تحقيقات وتقارير

هنا اشتعلت وهنا ستنطفئ.. والدليل الذعر"الاسرائيلي"؟


الاعلام تايم _ لمى محمود


يراقب العالم اليوم مسار معركة "الجنوب السوري" التي بدأت تأثيراتها  تظهر على أرض الواقع، و سيكون لنتائجها كلمة الفصل.. فهي عنوان لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على سورية...


ها هي تتساقط بؤر الإرهاب تحت ضربات الجيش العربي السوري، وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهّموا سهولة إسقاط سورية، ومن  يتابع بدقة مجريات الميدان  العسكري السوري سيلاحظ أنّ حجم الضغوط العسكرية في الداخل السوري بدأ بالتلاشي مع انهيار بنية التنظيمات الإرهابية، فالجيش السوري  ضرب بكل الوعيد المعادي عرض الحائط، و بعمليّات نوعيّة وبسرعة قياسيّة طهر درعا وريفها من قبضة مرتزقتهم، ليبدأ العدّ العكسي لإطلاق معركة القنيطرة المحاذية لخطوط الجيش "الإسرائيلي" في الجولان المحتل.


وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات، تقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج معركة درعا الكبرى التي تأخذُ المساحة الأوسع من المناقشات والتحليلات لنتائجها " الإستراتيجية ".. على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي، فتحرير درعا على أيدي الجيش العربي السوري والحلفاء الروس، بدأت فعلياً تقلق قادة الكيان الصهيوني ودوائر صنع قراره العسكري السياسي، وخصوصاً أن العملية ستخدم بشكل كبير ملف تسوية وحسم ملف الجنوب السوري لصالح الدولة السورية، وهذه التسوية وذلك الحسم بشكل خاص سيكون له وقع خاص على الكيان الصهيوني.


وقد يتساءل سائل وما علاقة اسرائيل بمجريات معركة "الجنوب السوري "... وما مصلحتها بالتدخل بمعركة" الجنوب"؟ وما مكاسب الدولة السورية من كسب معركة" الجنوب"؟ وما علاقة الأطراف المنخرطة بالأزمة السورية بمجريات ونتائج هذه المعركة؟


أسئلة لا تقبل الا إجابة واحدة.. سقوط درعا يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سورية، سقوط كل ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى، وهذا ما لا تريدهُ هذه القوى اليوم، ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا في صفوف هذه القوى.. فمحور العدوان على سورية، يعيشُ صدمة حقيقية، وهو تحت وقع هذه الصدمة، يجري اليوم استعدادات بالخفاء والعلن، للتدخل بأي وقت بمجريات المعركة؟  وخصوصا مع بدء العدّ العكسي لإطلاق معركة القنيطرة المحاذية لخطوط العدو "الإسرائيلي" في الجولان السوري المحتل، وهو ما دفع "تل ابيب" الى التدخل سريعا بمجريات المعركة؟  والاعتداء مرّة اخرى على مطار "تيفور" لتحذير الجيش السوري من استكمال عمليّاته باتجاه هذه المنطقة...حسب تعقيب موقع ديبكا الاستخباري "الإسرائيلي" على العدوان  الأخير، والذي اعتبر انّ اطلاق الرئيس الأسد لمعركة الجنوب السوري قُبيل ايام من لقاء نتنياهو- بوتين في موسكو، هو بمثابة تحذير للأخير، تقصّد الرئيس الأسد من خلاله، إبلاغ نظيره الروسي، أنه سيشنّ معركة القنيطرة وفقا لقواعده وليس وفق قواعد الرّوس.


وفي وقت كشفت مصادر صحافيّة فرنسيّة أنّ "تل ابيب" تلقّت مؤخرا تقارير استخباريّة "حليفة" حذّرتها من مغبّة الوقوع في فخّ الاستدراج الى معركة على الحدود مع سورية "لانّ الهجمة عليها ستكون جماعيّة"، شدّد الباحث الفرنسي لوران فابيولان، على ضرورة أن تبدأ "تل ابيب" بالتحضّر لما بعد درعا حسب تعبيره، كاشفا ...استنادا الى معطيات وتقارير وصفها بـ"الموثوقة" إأنّ الحدث الأكبر القادم سيكون في الجولان!


لا شكّ أنه احتمال بات أكثر من واقعي لدى قادة "تل ابيب" بعدما أصبح المحور المعادي لها في قلب ملعبها الذي كان حصريّا لها ولمرتزقتها حتى الأمس القريب. ومن يراقب حركة بنيامين نتنياهو وسائر مسؤولي وقادة الأمن والاستخبارات في "اسرائيل"، والهرولة الى موسكو بشكل متكرّر للاستنجاد بالرئيس الروّسي، والصّراخ عالي النّبرة بالرّد على ايّ تجاوز للخطوط "الإسرائيليّة" الحمر الى درجة الاحتماء باتفاقيّة "فضّ الإشتباك" لعام 1974 والتمسّك بها، يدرك أنّ معارك الجنوب السوري والخوف من المفاجآت التالية، أصاب "اسرائيل" في مقتل.. فمنذ متى يحترم هذا الكيان القرارات الدوليّة؟؟ هذا من دون إغفال أنّ معارك الجنوب السوري تمثّل "بروفة" غير مشجّعة لقادتها بضمان الفوز في الحرب القادمة مع محور المقاومة، سيّما بعد الضربات القاسمة التي وجهها الجيش السوري لغرف عمليّاتها وعملائها وميليشياتها المسلحة، والتي دعمتها بقوّة لوجيستيّا واستخباريّا في وجه الدولة السوريّة طيلة السنوات المنصرمة بهدف إقامة حزامها الأمني الموعود.


وفي سورية اليوم، يساوي تحرير درعا للدولة السورية، مكسباً كبيراً، وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها مع كِبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على سورية، ومن خلال ورقة درعا، ستفرضُ الدولة السورية شروطها على الجميع، وسيكون لها كلمة الفصل في أيّةُ تسوية تعود لمصلحة الشعب والدولة، بعد كلّ ما لحق بهذا الشعب من أذى.


فصمود الجيش العربي السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة والتي تحاول المسّ بوحدتها... ما هو إلا فصل من فصول قادمة سيثبت من خلالها السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً ضدّ جميع مشاريع التقسيم، وسيستمرّون في التصدّي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سورية أنها أسقطت المشروع الصهيو ـ أميركي، وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل يبدو أنه قريب جدّاً.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=53357