وصف ارتوغرول كوني وزير الثقافة والسياحة التركي السابق النائب المستقيل من حزب رجب طيب أردوغان الوضع في تركيا بأنه "خطير جداً" بسبب سياسات حكومة أردوغان الخاطئة، مؤكداً أن الشعب التركي سيضع حداً لهذا الوضع.

ووجه كوني في مقابلة مع صحيفة (راديكال) التركية الثلاثاء 25 شباط / فبراير انتقاداً للرئيس التركي عبد الله غل لعدم تدخله لإنقاذ الوضع وقال:" إن "الوصول الى قصر الرئاسة في تشانكايا ليس سهلاً وإذا ما حدد غول موقفاً واضحاً إزاء المسار الخطير الذي تمر به تركيا جراء سياسات حكومة أردوغان غير الديمقراطية فإنه سيقلل من فرص نجاحه."

وأشار كوني إلى خطورة الوضع في تركيا، معرباً عن اعتقاده بأن الشعب التركي سيضع حداً لهذا الوضع الخطيرعبر وعيه، موضحاً أن حزب أردوغان لن يحصل سوى على 35 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية المقبلة، مؤكداً توجه تركيا في عهد أردوغان نحو "الاستبدادية."

وأوضح كوني أن القوانين التي تسعى حكومة أردوغان لتمريرها تعبر عن "ارتباك هذه الحكومة"، لافتاً إلى أن هذه الممارسات الأردوغانية تسيء للناس الذين يحاكمون بتهمة الفساد والرشوة في إطار العملية الأمنية المنفذة في 17 كانون الأول/ ديسمبر الماضي من خلال حملاتها الأخيرة لأن المجتمع التركي لن يصدق أنهم بريئون حتى لو برأتهم المحكمة.

وكانت محكمة تركية رفضت مطلع الشهرالجاري الاتهامات المتعلقة بإنشاء جمعية إجرامية ضد مجموعة "تضامن تقسيم" نسبة إلى ساحة تقسيم في استنبول التي نظمت المظاهرات التي تخللتها أعمال عنف إثر قمعها العنيف من قبل الشرطة ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى ونحو ثمانية آلاف جريح.

في سياق متصل أكدت صحيفة (ملليت) تركيا أن حكومة أردوغان تستعد لتنفيذ عملية أمنية واسعة في الأسابيع القادمة تتعلق بما يسمى "انقلاب 28 شباط" ستشمل عدداً كبيراً من المدنيين وتستهدف الاعلام والقضاء والجامعات والنقابات.

وقالت الصحيفة في نبأ لها أوردته يوم الثلاثاء 25 شباط / فبراير أن "حكومة أردوغان تستعد لشن حملة اعتقالات واسعة ضد المسار المدني لانقلاب 28 شباط/ فبراير بعد محاكمة الضباط المتهمين بتنفيذ انقلاب ضد هذه الحكومة."

وأشارت الصحيفة الى أن أردوغان كان ألمح الى استعداد حكومته لشن حملة اعتقالات على مسار منظمات المجتمع المدني والإعلام ومجموعات المال.

وكان متضررو ومنظمو الاحتجاجات الشعبية في تركيا في حزيران/ الماضي أعلنوا أمس الإثنين عزمهم رفع دعوى أمام القضاء ضد حكومة رجب طيب أردوغان بسبب القتلى والجرحى الذين سقطوا جراء اعتداءات وقمع شرطة أردوغان.

وكان رئيس نقابة المحامين فى اسطنبول اوميت كوجا سكال أكد في تصريح صحفي الأحد 23 شباط/ فبراير أن أردوغان لن يستطيع الهرب من العدالة في المستقبل لارتكابه عدة مخالفات جرمية بحق الأتراك إضافة إلى قيامه بتخريب العلاقة مع سورية.

وأكد الكاتب الصحفي التركي مصطفى بالبايان أن القوانين الجديدة التي تسعى حكومة رجب طيب أردوغان إلى تمريرها من شأنها أن تؤسس لدويلات صغيرة يسطيرعليها أردوغان نفسه.

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة (جمهوريت) التركية " إن حكومة أردوغان تغير القوانين وفقاً للأداء والإجراءات بدلاً من تنفيذ لإجراءات وفقاً للقوانين ورأى أنها تتدخل في جميع مجالات الدولة وتقوم بتغييرها وأن القوانين التي مررها البرلمان خلال الأسبوعين الأخيرين من شأنها أن تؤسس دويلات صغيرة عبر الصلاحيات الغامضة غير المنعكسة على الرأي العام".