الحدث السياسي

في الذكرى السادسة والخمسين للوحده .. دمشق قلب العروبه النابض


قبل ستة وخمسين عاماً وفي مثل هذا اليوم 22شباط/فبراير عام 1958 أعلنت الوحدة بين سورية ومصر  بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر.
اختير عبد الناصر رئيساً  والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وفي عام 1960تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضاً.
وألقى الرئيس جمال عبد الناصر من منزل الرئيس شكري القوتلي بعيد إعلان الوحدة خطابه يوم 24  شباط /فبراير 1958.
أيها المواطنون ": السلام عليكم ورحمة الله..
إننى أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتي، فقد كنت دائماً أنظر الى دمشق وإليكم وإلى سورية وأترقب اليوم الذى أقابلكم فيه، والنهارده.. النهارده أزور سورية قلب العروبة النابض.. سورية اللي حملت دائماً راية القومية العربية.. سورية اللي كانت دائماً تنادى بالقومية العربية.. سورية اللي كانت دائماً تتفاعل من عميق القلب مع العرب فى كل مكان.
واليوم - أيها الإخوة المواطنون - حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقى معكم فى هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة." 
أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق 28 أيلول/ سبتمبر1961، وأعلنت سورية انفصالها عن مصر لتسمى "الجمهورية العربية السورية"، بينما احتفظت مصر باسم "الجمهورية العربية المتحدة" حتى عام 1970.
قام الرئيس جمال عبد الناصر خلال فترة الوحدة بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتي كانت مزدهرة من غزل ونسيج واسمنت الخ، وتلى الانفصال خمس انقلابات في سورية في فترة 20 شهر.
اعتبر البعض أن الوحدة المصرية – السورية ، كانت نتيجة المطالبة الدائمة لمجموعة من الضباط السوريين، في وقت كان فيه قادة حزب البعث العربي الاشتراكي قد قاموا بحملة من أجل الاتحاد مع مصر.
وعبر سامي شرف وزير الدولة وسكرتير الرئيس جمال عبد الناصرعن رأيه في تجربة الوحدة بالقول : "... إن الوحدة مع سورية، نجحت في تحقيق الاستقرار الذي لم تنعم به من قبل منذ بدأ تاريخها الحديث بعد الحرب العالمية الأولى، ووفرت لها كل المقومات لتقوم بدورها العربي... واستطاعت سورية في ظل الوحدة أن تحقق تغييرات اجتماعية عميقة كانت تتطلع اليها منذ الاستقلال، وأثبتت هذه التجربة أن الوحدة العربية حقيقية، وأن أسسها صحيحة، وجسدت حلم الأمة العربية والثورة العربية."
وفي لقاء مع النائب سامي الخطيب الذي عايش تلك الفترة من موقعه كضابط أمني في الشعبة الثانية (الاستخبارات اللبنانية)، اعتبر ان "الوحدة المصرية السورية كانت نتيجة لتطلعات الشعوب العربية وأمانيها في التوحد، وكانت جزءاً من أحلامنا وتطلعاتنا".
كما رأى البعض أن الوحدة أعطت الأمل للمواطن العربي بإمكان السعي الى الوحدة الشاملة، وكانت في تلك الفترة الرد الحاسم على المؤامرات التي كانت تستهدف سورية ومصر ولبنان وبقية الدول العربية.
بالمقابل فإن المعارضين لمشروع الوحدة والمتابعين لهذه الفترة التاريخية، أكدوا أنه منذ قيام الجمهورية العربية المتحدة، بدأت الممارسات "الديكتاتورية" من جانب الرئيس عبد الناصر، وكان قد وضع شرطين لقيام هذه الوحدة، أولهما أن يمتنع الضباط عن ممارسة العمل السياسي، وحلّ الأحزاب في سورية ومن بينها حزب البعث، ما أثار نقمة عدد كبير من البعثيين الذين لم يتوقعوا استبعادهم من الوحدة وهم من صانعيها.
والى اليوم وبالرغم من كل الظروف المؤلمة التي تمر بها سورية والبلاد العربية لايزل حلم الوحدة قائماً، حلم مؤجل لكنه باق في الأذهان.
ولا يزال الشعبان السوري والمصري يحييان هذه الذكرى كحدث مقدس، ويحتفلان بعد مرور 56 عاماً بهذا اليوم على الرغم مما قاسته وتقاسيه الشعوب العربية في ظل هذه الهجمة الشرسة الممنهجة على حياتها وطمأنينتها والتي تستهدف في أول ما تستهدف الفكر القومي العروبي، لكن دمشق ستنتصر وستحافظ على هذا الفكرو هذا الحلم الوحدوي، وستبقى قلب العروبة النابض.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=5344