تحقيقات وتقارير

على البال بعدك يا جبل حوران


الإعلام تايم - عروب الخليل

 

1100 متر ارتفاعها عن سطح البحر، سماها الأنباط (سؤادا) أي السويداء.

رغم القرب هو البعد، ورغم العمر مازال فيه مالم يعرف بعد، بين السهل والجبل والمشترك بينها حوران، من بصرى لمدينة السويداء مسافة لا تذكر وتاريخ مشترك وعادات متشابهة وطبيعة مشتركة.


وبرغم كل مشترك لم يتنسى لي زيارتها، ولن أبحث عن الأسباب، اليوم في أرض السويداء، وبعد إنجاز المهمة التي ذهبت لمتابعتها، كان هناك فسحة من الوقت جلست على رصيف أمام منزل جميل، الطبيعة رائعة، هدوء رباني وبشري، بعد سنين من الاعتياد على أصوات الحرب، والأعصاب المشدودة ، لحظات من استعادة الروح والأفكار كانت الأجمل.


أبناء السويداء رفضوا كل ما يدور على أرض وطنهم، وهبوا أرواحهم كي لا تمر مخططات التآمر على وطنهم، سدوا كل ثغرة ممكن أن تسمح للإرهاب الذي انتشر في عدة مناطق وحتى القريبة من السويداء أن تخرب جنى عمرهم، فحموها بأرواحهم حتى من عبث البعض من أولادها بأمنها واستقرارها، لذلك كانت مقصداً للفارين من ويلات الإرهاب، فاستقبلتهم وفتحت أبوابها وأقامت الجهات الحكومية فيها مراكز لاستقبالهم استقبال كريم ومعروف بالأصالة من بني معروف.


محمد كهل ضرير ترك مدينته بصرى الشام بعد سقوطها بيد الإرهاب، أقسم بألا يعود اليها حتى عودة الدولة السورية وحتى لو لم يبق في العمر بقية، أطال الله في عمره ليحقق أمله، محمد أقام وزوجته في معسكر لطلائع البعث في السويداء، شكر القائمين عليه لإعطائه موقعاً قريباً من قضاء احتياجاته الخاصة مراعاة لوضعه الصحي، يعيش منذ سقوط مدينته برضا على أمل ليس ببعيد.  

 

سكنها الكنعانيين والآراميين والأنباط الذين أخرجوا اليونانيين منها ،ثم سكنها العرب الغساسنة.


في العصر البيزنطي كانت مركزاً مهماً من مراكز الحج المسيحي، فيها الكنيسة الكبرى يعود تاريخ بنائها للقرن الثالث الميلادي في مدخلها لوحة فسيفسائية ملونة ضخمة ذات نقوش هندسية.


أما الكنيسة الصغرى فترجع إلى القرن الخامس الميلادي حالياً المتبقي منها قوس يتوسط الشارع المحوري وحراب صدر الكنيسة، تحتوي على العديد من المدرجات الرومانية.


مشرفة على سهل حوران تدهشك الأحجار البركانية البازلتية التي تشكل لوحات جميلة، والأجمل نظافة المدينة وهدوءها البديع وخاصة كلما ابتعدت عن مركز المدينة.


في أغلب قراها تجد اهتمام الدولة بالمدينة من بلديات ومخفر ومركز صحي ومركز بريد ونادي رياضي ومراكز ثقافية والأشهر معمل سجاد اليدوي، وصناعة البسط والمطرزات وأطباق القش.


فيها مشاريع الكروم والأشهر تفاحها ذو المواصفات العالية والتي تعتبر أكبر محافظة منتجة له.


بيوتها من الحجر البازلتي ولكون نسبة الاغتراب فيها عالية، فإن الحركة الثقافية ناشطة.



خلال سنوات الحرب الظالمة على سورية استقبلت  السويداء كما كل المحافظات أبوابها لكل من لجأ اليها ،فعملوا بالتجارة وأقاموا عدد من المحال والمصانع  القائمة أو قيد الإنشاء.


قدمت السويداء ككل الشعب السوري قادة وشهداء من الجيش العربي السوري للذود عن سورية، وفي تاريخها قارعت الاستعمار بقادة وشعب كبير فكان (سلطان باشا الأطرش)قائداً مقاوماً للوجود الاستعماري الفرنسي.


حافظت السويداء على بيئتها بأشجار البلوط والسنديان التي عمرها آلاف السنين ،وعلى تنوعها الحيوي لذلك هي مقصد لكل من يريد الاستشفاء من أمراض الصدر والربو.


ولأن أول أبجدية في التاريخ كانت فوق ترابها ولأنها التاريخ والحضارة باقية بمدنها وسكانها بأصالتها إنها سورية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=51896