نافذة على الصحافة

"إعلان مَبادِئ" الدُّوَل السَّبع يتَحدَّث عن دَولةٍ غير سورية


الإعلام تايم - رأي اليوم


أكثر ما لفت انتباه الكاتب عبد الباري عطوان، فيما صدر عما اسموه "إعلان مَبادِئ" الدول السبع، التي تتزعّمها الوِلايات المتحدة الأمريكيّة، وتَضُم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وثَلاث دُوَلٍ عربيّةٍ هي السعوديّة ومِصر والأُردن، حيث سلَّمت المَبعوث الأُمميّ ستيفان دي ميستورا "إعلان مَبادِئ" تتضمَّن رؤيةَ المجموعة لمُستَقبل سورية، والشُّروط التي يَجِب تَوفُّرها لأيِّ مُشاركةٍ في عمليّة إعادَة الإعمار.


الاعلان الذي لا يساوي الحبر الذي كتب فيه، أنّه لا يتعاطَى مع تَطوُّرات الوَضع الراهن على الأرض السوريّة، والذي يتلخَّص في استعادَة الدولة لأكثَر من 85 بالمِئة من المناطق التي كانَت خارِج سيطرتها، وأخطر ما جاء في هذا البيان، مُطالَبة الحُكومة السوريّة بقَطع علاقاتها نِهائيًّا مع إيران، ويتعاطَى مع سورية المُستَقبل ككيانٍ مُقسَّمٍ إلى قِسمَين، الأوّل تُسَيطِر عليه الحُكومة السوريّة، والثاني ما أسموه بـ"المناطق المُحرَّرة"، والتي حسب الكاتب، تضم شَرق الفُرات، حيث احتياطات النِّفط والغاز ومَناطِق في شمال غرب سورية، وتشمل إدلب وعِفرين والباب وغيرها، مِمّا يُوحِي بأنّ الرِّهان على عَدم عَودتِها إلى الدولة السوريّة ما زالَ قائِمًا... والأمر الأخطر، تحويل مَنصِب الرئيس، إلى مَنصِبٍ صُوَريٍّ.

 

ويعتبر الكاتب، أن هَذهِ الشُّروط أمريكيّة "إسرائيليّة" بالدَّرجةِ الأُولى جرى توسيع دائِرة "بيكارها"، بإضافَة ثلاث دُوَل أُوروبيّة، وثلاث دُوَل عربيّة، لإضفاءِ طابَعٍ دَوليٍّ عليها في مُحاوَلةٍ مَدروسةٍ لتَسويقِها، وإضفاءِ طابَع المَشروعيّة العَربيّة عليها... فقَطع العَلاقة مع إيران كشَرطٍ للمُشاركةِ في عمليّة إعادة الإعمار شَرطٌ تَعجيزيٌّ، فإذا كانَت سوريّة رفضت هذا المَطلب قبل أن تَبدأ الأزَمة وتتفاقَم، ولِقاءَ عَرضٍ ماليٍّ “أوّليٍّ” من قِبَل السعوديّة وقَطر بأكثَر مِن 15 مِليار دولار، فهل ستَقبل بِه الآن بعد سَبعِ سنوات مِن الدَّمارِ والقَتلِ والتَّهجير.

 

ويؤكد الكاتب، أن هَذهِ الدُّوَل التي شاركت بالاجتماع، هي التي لَعِبَت الدَّور الأكبَر في دَمار سورية بدَعمِها للمُسلَّحين، ولذلِك هِي التي يَجِب أن تقوم بالدَّور الأكبَر في عمليّة إعادَة الإعمار ودُونَ أيِّ شُروطٍ مُسبَقةٍ.... هَذهِ سورية وليسَت السويد والدنمارك وسويسرا، وتَقَع في الشرق الأوسط، ويحتَل أراضيها كيان غاصب اسمه "إٍسرائيل"، ويعتدي بطائِراتِه على أمنِها واستقرارِها.. والجيش العربيّ السوريّ استعادَ الغُوطة الشرقيّة وحلب ودَرعا ودِير الزور، ويَستعد لاستعادَة إدلِب وكُل ما تَبقَّى من أراضٍ خارِج سيطرة الدَّولة.. واللبيب من الإشارة يفهم، يختم الكاتب.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=54794