تحقيقات وتقارير

عبد الساترلـ"الاعلام تايم": سياسياً وميدانياً.. رسائل معركة الجنوب وصلت


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


تعتبر معركة درعا اليوم علامة فارقة في مسار الحرب على سورية  وأكثر التقارير و التحليلات تقرأ بعناية تفاصيل و تداعيات و نتائج هذه المعركة لما لها من أهمية على الصعيدين السياسي و العسكري.. فتحرير درعا  من المجموعات الارهابية المسلحة في توقيتها و نتائجها المستقبلية  من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية لأطراف الصراع  في عموم المنطقة الجنوبية و الحدود السورية  الاردنية و عنوان لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على سورية. 


المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر وفي لقاء خاص مع موقع "الاعلام تايم أشار الى أنه " لا شك أن الانتصارات الكبيرة التي حدثت على جبهة الجنوب السوري ربما لها أكثر من دلالة لكن على المستوى الرمزي أعتقد أن هذا الامر يشكل المدخل الاساسي لقراءة ما جرى في الجنوب السوري، فهذه المنطقة التي انطلقت منها الشرارة في الحرب على سورية و هي بعد أكثر  من 7 سنوات على انسلاخها عن الدولة السورية تعود و بشكل دراماتيكي مع انهيارات كبيرة في صفوف الجماعات الارهابية و تخلٍ واضح من الدول الداعمة ليس عن إرادة و إنما عن استحقاق أنجزه الجيش العربي السوري.


و البعد الثاني _أضاف عبد الساتر_ لهذه المنطقة خصوصية جغرافية تمتاز بها عن سائر المناطق الاخرى بأنها محاذية لفلسطين المحتلة أي اعلى تماس مع العدو الاسرائيلي الذي كان يرغب في إقامة "كانتونه "الخاص أو سياجه الامني الخاص عبر اعتماده على الجماعات الارهابية، كما للمنطقة امتدادها مع المعبر الحيوي الاساسي الذي يشكل شريانا اقتصاديا واضحا لسورية عبر البوبة الاردنية لما كان للأردن أيضا من دور واضح في دعم المجموعات الارهابية المسلحة و تأمين الملاذ و الملجأ الاّمن لهذه الجماعات التي استطاعت أن تدخل من البوابة الاردنية الى الداخل السوري على مدار السنوات الماضية، و ايضا لما شكلته غرفة "موك" أو ما يسمى بغرفة القيادة المشتركة التي كانت تقوم بأعمال ميدانية في سورية و تقوم هذه الغرفة باستحداث الخطط اللازمة لذلك.


و أوضح المحلل اللبناني عبد الساتر قائلاً" من خلال هذين البعدين ربما نفهم قراءة ما حدث في الجنوب السوري فضلا عن البسالة و الارادة التي تمتع بها الجيش السوري مدعوما بقرار واضح من القيادة السورية، ربما يشكلان مدخلا أساسيا لفهم التداعيات التي ستلي مثل هذا الانجاز الكبير و طبعا نحن لازلنا بانتظار ما يحدث في المنطقة التي لها امتداد حيويا مع باقي المناطق في محافظة القنيطرة مما يشكل امتداد مع الجولان السوري المحتل .

 

 


ولفت عبد الساتر الى أن الجماعات المتواجدة هناك لا زالت حتى اللحظة ربما تراهن على دور ما لإسرائيل في المرحلة المقبلة.. وعلينا أن نقرأ سياسياً ما يحدث، فهل هذه محاولة لتكون المنطقة جزءا من ما يسمى "خفض التوتر" ؛ هل هي رسالة للأمريكي  و رسالة الى الاسرائيلي في آن معا ؟ هذا السؤال يصعب علينا الان الاجابة عنه الان لنتبين وتتوضح  الامور أكثر لنفهم ماذا يريد الامريكي من طأطأة الرأس في هذه المنطقة و ما يريده  الروسي من خلال إرسال رسائل معينة لـ"إسرائيل" و هنا يبرز التباين الواضح بين ما يريده العدو الاسرائيلي من خلال فرض شروط و مناخات معينة فهو يمني نفسه  أن تكون هذه المنطقة جزءاً من تأمين أمنه.


و ختم عبد الساتر قائلاً "لابد أن نشير الى أن الامر ليس كما قد يظنه البعض أنه بمجرد تحرير هذه المناطق و كأن شيئا لم يكن ؛ يجب أن نكون حذرين أيضا من البيئة التي احتضنت المجموعات الارهابية على مدار 7 سنوات، ماذا سيكون دورها في المستقبل القريب ؟و ما الذي ستفعله عند استعادة الدولة السورية لهذه المناطق ؟ طبعا كل هذه الاسئلة هي بانتظار أن تتبلور الامور أكثر لكن حتى يحين موعد الاجابة عن هذه التساؤلات يجب على الجميع أن يفهم تماما أن إرادة سورية و إرادة الجيش العربي السوري هي  أكبر بكثير من كل محاولات التسويات سواء فوق الطاولة أو تحتها و هذا الاهم بالنسبة لسورية الدولة و لسورية القيادة و لسورية الشعب     .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=53387