تحقيقات وتقارير

الاسرة المنتجة "نواة للمشروعات الصغيرة" في المؤتمر الاقتصادي الاول بدمشق


الاعلام تايم _  مارينيت رحال _ خلدون الجوري


انعقد المؤتمر الاقتصادي الأول لمجمع الفتح الإسلامي فرع جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية برعاية وزير الأوقاف رئيس مجلس أمناء جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية الدكتور محمد عبد الستار السيد ، وذلك تحت عنوان "الأسرة المنتجة نواة للمشروعات الصغيرة ومرتكز للتنمية وتحديات الأزمة" اليوم الاثنين في فندق داما روز بدمشق.


المؤتمر بحسب المشاركون يعتبر منصّة عريضة ومنتدى اقتصادياً اجتماعياً فكرياً لأصحاب الأفكار البنّاءة المتطورة ذات الطابع المتميّز والمبدع لمناقشة الوضع الراهن لكافة جوانب الاقتصاد السوري، والاستفادة من الفكر الاقتصادي الإسلامي وتجارب مؤسساته المالية وأطروحاته المبتكرة وإيجاد قيم مضافة جديدة تساهم في رفع معدلات النموّ الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي السوري مما يساهم في تجاوز تداعيات الأزمة من مختلف النواحي الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية والعمرانية وتحقيق أقصى درجات التنمية وعدالة التوزيع وضمان مصالح المجتمع المادية والمعنوية، وتحويل الاسرة والمجتمع السوري من مجتمع الاستهلاك إلى مجتمع الإنتاج ومصاف المجتمعات المتطورة عالمياً للوصول إلى المستوى المنشود من الرفاهية والازدهار.


كما أكّد المشاركون على أهمية الموضوعات العلمية المطروحة من خلال فلسفة المؤتمر وأهدافه ومحاوره الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية والأخلاقية والعمرانية مع ضرورة الاستفادة من الفكر والفقه الاقتصادي الاسلامي وأطروحاته المعاصرة وتجارب مؤسساته التمويلية والتجارب العالمية الرائدة والناجحة..


وأوصى المؤتمر في بيانه الختامي ضرورة  تعزيز دور الإدارة المحلية واعتبار مجالس المدن والبلدات من ضمن مهامها التنموية مراكز لدعم وتشجيع المشروعات الصغيرة في الأماكن التي تتواجد بها دون الحاجة للمركزية، والإسراع بوضع استراتيجية وطنية لدعم هذه المشروعات كونها تمثل الرؤية المستقبلية المطلوبة.


كما طلب المؤتمر في توصياته ضرورة تفعيل عمل هيئة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبدء بتقديم الخدمات والمسؤوليات والمهام الموكلة بهذه المؤسسة لتحقيق الأهداف المطلوبة.، وإنشاء اتحادات للمؤسسات الصغيرة على المستويين القطاعي والمناطقي لتقوية تمثيل هذه المؤسسات لدى الجهات الرسمية.


وأشار البيان الختامي والتوصيات الى  اعتماد خارطة استثمارية للمشروعات الصغيرة والأسرية بجميع أشكالها وفق توفر عناصر المواد والأيدي العاملة في سورية وجعلها مرنة حسب ظروف الأزمة وتغييرات عناصر الإنتاج، وتشجيع تأسيس مؤسسات الإقراض الصغير والتأكيد على تمويل المشروعات الأسرية والصغيرة خاصة ذات الصيغ الإسلامية.

وفي المجال التمويلي طالب المؤتمر بضرورة
- اعتماد التمويل بضمانة الفكرة أو دراسة جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية بدل استخدام الضمانات العقارية.
- إعداد برنامج وطني غايته وضع خطط القروض الصغيرة والأسرية في التجمعات المحلية في المناطق الريفية والمدنية.
- اعتماد نظام التسليف التشاركي عبر صناديق تمويل المشروعات المتناهية الصغر بدون فوائد على غرار (مصرف القرية) والتسديد على أقساط مريحة.
- تسهيل إجراءات إنشاء شركات تمويل رأس المال المبادر أو المخاطر
- تأمين الضمانات المصرفية.
- تشجيع أصحاب الدخل المحدود على الادخار والاستفادة من الخدمات المالية منها تنمية قدراتهم على الأعمال الحرة وتنمية التعليم والمهارات المطلوبة لريادة الأعمال وعدم الاعتماد على الأعمال الخيرية بشكل دائم.
- تأسيس صناديق القرض الحسن لدعم مؤسسات التمويل الإسلامي المتناهي الصغر.
- تطوير صيغ تمويلية جديدة أكثر فاعلية وأكثر قدرة على تحقيق التوازن مع خصائص المشاريع المتناهية الصغر.
- تطوير دور المرأة في المشاريع الصغيرة وخاصة المرأة الريفية.
- إحداث لجنة تقوم بجمع البيانات والمؤشرات لأهم المشاريع الصغيرة والمتوسطة على مستوى القطر.
- تقديم خدمات استشارية منها دراسة الجدوى الاقتصادية بتكاليف زهيدة.

 

أما مايخص المجال التسويقي، فقد طلب المؤتمرون في بيانهم الختامي تنظيم معرض دائم لترويج منتجات وخدمات المشروعات الأسرية، وإرشاد رجال الأعمال للجمعيات الخيرية إلى المنتجات المطلوبة والمرغوبة خارج القطر ليقوموا بتبني إنتاجها وتوفير قنوات تسويقية ملائمة لها، فيما دعا في المجال المالي والضريبي الى تقديم إعفاءات ضريبية للأسرة المنتجة بحيث نشجعها على زيادة استثماراتها بهدف تطوير ودعم الانتاج الاسري وعلى الأرباح المتولدة من إقراض هذه الشركات، ووضع أنظمة خاصة للإقراض والإيداع في البنوك خاصة بزبائن قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة حيث يستطيع هذا الزبون الحصول على قرض معين بعد أن يودع مبلغا من المال لفترة من الزمن، وتقديم دعم جزئي أو كلي من الحكومة بالنسبة للفوائد على القروض المقدمة لهذا القطاع، وتأسيس شبكة كاملة من المؤسسات والمنظمات العاملة في مجال التمويل الصغير لتوفير خدمات الإعمال والخدمات الفنية عالية النوعية والجودة، وفرض نسبة إلزامية على جميع المصارف لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإحداث مؤسسة لضمان القروض الصغيرة للمشاريع متناهية الصغر والأسر المنتجة بهدف تحفيزها على الاقتراض بشروط ميسرة.


أما على المستوى التأميني فأوصى المؤتمر بتصميم نظام لضمان الائتمان للمؤسسات التي تقدم التمويل الإسلامي المتناهي الصغر، وتصميم منتجات تأمين تتناسب مع المشاريع الصغيرة.


وطلب المؤتمر في المجال الإداري تكليف المنظمات الداعمة للأعمال والمبادرات التنموية الأهلية لتقديم خدمات النصح والمشورة والتدريب والمعلومات باعتبارها الأكثر تمثيلا وقربا من هذه المشروعات، وإعادة هندسة العمليات للإجراءات الحالية المتعلقة بإنشاء وترخيص المشروعات الجديدة وتشجيع حاضنات الأعمال، والتركيز على نشر ثقافة ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال لدعم نجاح المشروعات الأسرية والصغيرة، و الاهتمام بثقافة العمل الذاتي الحر ونشره بين الشباب والخريجين.


وفي المجال القطاعي أكد المؤتمر على تبني الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الربحية لجدول أعمال اقتصادي والمسؤولية الاجتماعية باعتبارها عامل جوهري من عوامل التنمية وتنمية الروابط مع البنوك وأسواق رأس المال، وضرورة قيام الجامعات والمراكز المهنية المتخصصة بتقديم كافة الدعم اللازم للمشاريع المتناهية الصغر عن طريق رفدها بالكوادر المؤهلة والريادية من خلال ربط الجانب الأكاديمي بالجانب العملي، والتركيز على دعم المشروعات الزراعية (النباتية والحيوانية) كونها تتلاءم مع طبقة المشروعات الأسرية وتخلق قيم مضافة تسويقية وترويجية، وإعادة تنظيم عمل الجمعيات الخيرية بحيث أن لا يقتصر دورها على تقديم المساعدة في المأكل والملبس وغيره، وإنما تفعيل صيغ التمويل والاستثمار بضمانات بحيث يعود ريع تلك المشاريع إلى أسر أخرى، وتكفل الجمعيات الخيرية الأسر المنتجة لدى المصارف الإسلامية لدى تقديمها التمويل لها، وتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي لأسر الشهداء لإقامة مشاريع تنموية صغيرة، وذلك من خلال القروض الميسرة وبدون فائدة، أو تقديم الأرض المناسبة لإقامة مشاريع مشتركة بين عدة أسر على مبدأ "تجمع إنتاجي لأسر الشهداء".


وختم المؤتمرون بيانهم ببرقية شكر وتقدير للسيد الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية مجددين فيها عهد الصدق على أن يكونوا أوفياء لهذا الوطن المبارك سورية مدافعين عن أرضه وشعبه وكرامته بكل ما يملكون من نفس ونفيس وغال ورخيص في وجه كل المؤامرات.


يشار أن المؤتمر جاء بالتعاون مع غرفة تجارة دمشق والمعهد العالي لإدارة الأعمال ( HIBA ) والاتحاد الوطني لطلبة سورية والمشاركة مع مختلف الجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية والخيرية والمؤسسات التمويلية والمصارف ومؤسسات التمويل الصغيرة والمنظمات الداعمة للأعمال، والشخصيات المختصة والمهتمة من مختلف أطياف المجتمع ونسيجه الوطني.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=53399