الاعلام تايم _ نسرين ترك

تحت شعار "النظام الدولي لوحدات القياس والحياة" وبمناسبة اليوم العالمي للقياس أقامت هيئة المواصفات العربية السورية وبالتعاون مع شركات القطاع الخاص ورشة عمل في مكتبة الأسد بدمشق.

وهدفت الورشة التي حملت عنوان "القياس والحياة" التعريف بالنظام الدولي لوحدات القياس وبأهمية القياس في العلوم والأبحاث، الصناعة، التجارة، البيئة، الصحة والحياة.

طرحت الورشة عدد من المحاور الرئيسية المتعلقة بدور "المترولوجيا" في الاقتصاد والمجتمع، وحدات القياس ودور المخبر الوطني للمعايير والمعايرة، دور الكليات العلمية والهندسية في تطبيق القانون الوطني للقياس، أهمية القياسات الطبية في المؤسسات الصحية وتحدياتها، إضافة إلى أهمية القياس في حماية المستهلك وأدوات الرقابة والآلية والمشاكل والحلول.

شارك بأعمال الورشة نخبة من الخبراء والمختصين من المؤسسات العامة والخاصة العلمية والاقتصادية الرائدة، وتضمنت محورين رئيسيين تضمن الأول تعاون عدد كبير من اختصاصي "المترولوجيا" لتحديد الطرق الأمثل لإعادة تعريف "وحدات القياس" للكميات الفيزيائية المختلفة بناء على الثوابت الذرية والكهربائية والمغناطيسية، أما المحور الثاني ركز على الأهمية الكبرى للقياس في حياتنا اليومية.

مدير الجودة والسلامة المهنية بشركة مدار للكيماويات د" يحيى راجح" أشار إلى أهمية وضرورة وجود مقاييس صحيحة ودقيقة لتأدية نتائج صحيحة، وقال في لقاء خاص معه على هامش المؤتمر الذي يُعقد للمرة الثانية في سورية إن: "الهدف من هذه الورشة تسليط الضوء على أهمية القياس لإعطاء ثقافة عامة حول هذا الموضوع ودعم الاقتصاد الوطني فكلما كانت الصادرات الوطنية ضمن المواصفات القياسية العالمية كلما كان هناك رضى للمستهلك بالدول الأُخرى ما يُعزز الاستيراد في المرات القادمة".

وعن مشاركة شركة "مكَي" للصناعات الغذائية كأحد الراعين لهذه الاحتفالية تحدثت أ. هبة عبود حول نشر هذه الثقافة من خلال المحاضرات مشيرة إلى ندرة طرح مثل هذا الموضوع وقالت: "مكّي كمؤسسة غذائية تعتمد في كل مراحل الإنتاج على القياس ووحداته من وزن وشكل وحرارة بكل خطوة ومنتج والخطأ ممنوع في مثل هذه الحالات لأن عواقبه كبيرة، ووحدات القياس تضبط عملية الإنتاج والمنتج وجودته والمواصفات الموضوعة لسلامة المنتج والمحافظة على خاصيته".

من جانبه أشار مستشار غرفة صناعة دمشق وريفها ومستشار مجموعة مدار للكيماويات إلى أهمية القياس في كل مجالات الحياة كأحد دعامات الجودة، مؤكداً على ضرورة ضبط وسيلة القياس بمعيار للتحقق من مصداقية هذا القياس. وأضاف: "الورشة اليوم لنشر ثقافة القياس وإطلاق حملة لتأمين البنية التحتية الفيزيائية والأجهزة إضافة إلى تدريب الكوادر وربط المقاييس بالمعيار الدولي".

أما عن دور الجمعية العلمية السورية للجودة في هذا المجال قال رئيس الجمعية د. هشام كحيل: " تطبق الجمعية شعار نشر ثقافة الجودة في بلدنا، ولأن الجودة تغطي كل جوانب الحياة فلابد من أن يكون كل عمل مؤطر بمعايير الجودة العالمية، ففي حال غياب معايير الجودة سيكون الأداء خاطئ ما يؤدي إلى خسارة المال والوقت والجهد" وختم بالتأكيد على أن نظام الجودة هو نظام إدارة من خلال بناء الإنسان.

وأوضح رئيس دائرة المعايير الإشعاعية في الطاقة الذرية السورية د. "أنس إسماعيل"  دور المخبر الوطني للقياسات الإشعاعية الممثل بدائرة المعايرة الإشعاعية بحفظ المعيار الوطني بالقياسات الإشعاعية دور المعايرة والقياس، والمخاطر المحتملة في حال إهمال موضوع القياس، مضيفاً أن: "الورشة فرصة لإظهار عملنا وإنجازنا في هذا المجال الهام. ووفق علاقاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدينا متابعة دائمة ليبقى موضوع القياس في مجال الإشعاعات مواكب للمعايير الدولية الموجودة فمخبرنا هو الأول على مستوى الشرق الأوسط بخبرة 33 عاماً".

 

رئيس دائرة القياس والمعايرة في وزارة الصحة د. المهندس صلاح عثمان قال إن: "موضوع القياس بمؤسسات الصحة العامة بما يشمل بنية التجهيزات وفق المعايير الدولية لإعطاء كفاءة أداء وتشخيص ومعالجة للمريض بشكل أفضل، من خلال عملية ضبط الجودة وإجراء القياسات عليها إضافة إلى تدريب العاملين. من خلال منظومة ضبط الجودة وعملية ضبط القياس لتأسيس منظومة ضبط القياس".

من جانبه أكد ممثل وزارة التعليم العالي باللجنة الدائمة للقياس د. محمد معاذ الخياط على أهمية إلقاء الضوء على كيفية تهيئة طلاب الهندسة والكليات العلمية لمواكبة التطور الذي يشهده سوق العمل والمنشآت الصناعية المختلفة والتي تعتمد في نجاحها بشكل أساسي على نجاح عملية القياس وعلى صحة أجهزة القياس التي تستخدمها.

ويعتبر اليوم العالمي للقياس مناسبة سنوية تحتفل بها أكثر من ثمانين دولة حول العالم ويركز على تأثير القياس في حياتنا اليومية، وفي عام 1875 تم توقيع معاهدة المتر كبداية للتعاون الدولي في مجال القياس والتي انضمت إليها الجمهورية العربية السورية منذ عدة سنوات.