين البلدين لا سيما من الجانب السياحي، كذلك تعزيز التعاون في التدريب السياحي والفندقي، وإقامة مهرجانات مشتركة، أما النقطة الأهم فهي وجود برنامج إعلامي سياحي للترويج ‏لمقومات البلدين من اجل تعزيز هذا التعاون، بالإضافة إلى تأسيس غرفة مشتركة لتعزيز ‏التعاون الاقتصادي بين البلدين.‏


وعقد الرئيس اكسيونوف والوفد المرافق الذي ضم عددا من الوزراء ورؤساء الشركات والمستشارين جلستي مباحثات مع المسؤولين السوريين أسفرت عن اتفاق الجانبين على تأسيس "بيت تجاري سوري في جمهورية القرم" وشركة شحن مشتركة للنقل البحري وتسهيل الإجراءات المالية والبنكية بين البلدين.


وفي تصريح للصحفيين عقب انتهاء المباحثات أشار الرئيس اكسيونوف إلى أن المباحثات شملت اقتراحات من جانب وفد جمهورية القرم لتزويد سورية بالمنتجات التي تشتهر بها بلاده ومنها الأجهزة المستخدمة في بناء السكك الحديدية والتشييد والمنتجات الزراعية إلى جانب طرق الإمداد الممكنة عبر موانئ القرم معربا عن تفاؤله بالنتائج الإيجابية التي توصل إليها الجانبان والتي تسهم في تمتين علاقات الصداقة بين البلدين. تندرج ضمن إطار استكمال بناء ‏هذه القاعدة ع المستوى القانوني ومستوى العلاقات بين البلدين.‏


وفي وقت سابق عقد الرئيس اكسيونوف والوفد المرافق جلسة ثنائية مع محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم تناولوا خلالها توقيع “اتفاقية توأمة بين مدينتي يالطا واللاذقية” واتفاقات لتشجيع إرسال الصادرات السورية من حمضيات وتبغ وزيت زيتون إلى القرم والدول المحيطة بالإضافة إلى اقامة مشاريع سياحية في المدينتين المطلتين على البحر.


وخلال ملتقى رجال وسيدات الأعمال الذي عقد بفندق “داما روز” تحت عنوان “القرم قاعدة لنمو العلاقات الروسية السورية” أكد الرئيس اكسيونوف في كلمة له استعداد بلاده لاستقبال البضائع السورية في أسواقها وبالمقابل تقديم منتجاتها للأسواق السورية وتذليل كل العقبات التي كانت تحول دون ذلك ومنها استعداد القرم لتقديم جميع التسهيلات لرجال الأعمال السوريين وإقامة الرحلات الجوية بين البلدين وتقديم المساعدات الطبية للأطفال ولجرحى الجيش العربي السوري داعيا رجال الأعمال السوريين للمشاركة في منتدى يالطا الاقتصادي الذي سيعقد في نيسان العام المقبل.

وتحدث محافظ اللاذقية خلال الملتقى عن الطبيعة المتشابهة بين مدينتي اللاذقية ويالطا ما يسهل معرفة المشاريع الممكنة في كلا المنطقتين فضلا عن وجود منطقة حرة مرفئية ومكسر ضخم ومستودعات حوله جاهزة لاستقبال جميع البضائع واعادة تصديرها للدول المجاورة أو لداخل المحافظات.


رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس نوه بالموقع الجغرافي المهم لكل من القرم وسورية التي تشكل حاليا بيئة مناسبة للاستثمار.


من جهته عضو غرفة التجارة محمد حمشو أكد أهمية الزيارة التي تتزامن مع فتح معبر نصيب الحدودي ما يشير إلى تطور الوضع الاقتصادي السوري لافتا إلى أن منتجات القرم الهندسية ولا سيما الكيميائية منها من الممكن أن تلبي حاجة السوق السورية بشكل كبير.


يشار أن وفد القرم سيلتقي اليوم ضمن برنامج الزيارة رئيس الحكومة المهندس عماد خميس ورئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=55584