تحقيقات وتقارير

الشام بتجمعنا".. "إنها الحياة.. إنها دمشق"


الإعلام تايم|| طارق ابراهيم - رنا الموالدي


دمشق العاصمة العريقة التي كسرت القيود وحطمت جميع الأغلال، بعدما أنهكتها قذائف الهاون والصواريخ الإرهابية في كل حي وشارع وسوق وحديقة ومدرسة ومنزل ومقهى وياسمينة.. استطاعت بتضحيات جيشها وصمود أهلها أن تعود لألقها وسابق عصرها تنعم بالأمان والسلام.


مشاهدات الشارع تحكي الكثير عن دمشق صاحبة الأبواب السبعة والأكثر قدماً في تاريخ البشرية، فالأسطورة تقول إن "هناك طاقة كامنة تتكفل في كل مرة أن تنهض في صدرها من جديد كأنها طائر الفينيق"، لذلك فإن التلاشي والاندحار لا يرد في قاموس الشام، وهو أمر يمكن أن نكتشفه في وجوه الناس وما ستشهده دمشق من مهرجانات متنوعة حافلة بالأنشطة الفنية  والمسرحية، وقد كبر بعضها ليشمل مهرجانات عديدة في مهرجان واحد، وهو مهرجان "الشام بتجمعنا"  الذي استكملت غرفة تجارة دمشق التحضيرات الاساسية لإطلاق المهرجان الذي تنظمه الغرفة بالتعاون مع وزارة السياحة ومحافظة دمشق وذلك على أرض حديقة تشرين بين الـ27 من حزيران ولغاية الـ26 من تموز القادم .


ووفقاً  لمدير غرفة تجارة دمشق وعضو لجنة المهرجان الدكتور عامر خربطلي وفي حديث لـ"الإعلام تايم" المهرجان يهدف إلى جذب كافة فئات المجتمع.. ونقوم بكل ما نستطيع من أجل الحفاظ على معيار التفوّق في برنامجه، بالإضافة إلى مساحة الخلق والابتكار بالعروض التي ستقدم للمرة الأولى  لتشمل فعالياته 22 فعالية ضمن "معرض الزهور الدولي".. عدة قرى منها قرية تراثية شامية ومدن ألعاب وقرية رياضية وماراثوناً رياضياً يخصص ريعه لذوي الاعاقة وفعاليات خاصة لدعم ذوي الشهداء والجرحى وأماكن للرسم  والنحت والمواهب والحرفيين وشيوخ الكار وللقراءة ولريادة الأعمال وقرية الجمعيات والهيئات التطوعية التي كان لها بصمتها خلال سنوات الحرب، إضافة إلى جوانب ثقافية مختلفة والعديد من البرامج والمسابقات والأنشطة التي تسهم في ترفيه الأسرة بما يعود عليهم بالنفع والفائدة بينها أيضاً عروض مسرحية "سينما الهواء الطلق" وحفلات غنائية لتقديم صورة متكاملة عن "سورية المصغرة"  بكل فعالياتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.


وعن رؤية المهرجان قال خربطلي "يأتي  المهرجان بعد مرحلة تعافي الاقتصاد الوطني، وانطلاقاً من المساهمة في تنمية الاقتصادية ، لذا سوف تقدم جميع التسهيلات المناسبة للمستهلك والتاجر ورجل الأعمال، لعودة العملية الإنتاجية بما يعزز الاقتصاد السوري ويفسح المجال بفتح آفاق جديدة للاستثمار، منوهاً أن رؤية المهرجان مختلفة عن معرض دمشق الدولي الذي يتم التحضير له حالياً بأنه أكبر تجمع اقتصادي- سياحي- ثقافي- اجتماعي لكن أساسه ترويجي "سوق للعرض" بالدرجة الاولى بينما مهرجان الشام أساسه تسويقي "سوق للبيع" يستهدف الاسرة السورية ضمن مبادرات إدارة المهرجان بما يرضي أذواقهم ويحاكي اهتماماتهم، في ظل توفير البيئة الملائمة للمتسوقين.


وأشاد خربطلي بتحضيرات المهرجان على أنها شملت مختلف المستويات وكافة  الأنشطة المرافقة، والاهتمام بجميع التفاصيل ليكون المعرض متميزاً يتناسب مع احتياج جميع شرائح المجتمع، ويلبي احتياجات التسوق للعائلات طيلة فترة المهرجان، مضيفاً أن المحافظة كانت قد أوعزت جميع الهيئات التابعة لها بتجهيز ما يلزم وتقديم كافة الخدمات وتأمين جميع المستلزمات المادية واللوجستية لتجهيز الموقع وتوزيع الفعاليات ضمن الحديقة وحالياً تم الانتهاء من أعمال البنى التحتية بشكل كامل وتسليم الأجنحة لتبدأ الفعاليات بعملها بانتظار حفل الافتتاح والذي سيتضمن فقرات ولوحات فنية وفلكلورية تعكس إرث سورية وعراقتها وأثرها في الحضارة الإنسانية.


مدينة الحياة والسلام، لن يذبل ياسمينها بعد اليوم، الذي سقي بدماء الشهداء، عاد ليحكي قصصاً مختلفة عما كنا نسمعه في نشرات الأخبار.. دمشق الآن لا تبدو مدينة خارجة من أزمة هكذا يقول إيقاع الحياة فيها، بل مدينة اعتادت تداول الخطوب عليها وجاءها الأمان أخيراً لنقول "إنها دمشق.. إنها الحياة".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=52948