تحقيقات وتقارير

خمس وأربعون عاماً على انتصار تشرين.. ومازالت الانتصارات تتوالى


الإعلام تايم || رنا الموالدي


خمس وأربعون عاماً مضت.. ولا تزال الذاكرة وقّادة بزهو انتصار حرب تشرين التحريرية في خوض المواجهة بكل صمود واقتدار ضد أعتى هجمة عدوانية عرفها التاريخ..


حرب أثبتت قدرة الانسان في مواجهة المغتصب لحقوقه وأنضجت ما بداخله من شجاعة وذكاء وتخطيط.. هي أروع تجليات التضامن العربي وصوره.. هي معركة القومية العربية ضد الصهيواستعمارية العالمية.. فكانت أم المعارك والمفصل النوعي في تاريخ العرب الحديث.‏‏


عن قائدها.. فهو ذلك الفذ الذي أدرك في عمق وعيه الخطر المحدق بالأمة العربية فأبى إلا أن يتصدى له وأعد العدة وصنع مسرح الأحداث، لخوض المعركة‏‏ رداً على نكسة حزيران عام 1967 حيث خطا أبطال الجيش العربي السوري بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد بثقة نحو صنع انتصار سقط فيه جنود الاحتلال قتلى وأسرى  لتتهاوى أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" ولتكون الحرب العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي من حيث القرار والإعداد والتنفيذ وليرسم من بعدها الجيش السوري العقائدي معالم المقاومة والانتصار.


كان تركيز القائد الخالد الأكبر في المؤسسة العسكرية هو تطوير شخصية الجندي السوري بدءاً من القائد المخطط إلى المقاتلين المعدين والمجهزين بالروح المعنوية في الجبهة الداخلية ما أسس لنصر تشرين، فالحرب لم تكن مجرد معركة عسكرية لتحرير الأرض بقدر ما كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ الأمة العربية، حقق فيها الجيشان السوري والمصري الأهداف الاستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية للعدو الإسرائيلي، حيث توغلت القوات المصرية شرق قناة السويس، فيما دخلت القوات السورية عمق هضبة الجولان، وأفضت هذه الحرب المجيدة إلى تحرير مدينة القنيطرة وأجزاء من مرتفعات الجولان و رفع القائد الخالد العلم السوري في 26 تشرين الأول عام 1974، فيما استردت مصر السيادة الكاملة على قناة السويس وأجزاء من سيناء..


ولكن.. يخطئ من يظن أن الصراع مع العدو الصهيوني انتهى بعد حرب تشرين، وإنما هو مستمر طالما أن هناك أرضاً عربية محتلة، ولهذا فإن الصراع العربي ـ الصهيوني تجسد بالحرب العدوانية التكفيرية التي تشنها قوى الإرهاب الدولي وأدواتها الإقليمية والعربية على سورية بغية النيل منها وزعزعة أمنها واستقرارها وإشاعة الفوضى في المنطقة بأسرها خدمة للمصالح الصهيو ـ أمريكية.


لذا.. اليوم يواصل جيشنا الباسل تنفيذ مهامه الوطنية بالعزيمة والوتيرة ذاتِها والإصرار نفسه، وما يحققه من إنجازات متواصلة دليل على أن قرار التحرير لا رجعة عنه، ولا تنازل في القضاء على الإرهاب أينما وجد، وصولاً إلى تحقيق النصر وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من تراب الوطن.


فبحسب مراقبون.. المشهد الحالي وبحسب وقائع الميدان التي تسجل في كل يوم انتصاراً جديداً للجيش السوري في الجنوب والجنوب الشرقي، لن يصعب عليه أن يتقدم في الشمال أيضاً، وهو يستعد اليوم لهذه المعركة.. معركة إدلب بالذات، صاحبة الخصوصية المختلفة عن المعارك الأخرى، لأنها أصبحت مكان التجمع الرئيسي لقوى التكفير (تنظيم "القاعدة والنصرة") وكافة التنظيمات الإرهابية الأخرى في العالم.. لذا سيكون هناك محاولات من الجهات التي تدعمها لإنقاذها من مصيرها المحتوم، ويعتقدون أن المعركة في تلك المنطقة لا بد منها، لكن الجيش العربي السوري لايزال تاركاً باب الحرب إلى المرحلة الأخيرة حتى تنفذ كل فرص الحل السلمي، والنصر سيكون إلى جانب الجيش السوري وستعود إدلب قريباً إلى حضن الدولة.


وعليه أكد الرئيس بشار الأسد أن الجيش بات على موعد قريب مع النصر بعدما تمكن من تحقيق تقدم ميداني كبير على جبهات عدة في البلاد منذ أكثر من  7سنوات وذلك في رسالته إلى الجيش بعيد تأسيسه "إننا لعلى موعد مع النصر قريب.. وأنتم تنتقلون من إنجاز إلى إنجاز أكبر ومن نصر إلى آخر في مواجهة الإرهاب الممنهج وداعميه إقليمياً ودولياً مؤكدين أنكم الرجال حماة الوطن ودرعه الحصين في مواجهة أعاصير الشر والعدوان وملاحقة فلول الإرهابيين وهم يتساقطون تحت أقدامكم ويولون الأدبار أمام عزمكم وإرادتكم وإصراركم على تطهير كل شبر من أرضنا الحبيبة من رجسهم وآثامهم".


وخاطب الرئيس الأسد رجال الجيش السوري بالقول.. "على هاماتكم كتب النصر ومن جباهكم سطعت شمس العزة والإباء وعلى وقع بطولاتكم وإنجازاتكم ضبط العالم ساعته وأعاد التاريخ كتابة صفحاته ليعطرها بنفح من دمائكم الطاهرة التي روت تراب الوطن الطاهر.. ويقيننا راسخ دائما أنكم على العهد أبداً أوفياء للوطن والشعب.. أمناء على التاريخ والمستقبل.. حماة الأرض والعرض وصناع نصر وحياة".


ما يخوضه الجيش العربي السوري من عمليات ضد الإرهاب هو أصعب أنواع الحروب وهي أشبه بحرب عالمية بأدوات الغرب التكفيرية يدعمها المال النفطي والحرب النفسية الإعلامية المتجسدة بالتضليل والتزييف، وبالرغم من كل ذلك فإن القوات المسلحة أدت واجبها في حماية الشعب والوطن، والانتصارات المتتالية للجيش على امتداد الجغرافية السورية تزهر بذور ما قاله قائد تشرين "بأن انتصارنا في حرب تشرين رصيد كبير فلا انتصار مع الجهل ولا انتصار مع الخوف ولا انتصار مع التردد ولا انتصار مع التخاذل وهذا ما تجده اليوم في أداء الجندي العربي السوري وهو سر انتصاره"‏‏، فسورية شارفت على النهاية وتكتب الفصل الأخير من الأزمة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=55292