تحقيقات وتقارير

رمضان دمشق 2018.. بطعم السلام


الاعلام تايم _ نسرين ترك

قدوم شهر رمضان  هذا العام لا يشبه السنوات الماضية، حيث يعيش الدمشقيون أجواء الشهر الفضيل هذا العام بسلام وأمان افتقدوه طيلة ثمان سنوات مضت..  بعد أن نجح الجيش السوري بإعادة الأمان لكامل محيط دمشق بتحرير الغوطة الشرقية وتطهير مناطق القلمون، وكان آخرها تحرير مخيم اليرموك والحجر الأسود، إضافة إلى فتح الطرقات الرئيسية المؤدية إلى العاصمة، لتشهد شوارع دمشق حالة من الاستقرار نتيجة استقرار تلك المناطق.


لا قذائف بعد اليوم.. الأمل الذي لطالما تطلع إليه أهالي العاصمة، والموت الذي استباح حياتهم بالموت طيلة سنوات الحرب..  ولا خوف من التجول في شوارع دمشق ولا انتظار موت يأتي على هيئة قذيفة عمياء حاقدة..


كما عملت الدولة السورية على تأمين كافة المستلزمات والمواد الأولية في شهر رمضان الكريم بالرغم من العقوبات المفروضة عليها، مع تحسن الطاقة الكهربائية.


يتجول أبو عامر في سوق باب سريجة ينتقي الخضرة والموائد الغذائية لإعداد وجبة الإفطار، متجاهلاً شراء "اللحم" الضيف الذي لا يتناسب مع راتبي التقاعدي،  يقول: أسعار المواد ارتفعت في ظل سنوات الحرب والتجار يستغلون هذا الشهر لزيادتها بشكل كبير، وجبات إفطارنا تقتصر في كثير من الأحيان على وجبات الفتة والفول ونادراً ما تشهد موائد إفطارنا اللحمة."


الأسعار المرتفعة التي أرهقت المواطن وجشع التجّار الذي زاد الأعباء على كل السوريين، لم ينل من إرادة السوريين وفرحهم بالسلام، ويعلق العم أبو عامر بالقول: "أفضل أن أتناول "خبزة حاف" بالسلام ولا لحمة بالموت والحرب".


ورغم سنوات الحرب الصعبة إلا أن رمضان لا يزال يحتفظ بنكهته وروحانيته، والشعب السوري لا يزال يحتفظ بعاداته الشعبية التقليدية المتوارثة. حيث تحافظ العاصمة السورية على تقاليدها في شهر الصيام، كجمع شمل العائلات على موائد الإفطار، وتوزيع الوجبات الغذائية على الفقراء، من خلال الجمعيات الخيرية التي نشطت بسنوات الأزمة وأخذت على عاتقها الوصول إلى كل فقير ومحتاج.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=52347